جدة البلاد شكل العاشر 2014 علامة فارقة في مسار الأزمة العراقية ، حيث سيطر تنظيم الدولة على مدينة الموصل.أدى السقوط المريع للمدينة إلى انهيار المنظومة الأمنية والعسكرية العراقية مما سمح لقوات تنظيم الدولة الإسلامية (والتي قدرت في تلك الفترة بعشرات المئات من المقاتلين المزودين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة) من السيطرة على أربع محافظات عراقية زادت مساحتها الإجمالية عن 40% من مساحة العراق. أهمية تعتبر مدينة الموصل أحد مركزي الثقل بالنسبة لتنظيم الدولة في كل من سورياوالعراق، ومنها أعلن البغدادي ولادة دولة الخلافة الإسلامية، وتحتل موقعا إستراتيجيا فريدا فهي حلقة الوصل بين تركياوسورياوالعراق بما فيه إقليم كردستان، كما أنها تقع على طريق الحرير الجديد الذي تسعى إيران لإنشائه منذ عقود ليصل إيران بالبحر المتوسط، لذا تسعى جميع الأطراف المتأثرة بنتائج معركة الموصل للاشتراك بها لتأمين مصالحها. وتقدر القوات المشاركة أو المحتمل مشاركتها في معركة الموصل من تنظيم الدولة ب 3000 مقاتل أجنبي و7000 آلاف مقاتل محلى داخل مدينة الموصل و600 مقاتل أجنبي و6500 مقاتل محلي في الأقضية والنواحي، وقد بدأ تنظيم الدولة بحفر الخنادق وإنشاء السوار الترابي وإعداد المواقع القتالية وحرق بعض آبار النفط استعدادا لخوض معركة الموصل. محاور العمليات تسمح طبيعة أرض المعركة بتوفير ثلاثة مقتربات رئيسية هي: – المقترب الجنوبي والذي يبدأ من القيارة جنوبا ويمتد بمحاذاة النهر إلى مدينة الموصل وستعمل علية قوات الجيش والأمن العراقية. – المقترب الشرقي ويبدأ من عمق أراضي إقليم كردستان وستعمل عليه قوات البشمركة وجزء من الحشد الوطني السني. -المقترب الغربي ويبدأ من تل أعفر وستعمل عليه قوات الحشد الشعبي في حال استخدامه، وربما يفضّل المخطط العسكري الإبقاء على بعض مناطقه غير مشغولة بالقوات لإغراء قوات تنظيم الدولة على الانسحاب باتجاه الحدود السورية . -المقترب الشمالي الغربي ويبدأ من المناطق المحيطة بسد الموصل وتعتبر مناطق حشد مناسبة ، وستعمل عليه قوات الحشد الشعبي. مراحل العملية العسكرية نظرا لطبيعة المدينة الجغرافية امتدادا الواسع وتنوع القوات المحتمل مشاركتها في القتال سيتم تنفيذ العمليات العسكرية على عدّة مراحل هي: المرحلة التحضيرية والتي بدأت منذ عدّة أشهر ولا تزال مستمرة والتي إشتملت على السيطرة على عدّة بلدات وقاعدة القيارة التي يتم تحسينها لتكون قادرة على إستقبال طائرات الشحن وتعتبر قاعدة القيارة منطقة الحشد للجهد القتالي الرئيسي، فيما ستكون مناطق حشد قوات البشمركة في مواقعها الحالية بينما ستنتشر قوات الحشد الشعبي في منطقة تل إعفر. مرحلة تقرب القوات من المدينة وستقوم خلال هذه المرحلة بتأمين الأراضي وتطهير الطرق ولا يتوقع أن تواجه معارك حاسمة ولكنها ستواجه الكثير من حقول الألغام والعبوات الناسفة والهجمات السريعة المفاجئة لإعاقة تقدم القوات المهاجمة. مرحلة التطويق، وسيتم خلالها تطويق المدينة كليا بما يحمل ذلك من مخاطر تتمثل بإجبار قوات التنظيم على خوض معركة بقاء مما يعني سقوط آلاف القتلى من المدنيين وإطالة أمد المعركة لعدة أشهر، أو تطويق جزئي لإغراء