أكد مسؤولون ومراقبون يمنيون رصدهم خروقات ميليشيات الحوثيين الهدنةَ التي أعلنت عنها قيادة التحالف العربي وذلك خلال الساعات الأولى من دخولها حيز التنفيذ ظهر أمس. وجاء إعلان قيادة قوات التحالف وقف إطلاق النار وفقاً لرسالة تلقاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، تشير إلى أن ذلك تقرر تجاوباً مع جهود الأممالمتحدة والجهود الدولية لإحلال السلام في اليمن، وبذل الجهد لإدخال وتوزيع أكبر قدر من المساعدات الإنسانية والطبية للشعب اليمني. وكانت قوات التحالف أعلنت عن بدء سريان وقف إطلاق النار في اليمن لمدة 48 ساعة، قابلة للتجديد تلقائياً إذا التزم الحوثيون الشروط المتفق عليها لتنفيذ الهدنة. واشترط التحالف العربي في بيان صحافي لإنجاح الهدنة رفع الحصار عن مدينة تعز، وأن يذهب الحوثيون إلى محافظة ظهران الجنوب في منطقة عسير (جنوب السعودية) من أجل الاتفاق على بنود إنهاء الأزمة وتثبيت وقف إطلاق النار. وتعهد التحالف بالرد على أي خروق للهدنة، مشيراً إلى أنه سيتم التصدي لأي تحركات عسكرية في أي منطقة، مع استمرار الحظر والتفتيش الجوي والبحري. وأعلن اللواء أحمد عسيري، المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن أمس، أن ميليشيات الحوثي وصالح خرقت الهدنة أكثر من 30 مرة على الحدود السعودية، و155 مرة في الداخل. وأوضح في اتصال هاتفي مع قناة «الحدث»، أن أكثر الخروقات كانت في تعز، وأضاف أن الميليشيات حاولت إطلاق صواريخ باليستية على مأرب. كما ذكر أن الميليشيات لم تستجب حتى الآن لإرسال ممثليها إلى ظهران الجنوب. وشدد على أن أي خروقات ستقابل بالرد، وسيواصل دعم الجيش الوطني لفك الحصار عن تعز. إلى ذلك، وجه هادي القيادات العسكرية بالتحلي بمزيد من اليقظة والتصدي لأي خروقات ومحاولات الاعتداء من الميليشيات الانقلابية، لافتاً إلى أن هناك مراقبة واستطلاعاً جوياً على مدار الساعة لمراقبة التحركات والخروق ورصدها والتعامل معها بحسم. وأشاد هادي في اتصالين هاتفيين أجراهما مع قائد محور تعز اللواء خالد فاضل، وقائد اللواء 22 العميد صادق سرحان، بالانتصارات التي حققها الجيش والمقاومة الشعبية ضد القوى الانقلابية في محافظة تعز. ودعا المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ في بيان أمس، أطراف النزاع إلى «الاحترام الكامل لوقف الأعمال القتالية على أن يفضي ذلك إلى إنهاء النزاع في اليمن في شكل دائم». ورحب «بالالتزامات التي تلقاها من الطرفين بإعادة تفعيل لجنة التهدئة والتنسيق وانتقال أعضائها إلى ظهران الجنوب»، موضحاً أن «أعضاء اللجنة سيعملون مع خبراء الأممالمتحدة الذين انتقلوا بالفعل إلى ظهران الجنوب لتفعيل عمل لجنة التهدئة والتنسيق مجدداً دعماً لوقف الأعمال القتالية». في السياق ذاته، أكد قائد محور تعز الالتزام بالهدنة على رغم خروقات الميليشيات الانقلابية. وأشار خلال جولة تفقدية للمواقع المحررة شرق مدينة تعز، إلى أن الميليشيات لا تلتزم بأي هدنة أو اتفاقات، وهي مستمرة في قصف الأحياء السكنية في المدينة، لافتاً إلى أن قواته «ملتزمة بالهدنة المعلنة وفقاً لتوجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي وقيادة التحالف العربي». وتعهد اللواء خالد فاضل «باستمرار العملية العسكرية وتوسيع نطاقها، حتى تحرير كامل المحافظة من قبضة الميليشيات». من جانبه، أكد المتحدث باسم مقاومة صنعاء عبدالله الشندقي، أن الميليشيات خرقت الهدنة في الساعات الأولى لسريانها. وقال في بيان على حسابه الرسمي على «فايسبوك»: «تم رصد 15 خرقاً للهدنة قامت بها الميليشيات خلال الساعة الأولى لبداية سريان الهدنة، وذلك بقصفها بالمدفعية والرشاشات الثقيلة مواقع الشرعية في جبل المنارة وجبل قرن نهم والجبيلين ومواقع ملح». وأضاف أن «قوات الشرعية تلتزم في هذه المحاور بوقف إطلاق النار، وتحتفظ بحق الرد في حال استمرت الميليشيات باختراق الهدنة». وقبل ساعات معدودة من إعلان قوات التحالف لدعم الشرعية وقف إطلاق النار، أعلنت وزارة الداخلية السعودية استشهاد جندي أمس نتيجة سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون على محافظة ظهران الجنوب في منطقة عسير (جنوب السعودية).