¿ تترقب الجماهير السعودية اليوم اللقاء الذي يجمع الأخضر السعودي والكنجر الاسترالي في نطاق منافسات المجموعة الآسيوية الثانية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 بروسيا. ¿ اللقاء يشكل منعطفا مهما للمنتخب السعودي، حيث إنه يحتاج للفوز وحصد النقطة التاسعة من أجل الاقتراب كثيرا من التأهل من جهة، وتعطيل المنتخب الاسترالي أحد أقوى المنافسين على التأهل من جهة أخرى. ¿ من شأن الفوز اذا تحقق اليوم أمام استراليا ان يبث الطمأنينة في نفوس الجماهير، وبدلا من أن يكونوا سياطا مسلطة على مارفيك سيكونون عونا له في المرحلة المقبلة، التي أراها مرحلة جني الثمار. ¿ أعتقد أن ثقافة الفوز للأخضر وإن لم تعد بكل قواها، فإنها بدون شك بدأت تتسلل.. ومن مواجهة لأخرى تتوهج.. ومواجهة العراق في الجولة الماضية خير دليل، حيث أذكر أن الجميع بلا استثناء وضعوا أيديهم على قلوبهم.. وكان القلق سيد الموقف، إلا أن الاخضر خالف كل التوقعات وقلب الطاولة وعاد في الوقت المناسب بأهم ثلاث نقاط. ¿ الآن الوضع أصبح مختلفا حيث الثقة باتت موجودة، فالأخضر السعودي دائما ما ينجح في قلب الطاولة عندما تصل الأمور لمرحلة الحسم مهما تكالبت عليه الظروف، لأنه منتخب يجيد التعامل مع المواقف الصعبة التي تكون حصيلتها في نهاية المطاف التأهل لنهائيات كأس العالم. ¿ هناك فرق.. ليس فقط في المستوى بل في الطموح.. والملاحظ أن هناك روحا تتعاطى مع العشب الأرضي للحرث الركضي والفني والتكتيكي والأهم القتالية للفوز.. وكانت هذه العوامل شبه معطلة في الفترة الماضية. ¿ كل تلك العوامل تدفعنا لطرح الإيجابية لمسيرة الأخضر الأخيرة.. خصوصا أنه لم يخسر مع المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك خلال 399 يوما، وهي حصيلة جيدة في عملية التفوق مقارنة أيضا بفترة الإخفاقات. ¿ فان مارفيك مدرب يتسم بالواقعية.. وصنع منتخبا يتدرج في المستوى والروح والقتالية.. وطالما تقدم خطوات بالأخضر فيجب دعمه أيضا بخطوات من المساندة والثقة جماهيريا وإعلاميا.. وأعتقد ان تجربة الدعم والمساندة خلال التصفيات الحالية آتت أكلها وثمارها.. ولعل النتائج خير برهان. ¿ مساحة التفاؤل كبيرة هذه المرة.. ومساحة الثقة تعزز ذلك التفاؤل.. ولغة التخاطب الجديدة أعادت لنجوم الأخضر الابتسامة.. واستعادة الزمن الجميل في خضم الإعداد لتخطي عقبة استراليا.. أعطى جرعة معنوية للأخضر قبل مواجهة اليوم. ¿ أعتقد أن الكرة في ملعب اللاعبين أنفسهم.. فهم المعنيون بالأمر.. وهم بعد الله من يحدد ملامح الفرح أو الحزن في وجوه الجماهير الصابرة . ¿ مطلوب من اللاعبين قبل غيرهم أن يردوا الجميل لجماهيرهم التي عاهدت نفسها بعدم النقد.. وتهيئة الأجواء لخلق بيئة حاضنة للاعبين غير طاردة.. وسلكت طريق رفع المعنويات رافضة كل أساليب الإحباط التي كانت تمارس على المنتخب ولاعبيه حتى وقت قريب جدا. ¿ بدون شك الكرة السعودية بحاجة ماسة لمحطة فرح.. ليس ببطولة ولا إنجاز.. لأن ذلك سيأتي فيما بعد.. بل هي بحاجة ماسة لانتصار يلملم بعض الأوراق المتناثرة هنا وهناك.. للبدء في رحلة العودة لاستعادة هوية وهيبة الكرة السعودية.