أعلنت موسكو أن عملياتها العسكرية في سوريا ستتواصل، متحدية بذلك أمريكا التي طالبتها بوقف قصفها والنظام على حلب، في وقت أعلن فيه المبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا أن المفاوضات لا يمكن أن تتواصل مع استمرار القصف. فيما قال رمزي عزالدين رمزي نائب مبعوث الأممالمتحدة الخاص لسوريا الخميس إنه يجب إجلاء مئات المصابين من شرق حلب المحاصر في سوريا. وأضاف ان المستلزمات الطبية تنفد كما أن الطعام لا يكفي سوى ربع السكان. وقال نائب رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض موفق نيربية في بيان ان «الحل السياسي لم يعد مطروحا على الطاولة في ظل الظروف السائدة الآن». وتتعرض الاحياء الشرقية لحلب التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة منذ اسبوع لغارات جوية عنيفة يشنها الطيران السوري والروسي اوقعت عشرات القتلى ومئات الجرحى ودمرت مباني سكنية. وبات التعاون بين موسكووواشنطن الذي سعى اليه جون كيري حتى النهاية طوال اشهر، سيتوقف الا اذا «اتخذت روسيا تدابير فورية لوضع حد للهجوم على حلب واعادة العمل بوقف الاعمال القتالية» الذي «انتهى» في 19 اسبتمبر مع قرارالنظام بدء الهجوم على حلب تزامنا مع انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك. الأولوية لإجلاء الجرحى وقال رمزي للصحفيين بعد رئاسته للاجتماع الأسبوعي لمجموعة العمل الإنساني: «إنه لا يمكن توفير العلاج الملائم لما يصل إلى 600 مصاب». وزاد إن إجلاء المئات لأسباب طبية له «الأولوية القصوى في هذه المرحلة». يأتي ذلك في وقت اعلن الكرملين الخميس ان روسيا ستواصل ضرباتها الجوية في سوريا دعما لنظام بشار الاسد رغم الدعوات الامريكية المتكررة لوقف القصف على حلب. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لصحافيين: «تواصل موسكو عمليتها الجوية دعما للحملة ضد الارهاب». وأضاف نأخذ علما للاسف بالطابع غير البناء لخطاب واشنطن في الايام الماضية. وتأتي هذه التصريحات بعدما هدد وزير الخارجية الامريكي جون كيري موسكو بتعليق التعاون حول سوريا في حال عدم التوقف عن قصف مدينة حلب التي تتعرض لضربات جوية كثيفة من الطيران الروسي وطيران الأسد منذ انهيار الهدنة التي تفاوض عليها الروس والامريكيون. وتابع بيسكوف الخميس ان موسكو لا تزال مهتمة بالتعاون مع واشنطن من اجل تطبيق اتفاقات واردة في الوثائق ولزيادة فاعلية الحملة ضد الارهاب في سوريا. واضاف: «لكن موسكو تأمل ايضا في احترام الالتزامات التي وافقت عليها واشنطن. وحتى الآن لم يتم احترامها». وفي السياق، دعا معارضون سوريون مصر الى القيام بدور دبلوماسي في النزاع السوري، في وقت وصلت المفاوضات بين القوتين العظميين الداعمتين لاطراف مختلفة في سوريا، واشنطنوموسكو، الى طريق مسدود. من جانبه قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو االخميس: «إن بلاده على أتم الاستعداد للتنسيق مع روسيا بشأن وقف لإطلاق النار في سوريا وتوصيل مساعدات إنسانية إذا كانت لدى الكرملين رغبة في ذلك». وقال: «يجب أن نبذل المزيد من الجهد من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار وحل سياسي. إذا كانت روسيا مستعدة للتعاون معنا في مجالي وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية فإننا على أتم الاستعداد». دي ميستورا: السلام ليس بالقنابل واعتبر مبعوث الاممالمتحدة الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا الخميس بعد لقائه البابا فرنسيس في الفاتيكان انه «من الصعب استئناف المفاوضات حين تتساقط القذائف في كل مكان في سوريا». وقال دي ميستورا لوكالة فرانس برس: «يمكن للبعض الاعتقاد ان بإمكانهم استعادة حلب عبر قصف شرق المدينة، لكن الوضع ليس كذلك. لا يمكن تمهيد الطريق للسلام في سوريا بالقنابل». واضاف: «في بعض الاحيان، وفي زمن الحرب يمكن التفاوض مع استمرار الحرب، لكننا نشهد حاليا انهيارا لاتفاق كان يشكل بداية مرحلة جديدة». وفي 22 سبتمبر أعرب دي ميستورا عن أمله في حصول مفاوضات مباشرة بين الاطراف السورية في الاسابيع المقبلة. وقال دي ميستورا: «نحن في وقت حرج جدا، ولذلك من الضروري جدا الاستماع الى اشخاص لديهم سلطة معنوية مثل البابا يؤكدون عدم وجود حل عسكري للنزاع». وتابع المبعوث الاممي: «لقد قلت للبابا انه لم يكن هناك وقت بمثل هذه الصعوبة في سوريا لأننا كنا قريبين جدا من وقف اطلاق النار». العناد الروسي ونقلت وكالات أنباء روسية عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف قوله الخميس إن موسكو غاضبة من لهجة التهديد في بيان الولاياتالمتحدة الأخير بشأن سوريا وتعتبره بمثابة دعم للإرهاب. وكان ريابكوف يشير إلى بيان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي الذي قال أمس الأول إن لروسيا مصلحة في وقف العنف في سوريا لأن المتطرفين بإمكانهم استغلال الفراغ لشن هجمات ضد «المصالح الروسية وربما أيضا المدن الروسية». ونقلت الوكالات عن ريابكوف قوله: «لا نستطيع تفسير ذلك سوى أنه في إطار دعم الإدارة الأمريكية الحالية للإرهاب». الا أن المتحدث قال: موسكو ما زالت معنية بالتعاون مع أمريكا لحل الأزمة السورية ومحاربة الإرهابيين. وقالت الخارجية الروسية: نرى اتجاها أن التعاون مع تركيا في سوريا سيكون بناء ومن الممكن القيام بعمليات مشتركة.