أفادت مصادر صحافية عراقية أنه من المنتظر أن يقدم نواب من «كتلة المواطن» خلال الأيام المقبلة مشروع قانون إلى مجلس النواب يمنح الحصانة لميليشيات الحشد الشعبي. مشروع القانون الذي أثار الاستياء والتخوف يحمي الحشد من المساءلة القانونية حتى لو ارتكب المزيد من الانتهاكات. قد لا يمثل مرتبكو هذه الانتهاكات من مسلحي ميليشيات الحشد الشعبي العراقية أمام العدالة، وقد يفلتون من العقاب حتى لو ارتكبوا المزيد من الانتهاكات والجرائم. فميليشيات الحشد قد تحصل على حصانة من المساءلة القانونية لما قد ترتكبه بحجة مقاتلة تنظيم «داعش». حصانة هي صلب القانون، الذي أعلن عنه برلمانيون من كتلة المواطن قد يبدأ البرلمان العراقي في بحثه خلال أيام. مشروع قانون وقّع عليه أكثر من 70 نائباً بحسب إحدى نائبات كتلة المواطن. مسودة أثارت موجة من الاستياء والتخوف في شرائح عديدة في الشارع العراقي، كما الساحة السياسية، خوفاً من أنه في حال إقراره سيمثل غطاء لممارسة الجريمة، وفقا لما أوردته قناة «العربية». ميليشيات الحشد الشعبي وهي بحدود 81 فصيلاً، أتيح لها في نطاق الحرب الجارية ضد «داعش»، قدر كبير من التسليح والتمويل من داخل العراق وأيضاً من إيران. ومقترح تحصينها هو لقطع الطريق أمام رفع دعوى قضائية أو فتح ملف الجرائم، التي ارتكبتها بحق مدنيين في محافظات مثل ديالى وصلاح الدين والأنبار. واتهمت الميليشيات بقائمة طويلة من الانتهاكات، تشمل عمليات تعذيب وإعدامات خارج إطار القانون، واختطاف وإخفاء مدنيين، ونهب وسلب ممتلكات، بل وتخريب دور عبادة ومنازل ومنشآت خاصة. تحرك تحصين الحشد الشعبي يأتي من شخصيات وأحزاب مستفيدة من الحشد، ويتخوّف قسم كبير من العراقيين من خطر الحشد على مستقبل العراق، حيث سيكون من المستحيل نزع سلاح الميليشيات، وقد يتم تحويل الآلاف من المسلّحين لتصفية الحسابات السياسية بين الأطراف العراقية. المدفعية الإيرانية تقصف مناطق في كردستان العراق من جهة أخرى، أكد مصدر مسؤول في قضاء سيدكان بإقليم كردستان العراق امس السبت، استمرار القصف الايراني على مناطق بالإقليم ما تسبب بنزوح 70 أسرة من منازلهم. وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية: إن «المدافع الإيرانية قصفت اليوم القرى التابعة لمنطقة بربزين في قضاء سيدكان، وقرى سقر وكردهاجر وكروي سينكاو وبردسبي وكروزينيان». وأشار إلى أن طائرة بدون طيار تحلق باستمرار في السماء فيما اندلعت النيران في مساحة واسعة من المنطقة. كانت المدافع الإيرانية قد قصفت المناطق الحدودية في إقليم كردستان الشهر الماضي، ما أدى الى نزوح عشرات العائلات وحرق مساحات واسعة من الأراضي. الى ذلك، حذر النائب في البرلمان العراقي عن محافظة نينوى أحمد الجربا امس من المخاطر، التي ستواجه المحافظة بعد اتمام عملية استعادتها من قبضة تنظيم داعش كونها مدينة تتمتع بكل الأقليات من قوميات وطوائف مختلفة. وقال الجربا لوكالة الأنباء الألمانية: «يجب على الأطراف السياسية كافة الجلوس على طاولة حوار واحدة، لإيجاد حلول للمشاكل الموجودة والمتوقع حدوثها في محافظة نينوى بعد التحرير». وأضاف إن «الوضع في المحافظة معقد للغاية، ولا يمكن تدخل أطراف سياسية أخرى في شأن المدينة» داعيا الى «إبقاء وضع المحافظة على ما كانت عليه قبل دخول تنظيم داعش». وطالب بأن يقرر اهالي نينوى مصير محافظتهم بعد عودة النازحين والمهجرين إليها. على صعيد آخر، عاد العشرات من عوائل أهالي الفلوجة إلى منازلهم السبت بعد استكمال إزالة العبوات الناسفة بعد تحريرها قبل أكثر من شهر من سيطرة تنظيم داعش. وأقيمت احتفالات شاركت فيها القيادات الإدارية والعسكرية، فيما أمنت السلطات العراقية حافلات لنقل العائدين إلى منازلهم، وهم يعبرون عن شكرهم للقوات العراقية التي أمنت لهم العودة الى منازلهم بعد تدقيق أوراقهم الثبوتية. وقال صهيب الراوي محافظ الانبار، للصحفيين: «اتقدم بالشكر للقوات العراقية التي حررت الفلوجة» مشيرا الى «ان الحكومة المحلية تبذل قصارى جهدها لتوفير الدعم للعوائل». وتعمل القوات العراقية على تسهيل دخول العوائل الى منازلهم لممارسة حياتهم بشكل طبيعي فيما تواصل فرق إزالة الالغام عملها بالشوارع والمنازل. على صعيد ذي صلة، قال البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما سيلتقي برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على هامش الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل. وقال نائب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض بن رودس للصحفيين إن أوباما سيعقد لقاءات منفصلة مع العبادي.