عبدالله الزعت - جدة استضاف النادي الأدبي الثقافي بجدة مساء امس الاول، الدكتور زياد الدريس المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى منظمة اليونسكو، في محاضرة بعنوان «اليونسكو: تنتهي الحروب أم تبتدئ؟!» أدارها الدكتور عبدالرحمن السلمي، الذي تحدث عن السيرة العلمية والعملية للدكتور الدريس. بعدها قدم الدكتور زياد شكره لأدبي جدة على هذه الاستضافة مازجا افتخاره بهذا النادي منذ فترة عبدالفتاح أبو مدين حتى رئيسه الحالي الدكتور عبدالله السلمي، مشيرا الى أنه منارة علم وثقافة. بعد ذلك تحدث عن الحروب متى تبدأ أو تنتهي في اليونسكو بوصفها حصنا للسلام؟! ثم تحدث عن ذكرياته مع الراحل الدكتور غازي القصيبي ومعرفة اليونسكو عن طريقه -يرحمه الله- فهو أول مَنْ اتصل عليه ليهنئه بتعيينه مندوبا دائما عام 2006 ثم تحدث الدريس عن هزائم القصيبي الشرفية في ترشيحه لليونسكو ورده على القصيبي ثم تحدث عن أمسية القصيبي الشعرية في اليونسكو بباريس، التي حضرها قرابة الألف. وتحدث الدريس مطولاً عن القصيبي، الذي كان الركيزة الأساسية في المحاضرة واصفا أياه بأنه منافح إيجابي وفعال في ضرورة التواجد القوي في المنظمات الدولية، ومن بينها «اليونسكو»، وأنه كان مدافعاً شرساً عن الأمة العربية والوجود العربي فيها. وأشار الدريس إلى «المعركة الشرسة»، التي خاضها القصيبي من أجل منصب مدير عام منظمة اليونسكو العالمية. وأوضح الدريس آلية العمل الثقافي في تلك المنظمة الدولية، وعدم تطوير تفاهمات المجموعة العربية لتكون مجموعة ضاغطة مثل اللوبيات الغربية. ومما ذهب إليه الدريس في ثنايا حديثه بالمحاضرة أن الرؤية الفلسفية الغربية داخل كيان منظمة «اليونسكو»، تشير الى ان رئاستها يجب ألا يحظى بها أي مرشح عربي، كون العالم العربي مليئا بالحروب والانقسامات، ولم يقدم شيئاً يذكر للثقافة والمعرفة، معتبراً ذلك سقطة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وللدلالة على حديثه قال الدريس: يمكن تقاطع ذلك، مع ترشيح وزير الثقافة المصري السابق فاروق حسني في عهد الرئيس حسني مبارك للمنصب عام 2009، خلفاً للياباني كويتشيرو ماتسورا، فقد خسر المنافسة أمام المرشحة البلغارية إيرينا بوكوفا، التي حصلت على 31 صوتا مقابل 27 صوتا لحسني. ثم أضاف زياد الدريس المزيد من الرؤى عن المحاولات العربية في رئاسة اليونسكو ليختتم محاضرته عن وضع منظمة اليونسكو الآن وتحركاتها للسلام لتفكيك آليات الحروب، وذكر أنها تعيش وضعا سيئا مهترئا لعدم وجود التمويل الكافي لبرامجها طارحا سؤالا أخيرا: هل يستطيع المرشح العربي المنتظر إن فاز لرئاسة اليونسكو في عام 2017 أن ينقذها من الهلاك على أيدي مَنْ باتوا عن غنى عنها؟. بعد ذلك، فُتح باب المداخلات، وبعدها كرّم رئيس مجلس ادارة أدبي جدة الاستاذ الدكتور عبداالله بن عويقل السلمي فارس الامسية الدكتور الدريس بدرع تذكارية.