مقاتلي التنظيم على الإنسحاب باتجاه الحدود السورية. مرحلة الاقتحام، وسيتم تجزئة هذه المرحلة على العديد من المراحل الفرعية ويعتمد عددها على طبيعة الخطة الدفاعية المعتمدة وعلى تصميم الخطة الهجومية و هل سيتم عمل القوات على محاور متلاقية أم محاور متوازية. ستختلف معركة الموصل عما سبقها من معارك في تكريت والرمادي والفلوجة بسبب أهمية الموصل وكبرها وأعداد المدنيين المتواجدين بها، ولذا ستكون أكثر عنفا ودموية وتحتاج إلى أضعاف الوقت الذي اجتاحته المعارك السابقة. من الصعب أن يفصح القادة السياسيون والعسكريون عن ساعة الصفر الحقيقية لتحقيق عنصر المفاجأة، لكن المؤشرات العامة تشير إلى قرب المعركة، فالحكومة العراقية أعلنت عن إكمال الاستعدادات العسكرية، فيما صرح وزير الدفاع البريطاني أن اللمسات الأخيرة وضعت يوم 23 سبتمبر الماضي، فيما حدد الرئيس التركي بدء العمليات يوم 19 من الشهر الجاري، وأقدر بدء العمليات في الأيام الأخيرة من الشهر الحالي أو الأسبوع الأول من الشهر القادم. إعلان وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بدء عمليات استعادة مدينة الموصل (شمال العراق) من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية، بينما قتل عدد من مقاتلي التنظيم بقصف للتحالف الدولي غربي المدينة. وقال العبادي في كلمة نقلها التلفزيون العراقي الرسمي فجر أمس الاثنين إن دخول الموصل لاستعادتها من تنظيم الدولة سيقتصر على الجيش والشرطة. وأضاف "كانت هناك محاولة لتأخير عملية تحرير الموصل، لكننا وأدناها"، مشيرا إلى أن هذا العام سيكون عام الخلاص من تنظيم الدولة. ودعا العبادي أهالي الموصل الى التعاون مع القوات العراقية والتعايش السلمي مع كافة المكونات بعد استعادة المدينة. ورحب المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى التحالف الدولي بريت ماكجورك بإعلان بدء معركة الموصل. وقال ماكجورك في تغريدة على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي اليوم الاثنين "نتمنى التوفيق للقوات العراقية الباسلة وقوات البيشمركة والمتطوعين من نينوى". وأضاف "نحن فخورون بأن نقف معكم في هذه العملية التاريخية". قصف مكثف وفور الاعلان بدأت قوات البشمركة قصفا مكثفا على مواقع تنظيم الدولة في مناطق بعشيقة والحمدانية وبرطلا بصواريخ الكاتيوشا، ليكون الجيش العراقي هو المعني بالتقدم خلف تلك الحدود باتجاه سهل نينوى والسيطرة على البلدات الكبرى هناك، ورجح أن تتقدم القوات العراقية خلال ساعات صوب القرى التي تسعى للسيطرة عليها. يشار إلى أن وزارة الدفاع العراقية أرسلت المزيد من التعزيزات إلى أطراف الموصل، بينما بدأت طائرات التحالف الدولي طلعات استطلاعية ربما تتبعها طلعات هجومية. وقبل ذلك، بدأت قوات البشمركة تحركات على محور محيط الخازر شرقي الموصل لبدء الهجوم، بينما وصلت القوات العراقية إلى محيط حمام العليل الذي يبعد نحو خمسين كيلومترا جنوبي الموصل، وهي تتبادل القصف مع تنظيم الدولة. وافادة وسائل اعلام داخل الموصل عن استنفار مقاتلي تنظيم الدولة على المحاور التي يحتشد فيها الجيش العراقي والبشمركة، مشيرا إلى أن سحابة كثيفة من الدخان غطت مدينة الموصل بعد أن أحرق