أكد المتحدث باسم التحالف العربي، اللواء أحمد عسيري، الالتزام بأحدث هدنةٍ في اليمن، لكنه أفاد بعدم وجود إمكانية لترك الخروقات المتواصلة دون رد فعل، منبّهاً إلى محاولة الحوثيين استنساخ وضع حزب الله اللبناني. وأوضح عسيري في حديثٍ لوكالة «سبوتنيك» الروسية أمس «إذا نجحت الهدنة سيتعزز الوضع على المسار المتفق عليه، لكن إذا تواصلت الخروقات سيترتب القيام بالواجب الذي ينبغي القيام به»، مبيِّناً أن التحالف لن يتساهل مع مواصلة الانقلابيين استهداف مواقع في المملكة ومواطنين سعوديين. وبدأ سريان الهدنة ليل الأربعاء- الخميس، لكن لجان المراقبة ووسائل الإعلام سجَّلت عشرات الخروقات من جانب ميليشيات عبدالملك الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. وحذر اللواء عسيري، وهو مستشارٌ لوزير الدفاع السعودي، من التداعيات السلبية لهذه الخروقات المستمرة. وشدد «قوات التحالف سوف تلتزم بالهدنة المقررة ل 3 أيام لتسهيل دخول المساعدات إلى تعز وإعطاء مهلة لإطلاق عملية سياسية». في الوقت نفسه؛ وصف عسيري بداية الهدنة بالسيئة. واستدلَّ برصد انتهاكاتٍ عدَّة ومحاولاتٍ للتوغل واستعادة مناطق بينها صرواح (في مأرب) ونهم (شرق صنعاء)، منبِّهاً «استمرار الخروقات سيُواجَه برد فعل من جانب التحالف الذي لن يتساهل مع تواصل استهداف المواقع والمواطنين السعوديين». خداع المجتمع الدولي ووفقاً للمتحدث باسم التحالف؛ يعتقد الحوثيون أن بإمكانهم خداع المجتمع الدولي. وتساءل المتحدث «عن أي هدنةٍ يتحدثون؟»، مشيراً إلى استهداف الانقلابيين أمس الأول مناطق عدَّة داخل اليمن وتنفيذهم قصفاً من داخل الأراضي اليمنية على منطقة جازان (جنوب المملكة) ما أسفر عن إصابة سعودي، علاوةً على إطلاقهم 3 صواريخ في اتجاه منطقة مأرب (شرق صنعاء) اعترضتها قوات التحالف. ولفت عسيري، في ذات السياق، إلى تحركات عسكرية للحوثيين في صعدة وتعرُّض تعز المحاصَرة من جانب الانقلابيين إلى هجماتٍ. وقال «يكفي أن أطرافاً محايدة لاحظت الخروقات وسارعت إلى التعليق عليها، وبينها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري». واستنكر كيري الخروقات، في تصريحاتٍ أمس الأول، وشدد على أحقية المملكة في الرد على استهداف مواطنيها. وحدَّد اللواء عسيري 3 أهدافٍ رئيسة لاتفاق وقف إطلاق النار، وهي إدخال المساعدات الإنسانية الملحّة إلى تعز المحاصَرة، ومنح فرصة كافية لإنجاح جهود التهدئة بهدف تهيئة الظروف للعملية السياسية، ودعم جهود المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد. وذكر عسيري أن التحالف أعطى وعداً قاطعاً للرئاسة والحكومة اليمنيتين بالعمل على إنجاح الهدنة المحددة ب 72 ساعة. لكنه حذر في المقابل من أن «الخروقات المتواصلة لا يمكن أن تترك دون رد فعل». واعتبر أن «الاختبار الجدي سيكون خلال اليومين المقبلين»، متهماً الحوثيين بإفشال كافة محاولات الحل على مدى الأشهر الماضية، خاصَّاً بالذكر الجهود الكويتية والأممية وجهود جامعة الدول العربية. «تدليل وتدليع» ورأى عسيري أنه «تم إعطاء الحوثيين قيمة كبيرة لإنجاح جهود التشاور، وفي كل مرة أفشلوا هذه الجهود، وكان ردهم اشتراط المحافظة على سلاحهم وأن يكونوا جزءاً من الحكومة على غرار وضع حزب الله في لبنان»، مستغرباً مواصلة ما سمَّاها محاولات «تدليل وتدليع» من يواصل انتهاك الهدنات وإشعال مواجهةٍ متواصلة. والبديل المفترض، وفقاً لتصريحه، هو الانتقال إلى الفصل السابع لميثاق الأممالمتحدة دعماً للتحالف العربي وإنهاءً لمعاناة الشعب اليمني. وكان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أكد، أمس الأول، على حق المملكة في الرد على أي اعتداءٍ تتعرض له، مشيراً خلال لقاءٍ في واشنطن مع نظيره الأمريكي إلى تعرض الأراضي السعودية لاعتداءاتٍ متواصلة. وشدد الجبير على أهمية أن يدرك المجتمع الدولي مصدر الخروقات والتهديدات المتواصلة. وأكد جون كيري، من جانبه، دعم بلاده لإحياء العملية السياسية اليمنية بهدف التوصل إلى اتفاقٍ نهائي، منبهاً «على الحوثيين سحب قواتهم وصواريخهم والعمل على إنجاح