أعلنت القوات العراقية و «البيشمركة» الانتهاء من الاستعدادات لتحرير الموصل، وهي في انتظار إعلان «ساعة الصفر»، فيما أكد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني التزامه الاتفاق مع بغداد على التفاصيل العسكرية والسياسية للمعركة التي وصفها ب «الحاسمة»، فيما أغارت طائرات التحالف على مواقع ل «داعش» داخل المدينة، وألقت الطائرات العراقية منشورات فيها تدعو السكان إلى الاستعداد لتحريرها وتقدم إليهم نصائح للاحتماء من القصف. وأكملت القوات تعزيزاتها في ثلاثة محاور رئيسة: الشرقي قرب مدينة الخازر، بين محافظتي إربيل ونينوى، والشمال الشرقي، قرب سد الموصل، فضلاً عن المحور الجنوبي في ناحية القيارة، حيث هناك قاعدة جوية عسكرية تستخدمها قوات «التحالف الدولي». وأعلن قائد قوات مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبدالغني الأسدي، أن «غالبية وحدات الجيش اتخذت مواقعها في جبهات القتال، وهي في انتظار ساعة الصفر لبدء الهجوم الكبير»، وكشف عنى أن «كل شيء سيصبح جاهزاً الليلة أو غداً، بقي يوم واحد وبعد ذلك سننتظر ساعة الصفر». وأعلنت قوات «الحشد الشعبي» في بيان أمس «الانتهاء من عمليات استطلاع محاور القتال، وباتت قواتها في جهوزية كاملة». وأفاد مصدر أمني بأن «طائرات التحالف شنت عشرات الغارات على أهداف داعش داخل الموصل ومحيطها طاول أهدافاً ثابتة ومتحركة»، مشيراً إلى أن «جسر الحرية الذي يربط بين الجانبين الأيسر والأيمن للمدينة تعرض لأضرار خلال قصف استهدف زوارق يقودها مسلحو داعش». وألقى سلاح الجو العراقي منشورات في المدينة أكد فيها «قرب انطلاق المعركة»، ودعا السكان «إلى الابتعاد من مواقع داعش، والبقاء في منازلهم، والاتصال برقم الهاتف المرفق في المنشور قدر الإمكان للتبليغ عن نشاط داعش»، وفقاً لبيان «قيادة العمليات المشتركة»، الذي أكد أن «وقت الانتصار حان». في المقابل، ذكرت مصادر محلية أن «داعش شدد من إجراءاته الاحترازية، ووضع عناصره في حالة استنفار قصوى، وأقدم على غلق بعض الطرق في المدينة فضلاً عن مداخلها، بالكتل الإسمنتية، وقطع خدمة الإنترنت بشكل نهائي، والتي كانت تقتصر على صالات تحت المراقبة». وأشارت إلى أن «التنظيم يعول في دفاعاته على شبكة الأنفاق التي حفرها أخيراً، وكذلك الخنادق التي وسعها في الأطراف، وحرق مزيد من آبار النفط لحجب الرصد الجوي لطائرات التحالف». وأكدت «قيادة عمليات نينوى» أمس، «صد هجوم لداعش قرب مفرق الحضر جنوب الموصل، بعد تفجير أربع مركبات لمهاجمين انتحاريين». وأصدر رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أمس بيانين منفصلين أكد فيهما «اقتراب الحرب على الإرهاب من مرحلة الحسم، بمشاركة قوات البيشمركة التي حددت مهماتها، وبالتنسيق مع القوات العراقية والتحالف الدولي». وحذر «القوى السياسية والمسؤولين في الإقليم، ووسائل الإعلام من إقحام البيشمركة في هذه المعركة بالمزايدات السياسية والحزبية، لأن انتصارها هو نصر لكل كردي، وكل من يتصرف بروح حزبية سيواجه عقوبات، ومنها إخراجه من المعركة». وشدد على أن «الإقليم ملتزم بشكل كامل الاتفاقية مع الحكومة العراقية حول الموصل، ومنع حصول أي حالة غير مرغوب فيها، وقد اتفقنا على تشكيل مجلس سياسي مشترك للسيطرة على الوضع بعد طرد داعش». وأكد مساعد الناطق باسم الخارجية الأميركية مارك تونر في مؤتمر صحافي، أن بلاده «تجري اتصالات مكثفة ومباشرة مع القادة الكرد، وتحديداً مع بارزاني»، وحذر نجل الأخير مسرور، الذي يرأس «مجلس أمن الإقليم» خلال لقائه السفير الإيطالي في العراق ماركوس كارنيلوس، من «اندلاع حرب طائفية وعرقية بين القوات المشاركة في المعركة إذا لم تفرض السيطرة على تحركاتها». وعلى الصعيد الإنساني، شيدت منظمة الأممالمتحدة بالتعاون مع الحكومة الكردية ثلاثة مخيمات لإيواء موجات نزوح سكاني محتملة تقدر بمئات الآلاف من الموصل نحو المناطق الكردية، خلال بدء المعارك، وفي إطار جهود الإغاثة، وصل بغداد أمس المفوض السامي لشؤون اللاجئين في المنظمة فيليبو غراندي في زيارة تستغرق أربعة أيام، وحذر خلال تفقده مخيماً للنازحين في بغداد من «موجة نزوح كبيرة»، ولفت إلى أن «أهم معضلة هي الثغرة المالية. نحتاج فوراً إلى 61 مليون دولار أميركي لإتمام هذه التحضيرات، وستكون تلك الرسالة الأهم التي سأمررها خلال زيارتي».