أكد الوطني سعد الشهري المدرب السابق لفريق شباب النصر أن تحقيق لقب دوري الشباب لم يأت من فراغ، مشيرا إلى أنه منذ توليه الإشراف على الفريق كان يعمل على إيجاد توليفة من اللاعبين المتميزين حتى يكونوا جاهزين طوال الموسم. وأشاد الشهري في حديث ل«الجزيرة» بالعمل الجماعي الاحترافي الذي حصد الفريق نتائجه بتحقيقه للبطولة، مشيرا إلى أن المدرب الوطني يملك مقومات النجاح لكنه يحتاج للثقة والوقت والصبر من إدارات الأندية، متطرقا للعديد من الموضوعات.. فماذا قال الشهري: * في البداية... نبارك لكم تحقيق بطولة الدوري - الله يبارك فيك.. وهذه البطولة لم تأتِ من فراغ بل جاءت بتكاتف الجميع من إدارة وجهازين فني وإداري، وبإعداد قوي بدأ منذ نهاية الموسم الماضي واختيار نوعية اللاعبين الذين يساعدون أي مدرب على النجاح، ثم بدأنا العمل منذ نهاية الموسم الماضي بوضع برنامج إعدادي لمدة 4 أشهر قبل الخوض في منافسات الدوري، تخلل البرنامج معسكر داخلي وخارجي ومشاركة في بطولة حمدان الدولية بدبي التي شاركت فيها فرق عالمية مثل فالنسيا الإسباني وحققنا فيا المركز الثاني. * وما نوعية اللاعبين الذين اخترتهم؟ - منذ إشرافي على درجة الشباب في النصر ونحن نعمل على إيجاد توليفة من اللاعبين بحيث يكونون جاهزين طوال الموسم لأن الدوري نفسه طويل ويتطلب أن يكون الجميع جاهزا، والحمد لله نجحنا في هدفنا الذي تحقق في الموسم الثاني بعد أن كان الموسم الماضي لبناء فريق ينافس على البطولات لسنوات طويلة في مختلف الدرجات سواء في درجة الشباب أو الأولمبي أو حتى الفريق الأول. وأعتقد أن العمل الجماعي الاحترافي طبيعي أن تكون نتيجته تحقيق بطولة الدوري، حيث يجب ألا نخفي الدور الكبير الذي قام به أعضاء الشرف الداعمون والمشرفون على الفئات السنية كالمهندس عبدالله العمراني وفهد العجلان وبندر الحارثي سواء من دعم مادي أو معنوي طوال مشوار الفريق في الدوري. * وهل هناك لاعبون يستطيعون أن يكونوا في الفريق الأول؟ - نعم هناك ولله الحمد الكثير من اللاعبين دون تحديد أسماء سيكون لهم شأن كبير في الخارطة الصفراء، حيث قارعوا أفضل الأندية العالمية في بطولة حمدان الدولية في دبي وحققنا المركز الثاني بعد مستويات فنية كبيرة، وما يميز لاعبي النصر أن لديهم الثقة الكبيرة في قدراتهم والروح الجيدة التي يتمتعون بها، وهذا من أهم أسلحة الفريق في المنافسة على أي بطولة، وهذا كان هدف الأمير فيصل بن تركي بالاهتمام بالقاعدة لتكون مغذيا بشكل كبير للفريق الأول في المستقبل القريب، والاكتفاء الذاتي بأبناء النادي. * ما الصعوبات التي واجهتكم خلال مشواركم في الدوري؟ - واجهنا الكثير من الصعوبات، خصوصا بعد تعرض أهم اثنين من أعمدة الفريق في الناحية الهجومية لإصابات بليغة وهما اللاعبان عبدالعزيز الهريش بالرباط الصليبي، واللاعب محمد الشهراني بإصابة التمزق في العضلة، والحمد لله أن البديل كان جاهزا ولم نتأثر كثيرا، واستطعنا أن نتخطى هذا المطب الكبير في مشوارنا بالتأهل لنهائي كأس الاتحاد وتحقيق المركز الثاني وكنا قريبين من التتويج، لكن سوء الطالع، وتحقيق الدوري. * كيف رأيت المنافسة من الأندية الأخرى خصوصا الرائد الذي فاجأ الجميع؟ - المنافسة كانت شريفة وقوية بين العديد من الأندية «الهلال، والشباب، والاتحاد، والأهلي، والرائد»، لكن النصر واصل المنافسة بفضل وفرة النجوم، بالإضافة إلى الرائد الذي نافسنا على اللقب حتى الجولة قبل الأخيرة وهذا ليس بالمفاجأة لأن مدربهم الوطني سعد السبيعي عمل توليفة أشرف عليها من البراعم حتى درجة الشباب، وأعتقد أن الرائد إذا استمر الموسم المقبل بهذا النهج سيحقق اللقب، كما أن هذا الوضع حصل معي شخصيا عندما قمت بعمل توليفة مميزة من فئة البراعم حتى درجة الشباب إبان إشرافي على فريق القادسية ووصلنا في موسم واحد إلى نهائي كأس الاتحاد، وخسرنا من فريق الاتحاد وعدنا وتغلبنا عليه في الدوري وحققناه. * أفهم من كلامك أن المدرب الوطني إذا أعطي الفرصة والوقت في الفئات السنية سينجح؟ - نعم، لأن المدرب الوطني يملك مقومات النجاح لكنه يحتاج للثقة والوقت والصبر من إدارات الأندية لعمل توليفة من اللاعبين يستطيعون وضع بصمتهم من الفئات السنية حتى الفريق الأول، وخير مثال أنا حققت دوري الشباب في النصر والقادسية، والكابتن سعد السبيعي نافس على لقب الدوري رغم أنه للتو صعد من الأولى وثقتي فيه كبيرة لتحقيق طموحات وتطلعات فريق الرائد. من هذا المنبر أتمنى أن يحظى المدرب الوطني بثقة إدارات الأندية في الفئات السنية لأنه الأقرب للاعبين من المدرب الأجنبي، وهذا من واقع تجربة. * وماذا عن مستقبلك مع النصر بعد توقيعك عقدا مع منتخب الشباب؟ - أشكر إدارة النصر ممثلة في الأمير فيصل بن تركي على الثقة الكبيرة التي منحني إياها في تدريب شباب النصر لموسمين حققنا من خلالها لقب الدوري وبناء فريق قوي، وللأسف لن أكون مدربا للنصر في الموسم المقبل، لكن ثقتي في سموه كبيرة في التعاقد مع جهاز فني مميز قادر على إكمال عملنا ومواصلة تحقيق البطولات، كما أشكر إدارة المنتخبات السعودية على ثقتها في سعد الشهري وتوقيعها معي لتولي الإشراف على المنتخب السعودي للشباب، وبإذن الله أنا قادر على بناء منتخب قوي والشيء الذي سيسهل مهمتي أني على اطلاع كبير ومعرفة تامة بمستويات جميع لاعبي الأندية لفئة الشباب من خلال عملي السابق في القادسية والنصر. * هل ترى أنك قادر على قيادة منتخبنا للشباب للتأهل لكأس العالم؟ - الطموحات كبيرة، وأنا قادر -بإذن الله- ثم بتعاون الجميع في التأهل لكأس العالم، بعد أن قدمت برنامجا كاملا متكاملا لإدارة المنتخب إذا تم سيكون كفيلا -بإذن الله- بتحقيق الطموحات والأهداف المرسومة. * كلمة أخيرة لقراء «الجزيرة»؟ - شكرا لكم على هذه الاستضافة، ونبارك للجماهير النصراوية على تحقيق النصر «هاتريك» الدوري في الناشئين والشباب والأول في سابقة وأولوية لم يحققها أي ناد سعودي، والحمد لله أنني كنت جزءا من الإنجازات التي تحققت، متمنيا للنصر التوفيق في المستقبل الذي سيكون مشرقا -بإذن الله-.