نبرة الحديث عن الأخضر السعودي، حتى في حالة تعافيه، دائما ما تلبس ثوب النقد.. هذا هو التيار السائد منذ فترة ليست بالبسيطة.. لأن طرح السلبيات له رواج.. وطرح الإيجابيات يدخل في نطاق التطبيل!!. ولكن الواقع يفرض علينا الاعتراف أن الأخضر مع لوبيز يختلف عن المنتخب الذي شاهدناه في التصفيات الآسيوية الأولية المؤهلة لكأس العالم.. أو حتى المنتخب الذي تابعناه في خليجي «21» بالمنامة!!. نعم هناك فرق.. ليس فقط في المستوى بل في الطموح.. والملاحظ أن هناك روحا تتعاطى مع العشب الأرض للحرث الركضي والفني والتكتيكي والأهم القتالية للفوز.. وكانت هذه العوامل شبه معطلة في فترة ما قبل التصفيات الآسيوية الحالية المؤهلة للنهائيات بأستراليا.. وشاهدنا هذا النموذج في جميع مباريات التصفيات من الجولة الأولى أمام الصينبالدمام حتى الجولة الخامسة أمس بالصين!!.. كل تلك العوامل تدفعنا لطرح الإيجابية لمسيرة الأخضر الأخيرة.. خصوصا أنه لم يخسر في خمسة لقاءات، وهي حصيلة جيدة في عملية التفوق مقارنة أيضا بفترة الإخفاقات!! قارنوا بين أداء الأخضر وحركاته وسكناته في مباراة تايلاند خارج أرضه.. وبين مواجهة الصين أمس.. ورغم أن الظروف مختلفة بين المحطتين.. حيث كان الأخضر في الأولى بحاجة للفوز لوضع قدمه للتأهل.. وفي الثانية تحصيل حاصل.. إلا أن الروح القتالية والرغبة في الفوز والأداء المكافح كان في الثانية أفضل من الأولى بكثير.. وهذا المثال يوضح لنا الفارق بين الفترتين!!. أعتقد أن ثقافة الفوز للأخضر وإن لم تعد بكل قواها، فإنها بدون شك بدأت تتسلل.. ومن مواجهة لأخرى تتوهج.. ومواجهة الصين أمس رغم أنها انتهت بالتعادل إلا أنني أذكر الجميع بوضع أيديهم على قلوبهم في مواجهة الذهاب بالدمام.. حيث كان القلق سيد الموقف آنذاك، رغم أن اللقاء كان في الدمام أمام زحف جماهيري سعودي كبير.. وأمس كان الوضع مختلفا حيث كانت الثقة موجودة في لاعبي الأخضر وهم يلعبون خارج أرضهم وأمام جماهير صينية كثيفة.. إلا أن الجميع كان يتوقع الفوز أو على أقل تقدير التعادل.. رغم حاجة الصين لنقاط المباراة.. أي أن دافع الصينيين أقوى!!. كل تلك العوامل تدفعنا لطرح الإيجابية لمسيرة الأخضر الأخيرة.. خصوصا أنه لم يخسر في خمسة لقاءات، وهي حصيلة جيدة في عملية التفوق مقارنة أيضا بفترة الإخفاقات!!. هناك من سيرفع شعار.. التأهل للنهائيات الآسيوية ليس منتهى طموح الكرة السعودية.. فقد كان بطلا لآسيا ثلاث مرات.. وهذا صحيح ولكن لكل مرحلة ظروفها.. حتى المنتخبات العالمية التي حققت ألقابا على مستوى العالم.. ومرت بسنوات عجاف وبدأت من الصفر حتى عادت من جديد للتوهج!!. لوبيز واقعي وصنع منتخبا يتدرج في المستوى والروح والقتالية.. وطالما تقدم خطوات بالأخضر فيجب دعمه أيضا بخطوات من المساندة والثقة جماهيريا وإعلاميا.. وأعتقد ان تجربة الدعم والمساندة قبل التصفيات الحالية آتت أكلها وثمارها.. ولعل النتائج خير برهان!!.