أثار نحو 10 أطباء عالميين متخصصين في أمراض وجراحة القلب ضجة وجدلا كبيرين، بإعلانهم "عدم جدوى أدوية الكوليسترول". كما قللوا من مخاطر ارتفاع نسبة الكوليسترول في الجسم البشري، واعتبروه مجرد "مؤشر"، ولا يستلزم تناول الأدوية بقدر ما يتطلب التحكم في عوامل الخطر المسببة لهذا المرض، والمتمثلة في الضغوط النفسية وتوابعها العصبية، مقللين في الوقت ذاته من كل الدراسات السابقة التي تحدثت عن نتائج إيجابية لأدوية الكوليسترول. وأثار الأطباء هذا الجدل أمام أكثر من 450 ممارسا طبيا في أمراض وجراحة "القلب" من مختلف دول العالم"، شاركوا في المؤتمر العالمي الرابع لعلوم طب القلب المتقدمة، الذي أقيم تحت شعار "القلب.. ملك الأعضاء 2012"، والذي نظمه مركز الأمير سلطان لأمراض وجراحة القلب، في فندق الأحساء إنتركونتيننتال. ودعا المشاركون خلال جلسات المؤتمر، المجتمع الطبي الدولي إلى ضرورة إجراء مراجعة جادة لجميع أدوية الكوليسترول وأمراض تصلب الشرايين. وأكد منظم المؤتمر استشاري أمراض القلب الدكتور عبدالله العبدالقادر، في تصريح إلى "الوطن"، أن آراء نحو 10 علماء متحدثين في المؤتمر من مختلف دول العالم، طرحت في المؤتمر، تؤكد بالحجج والبراهين القوية عدم جدوى تناول أدوية الكوليسترول. وأن هناك تلاعبا واضحا في الأرقام الطبية الإحصائية لهذا المرض لأغراض تجارية، وأن لتلك الأدوية أضرار جانبية كثيرة على الجسم البشري، مبينا أن أحد المشاركين "المؤيدين" لصناعة أدوية الكوليسترول، لم يستطع الرد على تلك الحجج والبراهين، لافتا إلى أن المشاركين في المؤتمر يحركهم في هذا المجال "العلمي" الحقيقة فقط دون أي ضغوط لها مصالح أخرى غير شفاء المرضى. وأبان العبدالقادر، أن عالما أميركيا مشاركا في المؤتمر يعاني من ارتفاع في نسبة الكوليسترول، طرح ورقة عمل تحكي تجربته في هذا المرض، وكان دافع هذه الورقة البحث عن الحقيقة تجاه هذا المرض، حتى إنه توصل بالبراهين القطعية حسب طرحه العلمي للورقة التي تضمنت شرائح لتجربته استطاعته التحكم في عوامل المرض من غير تناول أدوية الكوليسترول، مضيفا أن المشاركين في المؤتمر، ناقشوا علاقة التوتر العصبي بأمراض تصلب الشرايين المزمنة والوفيات القلبية "المفاجئة". وأوضح أن من بين توصيات المشاركين في المؤتمر إنشاء ما يعرف ب "السحابة الإلكترونية" والتي ستعمل على جمع عدد كبير من المرضى، وربطهم بالمتغيرات الكونية. لافتا إلى أن الأطباء المشاركين في المؤتمر، والذين دعوا إلى تنفيذ هذا المشروع، شددوا على أن الإنسان ليس بمعزل عن المؤثرات الكونية، وتوصلوا خلال أبحاثهم ومحاضراتهم التي استعرضوها في المؤتمر، إلى أن هناك علاقة وثيقة بين تباين النبض القلبي وترددات المجال الأيوني للفضاء الخارجي، وربط ذلك بنوبات الذبحة الصدرية والوفاة المفاجئة. ولفت العبدالقادر إلى أن هذه النتيجة العلمية الجديدة نوقشت في المؤتمر للمرة الأولى على مستوى العالم، وذلك من خلال أوراق ومداخلات وبحوث علمية طرحها علماء يمثلون 12 دولة أجنبية، وبذلك يكون هذا المؤتمر هو المؤسس لهذا الفكر الجديد. وبين أن المؤتمر، ناقش كذلك مجالا طبيا هاما، أُغفل في السنوات الأخيرة، وهو العلاقة الوثيقة بين التغييرات الدورية الكونية وحدوث المرض، مبينا أن المؤتمرات العلمية والطبية السابقة لم تعطِ تلك العلاقة أهمية في محاورها، حيث كان يتم التطرق لها دون تفسير أو تطبيق علمي، مؤكدا أنه جرى خلال المؤتمر التأكيد على علاقة ذلك بنشأة المرض، وموجات الاكتئاب المصاحبة لأمراض القلب.