تنظيم الدولة خزانات الوقود والإطارات في محاولة لعرقلة استهداف مواقعه من قبل طائرات التحالف الدولي. وكانت قيادة عمليات نينوى أعلنت في وقت سابق دخول قواتها المحور الشمالي للموصل، وتقول الحكومة العراقية إنها ستستعيد الموصل من يد تنظيم الدولة قبل نهاية العام الجاري. وأرسلت الحكومة العراقية أسلحة ومعدات عسكرية وجنودا إلى جميع المحاور الواقعة تحت سيطرة البشمركة في شرق وشمال وشمال غربي الموصل، وهي المناطق الأقرب إلى الموصل من محور القيارة، وهو المحور الوحيد الذي يقع تحت سيطرة الجيش العراقي. قتلى للتنظيم وقالت مصار عسكرية بحسب "رويترز" إن ثلاثة من مسلحي التنظيم قتلوا في قصف لطائرات التحالف غربي الموصل، وأوردت وكالة الأناضول أن جسر الحرية الواقع وسط الموصل خرج عن الخدمة بعد تعرضه الأحد لأضرار جراء قصف لطائرات التحالف.وأوضح العقيد أحمد الجبوري -أحد ضباط شرطة نينوى- أن التحالف قصف فجر الأحد زورقين لتنظيم الدولة تحت جسر الحرية؛ مما أسفر عن تدميرهما، وإلحاق أضرار جسيمة بالجسر الذي يربط جانبي الموصل.وأفاد العميد الركن واثق الحمداني قائد شرطة نينوى لوكالة الأناضول بأن تنظيم الدولة عزل الموصل عن العالم الخارجي بعد أن قطع الإنترنت عنها بشكل كامل لتلافي تسريب معلومات عن المدينة. من جانب آخر، ذكرت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة أن قوات البشمركة الكردية أطلقت 34 قذيفة هاون على بلدة تلكيف (شمال الموصل). وكان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني قال إن هناك تنسيقا وتعاونا كاملين بين البشمركة والقوات العراقية في عملية استعادة الموصل، وأضاف البارزاني في بيان له أنه تم تحديد كيفية إدارة وتنفيذ عملية استعادة الموصل من تنظيم الدولة. سيطرة وسيطرت قوات البشمركة على قرى في شرق مدينة الموصل خلال أربع ساعات من إعلان بدء العملية العسكرية لاستعادة مدينة الموصل وضواحيها. يأتي ذلك بعد أن أعلنت الحكومة العراقية فجر اليوم عملية استعادة الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية. وقال مراسل "رويترز" إن قوات البشمركة تمكنت من السيطرة على سبع قرى في شرق مدينة الموصل خلال أربع ساعات من إعلان بدء العملية العسكرية لاستعادة مدينة الموصل وضواحيها.وأوضح المراسل أن القرى المستعادة هي باصخرة ، شيخ ، بدنة الكبرى، بدنة الصغرى، شاقولي، خرابة سلطان، وأسقف. وأضاف أن البشمركة وصلت الآن إلى مفرق الحمدانية الذي يبعد عن مدينة الموصل سبعة كيلومترات. وكانت القوات العراقية قد بدأت فجر الاثنين معركة استعادة مدينة الموصل (شمال العراق) بقصف مدفعي على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية بالتزامن مع قصف جوي لطائرات التحالف الدولي، بينما رحبت واشنطن بإعلان بدء المعركة التي وصفتها بالصعبة. وقالت مصادر عسكرية إن القوات العراقية بدأت فجرا رفع السواتر الترابية في مناطق سهل نينوى، وتحديدا ضمن محور الخازر (شرق الموصل)، لفتح الطريق أمام تقدم الوحدات العسكرية باتجاه مناطق سهل نينوى، ومن ثم إلى الموصل. وأضافت المصادر لوكالة الأناضول أن طائرات التحالف شنت سلسلة ضربات جوية على مواقع متفرقة للتنظيم داخل مدينة الموصل، كما "انضمت المدفعية الذكية الأميركية للمعركة، وقصفت مواقع للتنظيم في ناحية بعشيقة (شرق الموصل)، فضلا عن ضربات جوية أخرى لمناطق متفرقة بسهل نينوى". الاطفال في مرمي النيران وكان الجيش العراقي قد طالب أهالي الموصل بإقناع الأطفال بأن دوي القصف والانفجارات مجرد ألعاب نارية أو أصوات رعد يسبق هطول الأمطار.