المخلوق البشري حينما يريده الله للخروج إلى هذه الدنيا حياً وتتفتح عيناه يرى فضاء شاسعاً عما هو كان فيه في ظلمات ثلاث حينها يفزع بالبكاء خوفاً من الأمر الذي أتى به وما هو ماض إليه وما قدره وما الله صانع به في النشأة والقدوة والروحة إلى أين؟ إلى معترك الحياة التي تبدأ بها امنيات وآمال وتطلعات لعله يحققها أو بصيص منها لينال مرامه أم أن القدر الرباني يحول دون امله لطالما الكثير من أصحاب القلم من شعراء وأدباء ومثقفين على أن الأمل هو أساس ينبوع عصب التطلعات ولولا العلي القدير ثم إصرار من يتوخاه وهو الامل لم يكن شيئا ولا صارت للحياة قيمة تذكر لان الامل يحث على مواصلة مشوار من يبغتاه متطلعا الى افاق لا حصر لها جادا في البحث في قاموس المعرفة عن كلمات تدل على معاني الامل ويأمل الوصول اليها لكي يحقق ما يصبو إليه في الحياة التي لا تظل على نسق واحد وإن كانت على ذلك لا يكون لها طعم وأصبحت منبوذة يملها من ينشد الأمل المليء بالطموحات والاحلام يبني عليها مستقبله ولعلها تعبق بأحفاده وكما يحلو للبعض قوله: عندما اكون في عمر كذا اعمل كذا واقدم ما فيه لصالحي كذا واعمل بالطاعات في عمر كذا وهلم جرا، حيث قيل: (إن الامل يخفف آلام الصبر) وجزى الله القائل خيراً حينما أسدى هذه الذكرى لقوله إخواني.. إلى كم تماطلون بالعمل، وتطمعون في بلوغ الأمل، وتقترون بفسحة المهل، ولا تذكرون في هجوم الاجل، ما ولدتم فللتراب، وما بنيتم فللخراب، وما جمعتم فللذهاب، وما عملتم ففي الكتاب مدخر ليوم الحساب، وانشدوا: ولو ان إذا متنا تركنا لكان الموت راحة لكل حي ولكنا إذا متنا بعثنا ونسأل بعدها عن كل شيء ولهذا انزل الله في شأن الامل قوله جل وعلا: (ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلهم الأمل فسوف يعملون) آية 3 / الحجر التي نزلت في الكافرين الذين الهاهم الامل بطول العمر الا ان الإصرار على الوصول الى ما هو اسمى وهو الامل ربما يعني التخلف او التقدم لتصرفات حسنة او سيئة الصنوف لتحقيق غايته التي ينشدها وكما قيل: (لولا العمل ما كان العمل) أي ان الانسان لم يكن له وجود ولا القيام بعمارة الأرض ولم تدب فيها الحياة ولم يستفد الفرد من الآخر لكسب لقمة العيش الا بالعمل على اختلافه قال تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) آية 105 / التوبة. هذا هو الامل الذي يتخذه الانسان هدفا واقيا لرغباته وهو لا يعلم ما يخبئ له القدر المحتوم به في اقل من ثانية من الزمن اذا فيما تقدم سياقه هل بقي من عظة يتزود بها الانسان غير حسن الظن في الله.