كانت أروقة «فارس الدهناء» شاهدة على بداياته في عالم الكرة، ليعتلي موج «التألق» سريعا، كما هو معتاد من أبناء الساحل الشرقي المبدعين. قاده تميزه لارتداء شعار الوطن بشكل مباشر، ليقود شبابه فيما بعد أثناء رحلتهم العالمية في أواسط سهول نيجيريا في العام (1999م)، في بطولة كانت بداية الانطلاقة للعديد من النجوم العالميين، أمثال: رونالدينهو وتشافي، مايسترو خط المنتصف الاسباني، الذي قاد منتخب بلاده لتحقيق اللقب العالمي خلال تلك المشاركة. الظهور اللافت لنجم الاتفاق الشاب سعد الشهري، كان سببا في تسليط الأضواء نحوه، وهو ما حفز القائمين على لعبة كرة القدم بنادي النصر، الذي كان يستعد للمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية، الى المسارعة بخطفه وهو في ال (20) من عمره، ليبدأ مرحلة جديدة من تاريخه الكروي، الذي كاد ليكون أكثر تميزا لولا تعكير الإصابات لصفوفه. (4) أعوام قضاها الشهري بين أروقة العالمي، كانت مليئة بالإصابات والتحديات، لتنهي ظروفه العملية، علاقته بالنصر والكرة، قبل أن يعود سريعا لمزاولة معشوقته، ولكن عبر بوابة القادسية هذه المرة. هذه العودة لم تستمر طويلا، قبل أن يعلن اعتزاله النهائي، وتفرغه للسلك التعليمي، الذي شارك من خلاله في تنظيم العديد من البطولات، ليكون سببا رئيسا في دخوله لعالم التدريب. ولتواجده في عالم التدريب قصة قد لا يعرفها الكثيرون، وكيف أن خسارة منتخب تعليم المنطقة الشرقية لبطولة الأمير محمد بن فهد الأولى للمدارس على مستوى المملكة، كانت السبب؟!! فقد كان لسؤال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد عن منتخب الشرقية أثناء تتويج منتخب تعليم الرياض، دور كبير في حرص القائمين على المنتخب على البحث عن مدرب كفء يقود منتخب تعليم المنطقة الشرقية ويحقق رغبة وتطلعات أمير المنطقة، فكان ابن الشهري الخيار الأنسب. تولى سعد المهمة، ونجح في تحقيق النسخة الثانية من البطولة، عقب عمل مميز جدا، كان أبرز ما فيه مساهمته في بروز النجم ياسر الشهراني من خلال تغيير مركزه من متوسط الدفاع إلى الظهير الأيسر، ليتألق في القادسية قبل انتقاله للهلال. وعقب هذا النجاح، تولى الشهري قيادة الدفة الفنية لناشئي القادسية، ونجح في الصعود بالفريق لمصاف أندية دوري الدرجة الممتازة لناشئي كرة القدم. وأثناء قيادته الفريق في الدوري الممتاز، تعرض فريق شباب القادسية لهزة كبيرة وكان مهددا بالهبوط، فقبل التحدي ونجح في الابقاء على الفريق، قبل أن يفجر مفاجأة من العيار الثقيل في العام الذي يليه ويتوج مع شباب القادسية بلقب دوري الدرجة الممتازة لشباب كرة القدم للمرة الأولى في تاريخهم، وذلك في الموسم الرياضي (2011 - 2012م). هذا النجاح قاده للتواجد في المنتخبات الوطنية، حيث عمل كمساعد مدرب في البطولة الخليجية للمنتخبات في فئة الشباب، التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة، ونجح المنتخب السعودي في تحقيق لقبها، قبل أن يعود للقادسية لإكمال الموسم معه، وينتقل بعدها لتولي تدريب شباب نادي النصر. وأثناء قيادته لشباب العالمي، أكد المدرب الشاب أن ما حققه مع القادسية لم يأت بالصدفة، ليساهم في ظفر شباب نادي النصر بلقب دوري الدرجة الممتازة لشباب كرة القدم في الموسم الرياضي (2014 - 2015م). كان النجاح في هذه المحطة، محفظته لاتخاذ الاتحاد السعودي قرارا بتعيين الشهري مدربا للمنتخب السعودي للشباب، ليعيش قصة رائعة معه، حيث بات على بعد خطوة واحدة من التأهل لبطولة كأس العالم للشباب (2017) بكوريا الجنوبية، وذلك حينما يواجه الخصم الأقوى المنتخب العراقي مساء اليوم في افتتاح منافسات دور ال (8) من بطولة آسيا للشباب تحت (19) عاما بالبحرين. فهل ينجح سعد الشهري، الذي سيكون مشرفا على منتخب الاحلام (2020)، في اكمال قصة النجاح، والتأهل لكأس العالم للشباب كمدرب، عقب أن نجح في ذلك كلاعب؟