وجاءت مطالبة للجيش الأهالي ضمن منشورات أسقطها على الموصل الليلة الماضية لتنبيه السكان بأن الاستعدادات لعملية انتزاع السيطرة على المدينة من تنظيم الدولة الإسلامية دخلت مراحلها الأخيرة.وبينما اعتبرت الأممالمتحدة أن عملية الموصل ستؤدي لنتائج كارثية بحق المدنيين طالب الجيش العراقي الأهالي بالهدوء وإقناع الصغار بأنهم أمام مشاهد مسلية. وجاء في منشورات الجيش العراقي "يجب المحافظة على الهدوء وإقناع الأطفال بأن الأمر مجرد لعبة أو صوت الرعد قبل سقوط الأمطار"، وأنه "يجب على النساء عدم الصراخ للحفاظ على نفسيات الأطفال".كما حملت المنشورات عدة رسائل، من بينها طمأنة السكان على أن وحدات الجيش والضربات الجوية "لن تستهدف المدنيين"، فيما نصحهم منشور آخر بتجنب مواقع متشددي تنظيم الدولة. وفي إشارة إلى مخاوف السلطات من نزوح جماعي يعقد العملية نصحت المنشورات السكان بالبقاء في منازلهم "وعدم تصديق إشاعات داعش". في المقابل، عمد تنظيم الدولة إلى سحب الأطباق اللاقطة وأجهزة الاتصالات من السكان وحدد نقاطا إعلامية تبث فقط ما يرغب بنشره كمصدر وحيد للمعلومات. السعودية تحذر شدد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، امس الاثنين بعد انطلاق معركة استعادة الموصل على أن داعش سيخسر الحرب. وأعرب عن تخوفه من دخول ميليشيات متطرفة إلى الموصل، قائلاً: "نخشى أن يتسبب دخول ميليشيات الحشد للموصل بحمام دم". وبخصوص الملف اليمني، أكد أن السعودية تريد وقف إطلاق النار في اليمن. وقال الجبير إن المملكة تحرص بشدة على الالتزام بالقانون الإنساني في الصراع اليمني. وبالنسبة لحادثة مجلس العزاء في صنعاء، قال: "نتوقع معاقبة المسؤولين عن قصف عزاء صنعاء وتعويض الضحايا". وفي الشأن السوري، أشار الجبير إلى أن السعودية تعمل على زيادة تدفق السلاح "للمعارضة السورية المعتدلة" في حلب. تركيا والخطط البديلة قال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش أمس الاثنين إن معركة الموصل حتى الآن تتماشى مع تصورات بلاده، مشيرا في الوقت نفسه الى ان انقرة لديها "خطط بديلة" لأي طارئ. وقال قورتولموش في تصريحات اوردتها وسائل اعلام تركية إن معركة الموصل "تتواصل منذ بدئها وحتى الأن بشكل يتماشى مع التصور العام لتركيا، ولكننا نجري استعداداتنا ونأخذ تدابيرنا حيال أي تطورات" واضاف ان المسألة "مهمة بالنسبة لنا ونتابعها بدقة، ولدى تركيا خطط بديلة بخصوص الموصل، إذ نعمل على الحيلولة دون حدوث مزيد من التمييز المذهبي في المنطقة، ودون سيادة النهج العرقي" وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد حذر في وقت سابق من أن الوجود التركي في العراق قد يتحول إلى "حرب إقليمية"، فيما هددت جماعات شيعية مسلحة تدعمها ايران باستهداف المصالح التركية في البلاد مالم تسحب انقرة قواتها من مشارف الموصل.