الهدنة». واعتبر كيري أن المطلوب هو منح فرصة لجهود السلام وإنجاح الهدنة الحالية. وكانت لجان المراقبة التابعة للتحالف العربي سجلت الخميس أكثر من 43 خرقاً للهدنة على الشريط الحدودي بين المملكة واليمن. وتعرَّض سعودي وابنته إلى إصاباتٍ في اليوم نفسه بعد إطلاق الحوثيين مقذوفات على محافظة الحرث التابعة لمنطقة جازان. ردُّ على الخروقات في سياقٍ متصل؛ أعلن الجيش الوطني اليمني، في بيانٍ مساء أمس، تحريره مواقع ومبانٍ في محافظة صعدة (شمال اليمن) تطلُّ على منطقة الجمارك، رداً على استمرار الخروقات وعدم التزام الانقلابيين المدعومين من إيران باتفاق الهدنة. وأشار البيان إلى انهيارات متسارعة في صفوف الميليشيات. يأتي ذلك فيما اتهمت قيادة محور تعز الانقلابيين بخرق الهدنة في المحافظة 108 مراتٍ الخميس. واستدلت قيادة المحور الموالية للشرعية، في تقريرٍ لها أمس، بوقوع قصف مدفعي عشوائي على عددٍ من الأحياء السكنية فضلاً عن استهداف مواقع لقوات الشرعية (الجيش الوطني والمقاومة الشعبية). ووفقاً للتقرير؛ نفذ المتمردون قصفاً عشوائياً على «أحياء الزهراء، والمحافظة، والدعوة، والمطار القديم، والثورة، والأخوة، و14 أكتوبر، والحوض، وجبل جرة، والصومعة، وكلابة، والشماسي، وثعبات، فضلاً عن شارع بير باشا، وجبل الهان، وتبة الخزان، واللواء 35، وغيرها». ولاحظ التقرير أن الميليشيات استخدمت بعد سريان وقف إطلاق النار أسلحةً متنوعة منها مدافع 23 م.ط، ورشاشات 12.7، ومدافع هاون، ورشاشات 14.5، ومدافع هاوتزر، ومدافع بي 10. 125 خرقاً إلى ذلك؛ أفاد التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان بتوثيقه 125 خرقاً من جانب ميليشيات الحوثي وصالح في الساعات ال 10 الأولى من سريان الهدنة، التي تعد الرابعة من نوعها. وأسفرت هذه الخروقات، بحسب تقريرٍ للتحالف الحقوقي، عن سقوط قتيلين و12 جريحا معظمهم من المدنيين «تحديداً في مدينتي مأرب وتعز» علاوةً على تدمير عديدٍ من المنازل والمنشآت العامة والخاصة. وأُبرِمَت سابقاً 3 اتفاقاتٍ بشأن هُدَنٍ في اليمن، آخرها في ال 10 من إبريل الماضي. ولاحظ التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان أن الحوثيين وقوات صالح خرقوا الهدن الثلاث الماضية منذ الدقائق الأولى لسريانها، وكرروا الأمر مع أحدث هدنة. وشدد تقرير التحالف «جميع المعطيات والوقائع الموثقة تشير إلى أن جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح هي أول من اخترق الهدنة (الرابعة) في الدقائق الأولى لسريانها، مما دفع قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية إلى التصدي لتلك الخروقات؛ طبقاً لمشاهدات الفريق (الحقوقي التابع للتحالف) والاستدلالات التي استطاع جمعها». ورصد التقرير 125 خرقاً من جانب الحوثيين خلال الساعات ال 10 الأولى من يوم الخميس، وذلك في 8 محافظاتٍ فقط هي تعز، والبيضاء، وحجة، ومأرب، وصنعاء، والجوف، وشبوة، والضالع. وفي منطقتي حرض وميدي التابعتين لمحافظة حجة (شمال)؛ أكدت مصادر عسكرية وقوع خروقاتٍ بالجملة من جانب الميليشيات يوم أمس الأول. وذكرت لجان الرصد التابعة للجيش الوطني أن المتمردين قصفوا مواقع الجيش في مديرية ميدي الساحلية وواصلوا الحشد والتعزيز بالعتاد العسكري في الجبهات الأمامية في ميدي وحرض. كان الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، أعلن الخميس إصداره توجيهاتٍ إلى مختلف القيادات الميدانية بالالتزام بالهدنة رغم خروقات الانقلابيين في مختلف مناطق التماس والمدن ومنها تعز، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ نت». وتطلَّع هادي، خلال لقاءٍ الخميس في الرياض مع المبعوث الأممي، إلى احتكام الانقلابيين في النهاية إلى صوت العقل والمنطق لمصلحتهم أولاً ومصلحة جميع اليمنيين؛ تمهيداً لحقن الدماء واستئناف استحقاقات المرحلة المقبلة. وأمَّل المبعوث الأممي، بدوره، استمرار العمل بالهدنة الحالية والبناء عليها لتحقيق سلام ووقف دائمين للأعمال القتالية، مشدداً على ضرورة تفعيل لجنة التهدئة للوقوف على تداعيات الوضع الميداني.