بعد عجزهم الواضح عن مواجهة قوات الجيش اليمني والقوات الشعبية المساندة، لجأ الحوثيون والمخلوع صالح إلى تطبيق سياسة التهجير للأسر في تعز، وهي جريمة يلجأ إليها الخاسرون في الحروب عادة؛ لإثبات وجودهم على الساحة، فمن واقع شبكة الراصدين المحليين وهي تعنى بحقوق الإنسان في اليمن يتبين أن الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح هجّرت أكثر من ثلاثة آلاف أسرة في تعز خلال فترة الحرب. وأكدت الشبكة أن حالات التهجير شملت (الوازعية، وحيفان، والصلو، والديح بريف تعز غرب وجنوب المحافظة)، إضافة إلى منطقة صالو شرق المدينة، والاحصائيات التي أكدتها الشبكة حول الأسرالمهجرة من بلدة الوازعية تفضح هزائم الانقلابيين، الذين لم يجدوا وسيلة للمواجهة سوى التهجير؛ للتعبير عن انتقامهم من الشعب اليمني، الذي ما زال يؤيد الشرعية التي انتخبها بمحض حريته وإرادته. جريمة التهجير التي يمارسها الحوثيون بتنسيق بين تنظيمي القاعدة وداعش وبدعم من حكام طهران، تدل على فشلهم في الحرب الدائرة على الأرض، فقد تأكد أن الجيش اليمني والمقاومة الشعبية يحققون المزيد من الانتصارات ويواصلون مهمتهم في دحر القوى الظلامية الباغية المدعومة من حكام طهران، الساعين لزعزعة أمن المنطقة والملاحة الدولية والتحكم في مضيقي هرمز وباب المندب. دعم إيران للميليشيات الحوثية والمخلوع صالح لم يعد خافيا، فهو يشاهد بأم العيون، وإزاء ذلك فإن غارات التحالف لا تزال تؤدي دورها لمساعدة الشرعية في اليمن، من خلال الغارات المباشرة التي تشنها على مواقع الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح في صنعاء ومحافظة شبوة ومحافظة صعدة؛ دعما للمواجهات التي يمارسها الجيش اليمني والقوات الشعبية؛ لدحر الانقلابيين في كل محافظات اليمن ومدنها. وقد لجأ الحوثيون إضافة إلى جريمة التهجير إلى قتل واختطاف الصحفيين وتعذيبهم والتنكيل بهم، وهي جريمة تضاف إلى سلسلة جرائم الانقلابيين، وما ذلك إلا لإسكات أقلام الصحفيين ومنعهم من مزاولة مهنتهم ووقف استمرارية فضح انتهاكاتهم للحريات والحقوق، فتلك الممارسات تستهدف الحريات الإعلامية وإسكاتها وكذلك إسكات نشطاء التواصل الاجتماعي الذين يتعرضون لأبشع حالات الانتهاك من قتل واختطاف وتعذيب. تلك الممارسات الشنيعة، إضافة إلى عمليات التفجير واقتحام المنازل ونهب محتوياتها والاعتداء على المؤسسات الإعلامية والاعتداء على الصحفيين لا يمكن تفسيرها إلا بشعورهم بالهزائم المتلاحقة على يد الجيش اليمني والقوات الشرعية وغارات الحلفاء، التي ما زالت تحقق سلسلة من الانتصارات المتلاحقة على الأرض، فالانقلابيون إنما يريدون إثبات وجودهم المرفوض على أرض ما زالت تلفظهم وتلفظ اعتداءاتهم الوحشية على أبناء اليمن. الانتهاكات التي تتعرض لها الحريات الإعلامية ذات أشكال متعددة، وكذلك جريمة التهجير، إضافة إلى اقتحام حرمة المنازل ونهب محتوياتها، وحالات حجب القنوات الفضائية واغتيال المسؤولين فيها، وممارسة بقية الجرائم الشنيعة ضد حرية أبناء اليمن وكرامتهم، وهي تمثل في مجموعها عمليات اخضاع بالقوة لعدوانهم المرفوض من قبل أبناء اليمن الموالين للشرعية المنتخبة. ويبدو أن تلك الممارسات المجحفة تؤكد أن نهاية العدوان أضحت قريبة للغاية، وأن الحوثيين وقوات المخلوع صالح تكتب الفصل الأخير من مسرحية نهايتهم الوشيكة، فما يحققه الجيش اليمني المدعوم من قبل القوات الشعبية وقوات التحالف من انتصارات على الأرض يرسم نهاية تلك الانتهاكات والممارسات العدوانية الجائرة ضد اليمن وضد أحراره المؤيدين للشرعية اليمنية والمصرين على عودتها.