أعلن التحالف العربي والجيش الوطني اليمني رصدهما عشرات الخروقات من قِبَل الانقلابيين للهدنة التي بدأ سريانها ليل الأربعاء- الخميس. وأفادت لجان المراقبة التابعة لقوات التحالف بتسجيلها أكثر من 43 حالة خرقٍ لاتفاق الهدنة على الشريط الحدودي بين المملكة واليمن؛ تحديداً في منطقتي نجران وجازان باستخدام أسلحةٍ متنوعة تمثلت في صواريخ ومقذوفات فضلاً عن رماية مباشرة وقناصين. وأكدت قوات التحالف، في بيانٍ لها، الردَّ على مصادر النيران وفق قواعد الاشتباك المعتمدة. وتعهدت بالاستمرار في الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار وتطبيق سياسة ضبط النفس والتصدي للخروقات، مع استمرار الحظر والتفتيش الجوي والبحري والاستطلاع الجوي لأي تحركاتٍ لميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها. وحمَّلت قوات التحالف الانقلابيين المسؤولية عن تعطيل دخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المُحاصَرة من قِبَلهم داخل اليمن. في الوقت نفسه؛ اتهم الجيش الوطني اليمني ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بإطلاق النار على جبهاتٍ عدَّة بعد بدء سريان الهدنة ليل الأربعاء- الخميس. وأشار الجيش، عبر صفحة «المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية» على «فيسبوك»، إلى إصابة 6 مدنيين بينهم 5 معلمين بصاروخ كاتيوشا أطلقته الميليشيات على مدرسة الكمب في منطقة مدغل بمحافظة مأرب (شرق). ونشرت الصفحة نفسها إفاداتٍ متتالية عن خروقاتٍ عدَّة، متهمةً الميليشيات بتنفيذ قصفٍ بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة على مواقع قوات الشرعية (الجيش الوطني والمقاومة الشعبية) في يعيس وسون بمحافظة الضالع (جنوب). وجاء في إحدى الإفادات «مواقع الجيش الوطني والمقاومة تتعرض لهجوم تشنه الميليشيات الانقلابية في أطراف منطقة صرواح بين صنعاءومأرب، والميليشيات تحرِّك عربات وآليات كبيرة». ولفتت إفادةٌ أخرى إلى شنِّ الانقلابيين قصفاً بالأسلحة المتوسطة والثقيلة على مواقع قوات الشرعية في مواقع عدَّة في تعز (غرب)، مع توجيههم صاروخاً على مقبرة حسنات شرقي المدينة. وأكدت مصادر محلية في تعز، لموقع «المصدر أونلاين» الإخباري اليمني، خرق ميليشيات الحوثي وصالح الهدنة بتنفيذ قصفٍ مدفعي على أحياء شرق المدينة ومواقع لقوات الشرعية في مديرية مقبنة في الجهة الغربية. واتهمت المصادر الميليشيات بقصف حي حسنات بالمدافع من مواقعها في تباب السلال والجعشة وقصف حي ثعبات من تبّة سوفيتيل. ولاحظ «المصدر أونلاين» نصبَ المتمردين مدفعاً جديداً في فناء معسكر قوات النجدة في منطقة الحوبان (شرق تعز) وإطلاقهم قذائف عدة على الأحياء القريبة. وفي غرب المدينة التي تعد مركزاً لمحافظةٍ تحمل الاسم نفسه؛ بدأ المتمردون قبل دقائق من سريان الهدنة قصفاً على مواقع قوات الشرعية في مديرية مقبنة، وفقاً لما أورد الموقع نفسه. ونقل الموقع عن مصدرٍ محلي في المديرية أن «الميليشيات قصفت مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في العبدلة والعشملة من مواقعها في الأخلود والبرح». وفي الجهة الجنوبية للمحافظة؛ ذكرت مصادر أن المتمردين دفعوا بتعزيزاتٍ مساء الأربعاء إلى مديرية حيفان بغرض مواصلة حصار الريف الجنوبي وقطع طرق الإمداد مع محافظة لحج. في غضون ذلك؛ أورد موقع «المشهد اليمني» الإخباري معلوماتٍ عن مقتل 3 من أفراد الجيش والمقاومة في مديرية صرواح في مأرب إثر هجومٍ للانقلابيين. وأخبرَ مصدرٌ في المقاومةِ الموقعَ بقوله «الحوثيون هاجموا مواقع للجيش والمقاومة قرب مركز مدينة صرواح في خرق واضح لوقف إطلاق النار» و«قوات الجيش والمقاومة التزمت الصمت وعدم الرد بناءً على الأوامر العليا لقيادة الجيش بالامتثال لقرار الهدنة». ولفت