الدمام – نواف الشهري ياسر «لعبها صح» .. وسامي «مخدوم» القادسية بحاجة إلى الإنقاذ .. وتدريب النصر تحدٍ كبير المقارنة بين تجربتي كميخ والجابر معدومة اعترف مدرب فريق النصر لدرجة الشباب لكرة القدم سعد الشهري بأنه استعجل في قرار موافقته على خوض تجربة احترافية في سن مبكرة في صفوف الفريق الأول لكرة القدم في نادي النصر، وقال سعد في حواره مع «الشرق»: «لو عاد بي الزمن إلى الوراء لما انتقلت للنصر»، موجهاً نصائح للاعبين الشباب في الأندية المتوسطة ذات الإمكانات المحدودة بعدم الموافقة على أي عرض من ناد كبير إلا بعد اكتساب الخبرة وصقل مهاراتهم بما يساهم في نجاح مشوارهم مع فريقهم الجديد. وكشف الشهري أن تساؤل الأمير محمد بن فهد خلال نهائي البطولة المدرسية في الدمام قاده إلى مجال التدريب، معرباً في الوقت نفسه عن خالص شكره وامتنانه لعمر المهنا على دوره في كل ما حققه من نجاح في المجال التدريبي، واصفاً تجربته الجديدة بتدريب فريق شباب النصر بالتحدي الكبير لإثبات نفسه وتقديم النتائج التي تتطلع إليها الجماهير النصراوية. وتطرق الشهري إلى تجربة سامي الجابر في تدريب الهلال، رافضاً مقارنتها بتجربة علي كميخ مع الفيصلي الأردني، مؤكداً أن نسبة نجاح كميخ أكبر من نسبة الجابر، كما تحدث عن عديد من الموضوعات والمحطات المهمة في مشواره سواء كلاعب أو مدرب.. فاليكم التفاصيل: * كيف كانت بداياتك، وما هي أبرز إنجازاتك ومحطاتك الكروية؟ - في البداية تدرجت في كافة الفئات السنية في نادي الاتفاق، حيث لعبت لدرجتي الناشئين والشباب ومن ثم تم تصعيدي للفريق للأول، كما لعبت للمنتخبات الوطنية في الفئات السنية، وأبرز مشاركاتي مع المنتخب السعودي كانت في كأس العالم للشباب 1999م في نيجيريا، وكنت قائداً للمنتخب، وفي عام 2000م انتقلت إلى نادي النصر السعودي وكان عمري عشرين عاماً، ولسوء حظي حالت إصابتي في الحوض وبالرباط الصليبي دون مشاركتي المستمرة في الفريق، وبعد مضي قرابة السنوات الأربع تم تعييني كمعلم تربية بدنية في منطقة نجران، وبعدها انتقلت إلى المنطقة الشرقية، لانتقل إلى القادسية في العام 2006م، وبعدها خضت عدداً من التجارب في أندية الدرجة الثالثة أبرزها في نادي الجبيل والثقبة حتى اعتزلت كرة القدم، ومن ثم التحقت بمجال التدريب. * بصراحة هل كانت الإصابات هي العائق الوحيد لاستمرارك في النصرأم كانت هناك عوامل خارجية أخرى؟ -النصر كان محطة مشرفة في تاريخي الرياضي، ولكن تأكد لو عاد بي الزمن إلى تلك الفترة فلن أنتقل أبداً إلى نادي النصر، بل سأبقى في نادي الاتفاق حتى أنضج كروياً وأثبت نفسي في الاتفاق والمنتخب السعودي الأول، ومن ثم أصبح قادراً على خوض تجربة احترافية في ناد كبير مثل النصر، ومن هنا أنصح كل اللاعبين الشباب البارزين الذين يلعبون في أندية متوسطة أو أقل جماهيرية وإمكانات ألاَّ يتسرعوا في اتخاذ قرار الانتقال إلى الأندية الكبيرة أو الجماهيرية، وهم يعلمون أن فرصة مشاركتهم قليلة في تلك الأندية، وكما قلت سابقاً انتقلت للنصر وأنا في سن العشرين، وكان الفريق النصراوي وقتها مُقبل على المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية في البرازيل، فقام باستقطاب أبرز النجوم المحليين والأجانب ما قلص كثيراً من فرصة مشاركتي كأساسي في الفريق، إضافة إلى شبح الإصابات المتكررة في مناطق خطرة في الحوض والرباط الصليبي. * نصيحتك للاعب السعودي الشاب والموهوب، الذي يلعب في نادي أقل إمكانات بألاَّ يتعجل في الانتقال لناد جماهيري كبير، فيها تناقض مع المنهجية الاحترافية لكرة القدم .. فما ردك؟ - سأرد عليك من واقع تجربتي الشخصية وسأضرب لك بأمثلة وأذكر أسماء لاعبين تريثوا في الانتقال وآخرين استعجلوا في الرحيل من أنديتهم، ودعني أبدأ بمن تريث ولم يستعجل في الانتقال إلى ناد كبير، ومنهم ياسر القحطاني الذي لم ينتقل إلى الهلال إلا بعد أن ثبّت نفسه في القادسية والمنتخب السعودي، فياسر لعب مع القادسية وهو في دوري الدرجة الأولى وكان نجماً بارزاً وهدافاً وكل الأندية الجماهيرية خطبت وده، غير أنه لم يلتفت إلى تلك العروض حتى صعد بالقادسية للدوري الممتاز ولعب مع الفريق حتى وصل بهم إلى كأس ولي العهد، وأيضا ثبَّت نفسه مع المنتخب الأول وشارك كأساسي في بطولة كأس الخليج في الكويت، وبعدما اكتسب الخبرة واللعب أمام الجماهير الكبيرة ثم انتقل إلى الهلال وأثبت أنه نجم كبير، حيث ثبّت نفسه على الخارطة الزرقاء على الرغم من أن الهلال كان وقتها مكتظاً بالنجوم، وكذلك يحيى الشهري المنتقل حديثاً إلى النصر وهذا اللاعب لمن لا يعلم وهو في سن العشرين وقَّع عقداً احترافياً مع ناديه السابق الاتفاق بمبلغ زهيد جداً وهو مائتي ألف ريال تقريباً، ولكنه آثر ذلك في سبيل أن يثبّت نفسه في الاتفاق وبالفعل أصبح ركيزة أساسية في النادي والمنتخب السعودي الأول واكتسب الخبرة التي ستعينه بإذن الله على خوض تجربة احترافية ناجحة، وقس على ذلك ياسر الشهراني، وعلى النقيض من ذلك، هناك لاعبون كثر لم يوفَّقوا ولم يحالفهم الحظ في الانتقال منهم عيسى المحياني وبدر الخميس، وعموماً كل ما سبق هي وجهة نظر بنيتها على تجربتي الشخصية في الميادين الرياضية، وأحببت أن أوجهها للاعبين الصاعدين والبارزين الذين يلعبون في الأندية الأقل جماهيرية وإمكانات. * من تدين له بالفضل في اكتشاف موهبتك وتوجيهك كمدرب فيما بعد؟ - لن أنسى الكابتن فيصل البدين فهو الموجِّه الأول لي في بداياتي كلاعب، وكذلك المرشد لي في مجال التدريب، وله الفضل بعد الله في كل ما وصلت إليه، وأنتهز هذه الفرصة لأقِّدم له التحية الممزوجة بالشكر والعرفان. * وما أفضل وأسوأ موقف مرَّ عليك خلال مشوارك كلاعب؟ - ما لا يعرفه أحد أنني كنت ألعب كرة القدم للمتعة، لذا كنت أستمتع بلعب كرة القدم في كل مراحلي الرياضية، وعندما فقدت الكرة متعتها اعتزلتها وأنا في سن مبكرة، أما المواقف السيئة والمحبطة فكانت خلال فترة الإصابات كفانا الله شرها. * وهل كنت تخطط لممارسة مهنة التدريب بعد اعتزالك الكرة؟ - بصراحة لم أخطِّط للالتحاق بالتدريب، وفي نفس الوقت لا أنفي أن الفكرة كانت في بالي، ولأنني في المقام الأول معلم تربية بدنية، فمن السهل أن جداً أن أعمل في مجال التدريب وذلك لعدة أسباب أهمها أن تعليم التربية البدنية يتم بالتدريج، وتدريب كرة القدم يتم أيضاً بالتدريج، فتدريب النشء مهارة كرة القدم هو التدرج في تعليمه أساسيات كرة القدم (تحركاته – وقفته استخلاص الكرة وتمريرها تكنيك التمريرة ورمية التماس….ألخ) ، لذلك معلم التربية البدنية من السهل جداً أن يكون مدرباً ناجحاً. * يتضح من إجابتك أن بدايتك في التدريب جاءت من خلال عملك كمعلم تربية بدنية في المدارس، فهل توضح لنا كيف تم ذلك السيناريو؟ - أعتبر نفسي محظوظاً جداً بعملي معلماً للتربية البدنية، وتزامن قدومي للتعليم في المنطقة الشرقية مع إقامة بطولة الأمير محمد بن فهد الأولى للمدارس على مستوى المملكة، وحينها كنت ضمن أعضاء اللجنة المنظمة للبطولة بحكم عملي كمعلم تربية بدنية في المنطقة، وكان من أشهر لاعبي منتخب الشرقية في تلك البطولة اللاعب يحيى الشهري وأحمد عكاش، ولكن لسوء الحظ لم يحصل منتخب الشرقية على لقب البطولة، وخلال تسليم كأس البطولة لمنتخب تعليم منطقة الرياض سأل الأمير محمد بن فهد عن منتخب الشرقية، وحرك هذا السؤال المياه الراكدة، حيث بدأ البحث عن استقطاب مدرب يستطيع أن يصل بمنتخب المنطقة لتحقيق رغبة وتطلعات الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية حينها ، وبعد البحث جاءت المبادرة من مدير منتخب تعليم المنطقة الشرقية آنذاك عمر المهنا وعادل الرميحي وحسين الغامدي لكي أكون مدرباً لمنتخب تعليم المنطقة الشرقية في البطولة المقبلة. * وهل كنت على مستوى التطلعات والآمال في تلك البطولة؟ -عندما تم ترشيحي لتولي هذه المهمة كمدرب كانت البداية هي بالبحث عن المواهب في المدارس والأندية عن طريقي، وعبر الكشافين المتعاونين معي، وبالفعل جهزنا المنتخب جيداً وخضنا عدداً من المباريات الودية ودخلنا غمار المنافسة على البطولة وبتوفيق الله عز وجل حققنا اللقب، وكانت هذه البطولة هي الإنجاز الأول لي شخصياً، وقدمت هذه البطولة نجوم يشار لهم بالبنان في الكرة السعودية حالياً منهم اللاعب ياسر الشهراني الذي نقلت مركزه من متوسط الدفاع إلى خانة الظهير، وعبدالله الحافظ وإبراهيم الإبراهيم وعلي الزبيدي ومحمد آل فتيل الذي جلبناه من نادي الترجي في القطيف، ومن الذكريات الجميلة في تلك البطولة هي حجم الإشادة الكبيرة التي تلقيتها من المدرب الوطني خليل الزياني ومدرب المنتخب السعودي للناشئين وقتها السويسري كونز. * وأين كانت وجهتك التدريبية بعد تحقيق البطولة المدرسية؟ - بعد تلك البطولة تم الاتصال بي من قبل مشرف الفئات السنية في نادي القادسية سابقاً عادل الرميحي لأتولَّى تدريب فريق درجة الناشئين في القادسية الذي كان يلعب في دوري المناطق، ووافقت وبدأت العمل الفني، وكان لي شرف الصعود بالفريق إلى الدوري الممتاز لأول مرة في تاريخه، وهذا الإنجاز يُعد الثاني في مسيرتي التدريبية، وخلال إشرافي على الفريق القدساوي في الدوري الممتاز للناشئين تم تكليفي بتدريب درجة الشباب في النادي وإنقاذهم من شبح الهبوط، وبالفعل تحاملت على نفسي وبتوفيق من الله نجونا من الهبوط، وحينها وقَّعت إدارة عبدالله الهزاع عقداً معي لتدريب شباب القادسية، وفي ذلك الموسم حققنا بطولة الدوري الممتاز للشباب وهو الإنجاز الثالث والأهم والأصعب كون الفريق كان ينافس في الموسم الذي قبله على البقاء، وبعد هذه التجربة أخذت المسألة نوعاً من الاحترافية وبدأت التنسيق مع الاتحاد السعودي لكرة القدم للالتحاق بدورات تدريبية، وبالفعل حصلت على شهادة C والآن بصدد الحصول على الشهادة B بعد أقل من شهر بإذن الله، والمهم بعد تحقيق بطولة الدوري مع شباب القادسية اتصل بي عبدالله المصيليخ مدير المنتخب السعودي للشباب وعرض علي أن أكون مساعداً للمنتخب السعودي للشباب وبالفعل وافقت وعملت مع المنتخب في كأس الخليج في قطر وحققناها وشاركنا في كأس آسيا ولكن لم يحالفنا التوفيق. * لماذا لم تستمر مع المنتخب السعودي؟ - للتوضيح كان عقدي مع المنتخب السعودي لمدة عام كامل ينتهي في شهر رمضان المقبل، وبحكم أن المنتخب ليس لديه أي استحقاقات مقبلة عرض علي نادي القادسية العودة لتدريب شباب النادي، وبعد التفاهم مع إدارة المنتخب ممثلة في عبدالله المصيليخ وخالد الغانم قدمت استقالتي وعدت لتدريب شباب القادسية حتى نهاية الموسم المنصرم.. * وكيف جاء انتقالك لتدريب فريق النصر لدرجة الشباب؟ - جاء انتقالي لتدريب شباب النصر عن طريق عضو الشرف النصراوي عبدالله العمراني، وأشكر هذا الرجل على تعامله الراقي، وعقدي مع النصر لمدة موسم رياضي كامل قابل للتجديد. * ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتك حتى الآن؟ - أبرز الصعوبات هي الدورات التطويرية التدريبية التي يقيمها الاتحاد السعودي على فترات طويلة، وآمل أن تسهل كل هذه الصعوبات في سبيل تطوير المدرب الوطني. * وما رأيك في خطوة تدريب سامي الجابر للهلال، ومدى نجاحه في هذه المهمة؟ - سامي الجابر له كاريزما، وهو ذكي سواء داخل الملعب أو خارجه، والدليل على ذكائه اختياره للكادر التدريبي الذي سيكون معه في تدريب الفريق الهلالي، ومن ذكائه أيضاً صقل نفسه بالدورات وتطوير إمكاناته خارج السعودية بعيداً عن الإعلام وبعيداً عن عقليات الأندية السعودية وتعاملها مع المدرب السعودي، وعلاقات الجابر خدمته كثيراً وسهلت مهمته مقارنة بغيره ونجاح الجابر أمر وارد، ولكن مع احترامي الكبير له فهي تجربة تدريبية حديثة وعلى الإدارة الهلالية والجمهور الهلالي الصبر عليه وعدم استعجال النتائج على الأقل في الموسم الحالي. * وهل تتوقع أن يقود الجابر الهلال إلى البطولات في موسمه الثاني؟ -الهلال بنجومه وعلى مدى تاريخه هو نادي بطولات وبالتالي مع احترامي لسامي فالهلال بأقل مدرب قريب من تحقيق أي بطولة، لكن المشجع الهلالي يريد من سامي أن يعيد للهلال شخصيته المفقودة ويريد أن يشاهد منهجية سامي وفكره على أرض الملعب. * وما رأيك في تجربة تدريب علي كميخ مع نادي الفيصلي الأردني، وهل هناك أي مقارنة بينها وبين تجربة سامي مع الهلال؟ - خبرة علي كميخ في الأندية السعودية ستساعده كثيراً في خوض هذه التجربة، ولا يمكن مقارنتها بتجربة سامي الجابر لعدة أسباب، أهما أن كميخ تشرَّب التدريب منذ زمن بعيد، حيث أتذكره جيداً وأنا ألعب في درجة الناشئين عام 1995م وهو مدرباً، كما أنه بعيد عن الضغوط الإعلامية عكس سامي الجابر، وعموماً نجاح الاثنين وارد، ولكن نسبة نجاح كميخ كبيرة مقارنة بالجابر. * وأنت حديث عهد بنادي القادسية .. ما رأيك في قرار حل مجلس الإدارة وتسليم النادي للرئاسة العامة لرعاية الشباب؟ -صدقني وأنت تطرح سؤالك أنا أتجرع طعم المرارة فأنا (مقهور) من الوضع القدساوي، ولك أن تتخيل أن شباب الاتحاد الذين حققوا كأس خادم الحرمين للأبطال هزمناهم في دوري الشباب، وحققنا بطولة الدوري من أمامهم، كل ما أستطيع قوله (أنقذوا القادسية) فهي تقع على كنز وبحر من اللاعبين الموهوبين، كما أحب أن أعلِّق على قرار حل الإدارة دون وجود البديل المؤقت لحين انعقاد الجمعية العمومية هو قرار خطأ رقم إني لا أعرف حيثيات القرار ولكن أن تحل مجلس الإدارة دون أن تضع البديل سيعطل كثيراً من الخطط والاستراتيجيات المرسومة للنادي. * وأخيراً لاعب سعودي شاب ترى أنه سيكون له مستقبل كبير؟ - لاعب النادي الأهلي مصطفى بصاص لعدة أسباب فنية وانضباطية. سعد الشهري متحدثا للزميل نواف الشهري (تصوير: علي العبندي)