دخلت هدنة جديدة حيز التنفيذ في اليمن اعتباراً من منتصف ظهر يوم أمس بعد أن تم التوصل إليها بوساطة أممية بين قوات الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف بقيادة السعودية والمتمردين الحوثيين وقوات صالح. وأعلنت قيادة قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن وقف إطلاق النار اعتباراً من الساعة 12 من ظهر يوم أمس بتوقيت صنعاء ولمدة 48 ساعة تتمدد تلقائياً في حال التزام ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية بالهدنة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة وفِي مقدمتها مدينة تعز ورفع الحصار عنها وحضور ممثلي الطرف الانقلابي في لجنة التهدئة والتنسيق إلى ظهران الجنوب. وتمت موافقة التحالف بناء على رسالة تلقاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من الرئيس عبدربه منصور هادي المتضمنة أن ذلك قد تقرر تجاوباً مع جهود الأممالمتحدة والجهود الدولية لإحلال السلام في اليمن، وبذل الجهود لإدخال وتوزيع أكبر قدر من المساعدات الإنسانية والطبية للشعب اليمني، حيث ستلتزم قوات التحالف بوقف إطلاق النار وفقاً لما تضمنته رسالة الرئيس هادي من أنه في حال استمرار الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لها بأي أعمال أو تحركات عسكرية في أي منطقة فسوف يتم التصدي لها من قبل قوات التحالف مع استمرار الحظر والتفتيش الجوي والبحري، والاستطلاع الجوي لأي تحركات لميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها. وأشاد الرئيس هادي، بالانتصارات التي حققها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ضد القوى الانقلابية في تعز وسط البلاد. وأجرى هادي اتصالين هاتفيين مع قائد محور تعز اللواء خالد فاضل، وقائد اللواء 22 العميد صادق سرحان بحسب وكالة الأنباء اليمنية «سبأ». وثمّن الرئيس اليمني تضحيات الجيش والمقاومة في مواجهة العدوان الانقلابي الغاشم للحوثي وصالح المنتقم من تعز وأبنائها. ووجه الرئيس هادي القيادات العسكرية بالتحلي بمزيد من اليقظة والتصدي لأي خروقات ومحاولات الاعتداء التي جبلت عليها القوى الانقلابية في تجاوز للهدنة التي لم تلتزم بها على الدوام، لافتا إلى أن هناك مراقبة واستطلاعا جويا على مدار الساعه ليغطي أجواء وسماء اليمن لمراقبة التحركات والخروقات الانقلابية ورصدها والتعامل معها بحسم كما ينبغي. من جهته قال قائد محور تعز اليمنية اللواء الركن خالد فاضل، إن قواته ملتزمة بالهدنة المعلنة رغم خروقات الميليشيا الإنقلابية. وأشار القائد العسكري خلال جولة تفقدية للمواقع المحررة، شرق المدينة، أن ميليشيات الحوثي والمخلوع لا تلتزم بأي هدنة أو اتفاقيات، ومستمرة في قصف الأحياء السكنية في المدينة، لافتاً إلى أن قواته «ملتزمة بالهدنة المعلنة وفقاً لتوجيهات الرئيس هادي وقيادة التحالف العربي»، بتحرير كامل المحافظة من الميليشيات الانقلابية. وتعهد القائد العسكري «باستمرار العملية العسكرية وتوسيع نطاقها حتى تحرير كامل المحافظة من قبضة الميليشيات». ومع ساعات الهدنة الأولى ارتكبت ميليشيات الحوثي وصالح 15 خرقاً للهدنة، وقالت مصادر في المقاومة الشعبية بصنعاء «إنه تم رصد 15 خرقا للهدنة قامت بها الميليشيات خلال الساعة الأولى لبداية سريانها وذلك بقصفها بالمدفعية والرشاشات الثقيلة لمواقع الشرعية في جبل المنارة وجبل قرن نهم والجبيلين ومواقع ملح». وأكدت المصادر أن قوات الجيش الوطني والمقاومة ملتزمة هذه المحاور بوقف إطلاق النار وتحتفظ بحق الرد في حال استمرت الميليشيات باختراق الهدنة. وأضافت المصادر: إن الميليشيات لم تلتزم بالهدنة في كلا نهم وحريب القراميش وصلب واستمرت في قصفها بقذائف الهاون والمدفعية والعيارات الثقيلة من مواقعها في تنومة وقرن الذياب ونبقان. وقالت المصادر: إن قوات الجيش الوطني والمقاومة ردت على الخروقات بعد ساعتين من ضبط النفس في محور الميسرة الذي لم تلتزم فيه الميليشيات بوقف إطلاق النار نهائياً. وفي تعز شنت ميليشيات الحوثي وصالح قصفاً مدفعياً مكثفاً على الأحياء السكنية بالمدينة بعد دقائق من دخول الهدنة المعلنة حيز التنفيذ. وقالت مصادر محلية في المدينة «إن انفجارات هزت المدينة عند الساعة الواحدة بعد الظهر نتيجة قصف مدفعي مكثف للحوثيين بأسلحة الهاون والهاوزر. وأضافت المصادر «إن القصف تركز على الأحياء السكنية شرق وشمال المدينة».