حذّر «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين»، الحكومة العراقية من مشاركة الميليشيات الطائفية واتخاذ الحرب على «داعش» سببا للتطهير العرقي لأهل السنة، بمدينة «الموصل»، في وقت أعلن وزير الخارجية الفرنسي أمس الثلاثاء أن دولته والعراق سينظمان غدا الخميس في باريس اجتماعا وزاريا بحضور عشرين دولة «لتحضير المستقبل السياسي» للمدينة بعد الهجوم الذي أطلقه الجيش العراقي والتحالف الدولي لاستعادتها من التنظيم. من جهته شدد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، على ضرورة «عدم مشاركة الميليشيات الطائفية» في المعركة، وحذر بيان الاتحاد باتخاذ الحرب على داعش ل«تأجيج الصراع الطائفي بين مكونات الشعب العراقي». جاء هذا في بيان أصدره الاتحاد، الاثنين الماضي، بعد ساعات من انطلاق معركة تحرير الموصل، مزيلاً بتوقيع رئيسه يوسف القرضاوي وأمينه العام علي محيي الدين القرة داغي، ووصلت «الأناضول» نسخة منه. وقال «الاتحاد»: إنه «يستنكر تكرار الاعتداء على مدن أهل السنة في العراق خاصة»، محذراً من استهداف «دمائهم، وأعراضهم، وحرياتهم، وممتلكاتهم، وبنية مدينتهم التحتية». وأضاف البيان: «لا يزال شبح ما حدث لمدن السنة في العراق قبل ذلك ماثلا، من ممارسات طائفية آثمة، وقتل وتعذيب، وتدمير وتهجير، ونزوح الأعداد الهائلة بلا طعام أو شراب أو مأوى، وهو ما نخاف أن يتكرر في مدينة الموصل الحبيبة». وطالب الاتحاد الحكومة العراقية «بالكف عن استهداف المكون السني بالعراق، والحفاظ على الأرواح والممتلكات، وألا تكون الحرب على داعش تكأة للتطهير العرقي لأهل السنة بالعراق». وكانت ميليشيات الحشد الشعبي أعلنت أمس الثلاثاء، عن استهداف مواقع «داعش» بقصف صاروخي لمعمل المشراق للمواد الكيميائية جنوب الموصل، فيما التقى قادة الميليشيات قيس الخزعلي وهادي العامري وأبو مهدي المهندس، بمقتدى الصدر في منزله بمحافظة النجف، وفقا ل«السومرية نيوز». يأتي ذلك مع إعلان وزير الخارجية الفرنسي أن بلاده والعراق سينظمان غدا الخميس في باريس اجتماعا بحضور عشرين دولة «لتحضير المستقبل السياسي» للموصل . وقال جان- مارك آيرولت: «يجب التحضير للمستقبل، وإرساء الاستقرار في الموصل بعد المعركة العسكرية» موضحا انه لم تتم دعوة إيران. جاء ذلك متزامنا مع كشف رئيس الوزراء التركي ابن علي يلدريم خلال اجتماع للكتلة البرلمانية للحزب في أنقرة، أن سلاح الجو يشارك في الغارات، التي يشنها التحالف على الموصل، وحذر من أن بلاده سترد بالمثل إذا ما تعارض الوضع في الموصل مع مصالحها. وفي سياق ذلك تظاهر الآلاف من العراقيين في وقت مبكر من صباح أمس أمام مبنى السفارة التركية في العاصمة بغداد للمطالبة بإخراج القوات التركية من العراق. ومع دخول اليوم الثاني من معركة الموصل، أعلنت قيادة عمليات محافظة نينوى أمس، عن صد أكثر من هجوم لتنظيم داعش استهدف القوات العراقية في عدة محاور وتمكنت من قتل 30 من التنظيم. وقال العقيد يونس جمال لوكالة الأنباء الألمانية: إن القوات العراقية في الفرقة التاسعة تمكنت من صد هجوم لداعش استهدف قرية النصر ضمن الساحل الأيسر من ناحية القيارة جنوبي الموصل حيث تمكنت من تفجير عجلتين مفخختين وقتلت ما لا يقل عن 10 من عناصر داعش. وأضاف: إن الحشد العشائري والقوات العراقية تمكنا أيضا من صد هجومين آخرين بمحور القيارة ومشارفها وأن القوات العراقية والحشد تمكنا من قتل 18 من داعش ما زالت جثثهم على مشارف الناحية. في الأثناء، أعلنت مصادر عسكرية استعادة قريتي الحود ولزاك وتضمّان 12 بئراً نفطياً أشعل التنظيم النيران في عدد كبير منها، لكن تم إخمادها بعد أن فرضت القوات سيطرتها على تسع منها لتبقى 3 آبار تحت قبضة «داعش».وأعلن المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل جون دوريان أن «داعش» عزز دفاعاته بصورة كبيرة في الموصل، لافتاً إلى أن المعركة لاستعادة المدينة ستكون صعبة. من ناحيته، حذر المفوض الأوروبي للأمن جوليان كينغ من تدفق إرهابيين من تنظيم داعش إلى اوروبا في حال سقوط الموصل، في مقابلة نشرتها صحيفة «دي فيلت» الألمانية أمس الثلاثاء. وعلى الصعيد ذاته، عززت ماليزيا إجراءاتها الأمنية على حدودها تحسبا لمحاولة عناصر إرهابيين ماليزيين العودة للبلاد بعد إطلاق عملية الموصل .