الموقع نفسه إلى شن الانقلابيين قصفاً مكثفاً صباح الخميس على مواقع لقوات الشرعية في مديرية حرض التابعة لمحافظة حجة (شمال غرب). وأفاد مصدرٌ في المنطقة العسكرية الخامسة ب «شنِّ الميليشيات قصفاً بصواريخ الكاتيوشا على مواقع الجيش والمقاومة في منطقة الجمرك القديم شمالي حرض»، ملاحظاً محاولة الحوثيين التقدم صوب مواقع الشرعية في مديرية ميدي التابعة للمحافظة نفسها بعد ساعات من سريان الهدنة. وفي وسط البلاد؛ رصدت مصادر محلية في محافظة البيضاء خروقاتٍ من جانب الانقلابيين في أكثر من منطقة. واتهمت المصادر الانقلابيين بتنفيذ قصف مكثف على مواقع المقاومة في هضبة الجعار ومحصن آل سعيد والأجردي ومنازل المدنيين في منطقة الغول في آل حميقان بمديرية الزاهر. وكتب «المصدر أونلاين» في أحد تقاريره «عند الساعة الأولى من بدء سريان الهدنة؛ قصف الحوثيون مواقع المقاومة في جبل نوفان في مديرية القريشية في قيفة، وأطلقوا نيران الرشاشات على مواقع المقاومة في مواقع عباس وشعب اليهود وغليس في مديرية ذي ناعم»، في إشارةٍ إلى مناطق تتبع محافظة البيضاء. وكانت قيادة قوات التحالف العربي أعلنت في بيانٍ لها ليل الأربعاء- الخميس التزامها باتفاق وقف إطلاق النار استجابةً لطلب الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، في رسالةٍ وجهها إلى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز. وأوضحت قيادة التحالف أنه تقرَّر بدء وقف إطلاق النار في تمام ال 11 و59 دقيقة من مساء الأربعاء بتوقيت اليمن ولمدة 3 أيام وفقاً لما ورد في رسالة الرئيس هادي؛ ولإدخال وتوزيع أكبر قدرٍ من المساعدات الإنسانية والطبية للشعب اليمني. وجاء في البيان «ستلتزم قوات التحالف بوقف إطلاق النار، مع استمرار الحظر والتفتيش الجوي والبحري، والاستطلاع الجوي لأي تحركات لميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها». وأفاد هادي لدى استقباله أمس في الرياض المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بإصداره توجيهاتٍ إلى مختلف القيادات الميدانية بالالتزام بالهدنة رغم خروقات الانقلابيين في مختلف مناطق التماس وفي المدن ومنها تعز. وأكد هادي حرصه على السلام النابع من قناعته بإفضاء الحرب دوماً إلى طاولة الحوار. وقال للمبعوث الأممي بحسب ما أوردت وكالة «سبأ نت» اليمنية الرسمية «من أجل ذلك قدمنا التنازلات تباعاً حقناً لدماء شعبنا وانطلاقاً من مسؤولياتنا الوطنية تجاه كافة أبناء وطننا التي لم يعِرها الانقلابيون اهتماماً طوال الفترة الماضية وفي محطات السلام المختلفة». وتطلَّع هادي إلى احتكام الانقلابيين في النهاية إلى صوت العقل والمنطق لمصلحتهم أولاً ولمصلحة جميع اليمنيين لحقن الدماء واستئناف استحقاقات المرحلة المقبلة، مبدياً ارتياحه لجهود ولد الشيخ أحمد. وأمَّل ولد الشيخ أحمد، بدوره، استمرار العمل بالهدنة الحالية والبناء عليها لتحقيق سلام ووقف دائمين للأعمال القتالية. وشدد ولد الشيخ أحمد، بحسب «سبأ نت»، على ضرورة تفعيل لجنة التهدئة للوقوف على تداعيات الوضع الميداني. ولفت إلى أهمية إيصال المساعدات الإنسانية وفك الحصار على المدن لما لذلك من انعكاسات إيجابية، مبدياً ارتياحه لدعم الرئيس هادي مسارَ الحل السلمي. على صعيدٍ آخر؛ هاجم مسلحون يُعتقَد بارتباطهم بتنظيم القاعدة الإرهابي حاجزاً لقوات الأمن في محافظة أبين (جنوب شرق) أمس، ما أدى إلى مقتل 5 جنود وإصابة 4 آخرين. وأبلغ مصدرٌ محلي «المصدر أونلاين» أن المسلحين أطلقوا النار على الجنود بشكل مباشر في منطقة عمودية على الطريق الرابط بين مدينتي زنجبار وجعار. وتؤكد الحكومة الشرعية خوض قواتها العسكرية والأمنية مواجهة مزدوجة ضد الانقلابيين والمجموعات الإرهابية التابعة ل «داعش» و»القاعدة».