تناقل الناس عبر رسائل «واتسب» نصائح تحث على أكل شحوم الأبقار والأغنام، وأن الكلام الذي يروج بأنها سبب رئيس في زيادة الكوليسترول في جسم الإنسان غير صحيح، وأن الكوليسترول هو أكبر خدعة سمعنا عنها وأن الطعام الدسم بشحوم الأغنام والإبل وتناول دهون الأبقار (سمن الأبقار) هو من يقوم بإخراج جميع السموم من جسم الإنسان -بإذن الله- وإعطاء الليونة والمرونة للشرايين والجلد وتغذية الكبد والأمعاء وكافة الأجهزة بالجسم والدفع بالطاقة لأعلى مستوياتها، والشحم برئ من كوليسترول الدم أو الإصابة بالنوبات القلبية، وأن المتهم الحقيقي في ذلك هي الزيوت المُهدرجة بجميع أنواعها مثل (دوار الشمس، والذرة، والسمن الصناعي من المارجين وأنواع الزبدة وغيرها من كافة الأنواع) وذيلت الرسالة بأن كل هذه الحقائق ذكرت في مؤتمر عالمي للقلب بمحافظة الأحساء نظمه مركز الأمير سلطان؟! ولأن الشائعات تنتشر في بلادنا كانتشار النار في الهشيم، كان لزاما عليّ التأكد من صحة تلك المعلومات، ولذا بحثت في الانترنت ووجدت خبرا منشورا في جريدة «الوطن» بعنوان.. أطباء قلب: «لا جدوى من أدوية الكوليسترول» بتاريخ 25/11/2012 م أنقل بعضا منه: أثار نحو 10 أطباء عالميين متخصصين في أمراض وجراحة القلب ضجة وجدلا كبيرين، بإعلانهم «عدم جدوى أدوية الكوليسترول». كما قللوا من مخاطر ارتفاع نسبة الكوليسترول في الجسم البشري، واعتبروه مجرد «مؤشر»، ولا يستلزم تناول الأدوية بقدر ما يتطلب التحكم في عوامل الخطر المسببة لهذا المرض، والمتمثلة في الضغوط النفسية وتوابعها العصبية، مقللين في الوقت ذاته من كل الدراسات السابقة التي تحدثت عن نتائج إيجابية لأدوية الكوليسترول. وأكد منظم المؤتمر استشاري أمراض القلب الدكتور عبدالله العبدالقادر، في تصريح إلى «الوطن»، أن آراء نحو 10 علماء متحدثين في المؤتمر من مختلف دول العالم، طرحت في المؤتمر، تؤكد بالحجج والبراهين القوية عدم جدوى تناول أدوية الكوليسترول. وأن هناك تلاعبا واضحا في الأرقام الطبية الإحصائية لهذا المرض لأغراض تجارية، وأن لتلك الأدوية أضرارا جانبية كثيرة على الجسم البشري، مبينا أن أحد المشاركين «المؤيدين» لصناعة أدوية الكوليسترول، لم يستطع الرد على تلك الحجج والبراهين، وأبان العبدالقادر، أن عالما أمريكيا مشاركا في المؤتمر يعاني من ارتفاع في نسبة الكوليسترول، طرح ورقة عمل تحكي تجربته في هذا المرض، وكان دافع هذه الورقة البحث عن الحقيقة تجاه هذا المرض، حتى إنه توصل بالبراهين القطعية حسب طرحه العلمي للورقة التي تضمنت شرائح لتجربته استطاعته التحكم في عوامل المرض من غير تناول أدوية الكوليسترول، مضيفا إن المشاركين في المؤتمر، ناقشوا علاقة التوتر العصبي بأمراض تصلب الشرايين المزمنة والوفيات القلبية «المفاجئة» المصاحبة لأمراض القلب (انتهى). تواصلت شخصيا مع رئيس المؤتمر البروفيسور عبدالله العبدالقادر وهو استشاري أول في أمراض القلب وأكد لي صحة ما نقل عنه، وأنه كان رئيس هذا المؤتمر، وأن تلك الحقيقة قد قالها في عام 2008، وكرست في مؤتمري 2010 و2012 وانتشر هذا الخبر على مستوى العالم وأكد العبدالقادر أن المملكة تصرف بلايين الريالات على أدوية الكوليسترول بدون فائدة، ولنا الشرف في السعودية بالقيادة والريادة في علوم أمراض القلب على مستوى الشرق والغرب، وقد أعلنت ذلك في الكونجرس العالمي للطب التكاملي في ألمانيا أمام ممثلي 35 دولة في رمضان الفائت، وفي مقدمة الحضور ممثل منظمة الصحة العالمية، وأضاف الدكتور العبدالقادر إن مجموعته العلمية تضم علماء من أمريكا. لست طبيبا، ولكن لماذا سكت علماؤنا المتخصصون عن كل تلك الحقائق، بأن لحوم الأغنام ولحوم الأبقار واللحوم الحيوانية الأخرى- بشكل عام- والتي تحتوي زيوتا وشحوما مُشبعة مُفيدة لنا. ومن الذي أوهمنا بكذبة أنها مُسببة للكوليسترول؟ أم أن الأمر يعود إلى نفوذ بعض شركات الأدوية تجاه كل من يُعلن الحقيقة؟! حقيقة، وحتى نقطع الشك باليقين، أتطلع إلى رأي هيئة الغذاء والدواء ووزارة الصحة في كل ما ذكر أعلاه؛ لأن صرف بلايين الريالات في شراء الأدوية وهي لا تعالج المرض يعتبر فسادا وإهدارا للمال العام؟!