أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أن المملكة ترفض رفضا قاطعا أن تتحول شعيرة الحج العظيمة إلى تحقيق أهداف سياسية أو خلافات مذهبية، وأن الغلو والتطرف توجه مذموم شرعا وعقلا، ولا سبيل إلى الخلاص من هذا البلاء إلا باستئصاله دون هوادة. وأضاف - حفظه الله- ان المملكة تعتز وتشرف بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، وهو شرف خصها الله به، وقد سخرت المملكة العربية السعودية كل إمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن، والسهر على راحتهم، وتوفير كل السبل لتسهيل أدائهم مناسكهم بكل يسر وطمأنينة. جاء ذلك خلال إقامة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في الديوان الملكي بقصر منى امس، حفل الاستقبال السنوي لأصحاب الفخامة والدولة، وكبار الشخصيات الإسلامية، وضيوف خادم الحرمين الشريفين، وضيوف الجهات الحكومية، ورؤساء الوفود ومكاتب شؤون الحجاج الذين أدوا فريضة الحج هذا العام. وفي بداية الحفل صافح خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله - فخامة الرئيس ممنون حسين رئيس جمهورية باكستان الإسلامية، ونائب رئيس جمهورية السودان حسبو محمد عبدالرحمن، ودولة رئيس الوزراء بجمهورية النيجر بريجي رافيني، ودولة رئيس الوزراء وزير الدفاع الأردني الدكتور هاني الملقي، ودولة رئيس الوزراء السابق بجمهورية مالي موسى مارا، ورئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان، ورئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) المالي ايساقا سيديبي، ورئيس مجلس النواب الاندونيسي الدكتور الحاج آدي قمر الدين، ورئيس مجلس النواب الجيبوتي محمد علي حُمد، ورئيس مجلس الشيوخ الأفغاني فضل هادي مسلميار، ورئيس مجلس الشيوخ الماليزي داتوك فيغنسوان، ورئيس مجلس الشعب المالديفي عبدالله مسيح محمد، ورئيس البرلمان الاتحادي السابق بجمهورية القمر المتحدة حامد برهان وكبار المسؤولين في عدد من الدول الإسلامية. وبدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم. وقد ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - خلال حفل الاستقبال الكلمة التالية: الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم: (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالًا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق)، والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل: (من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه). إخواني حجاج بيت الله الحرام، إخواني المسلمين في كل مكان، أيها الإخوة الحضور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في هذا اليوم يوم العيد الأكبر يوم النحر، واقتداء بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يواصل حجاج بيت الله الحرام تأدية مناسكهم في أمن وطمأنينة تحيطهم رعاية الله وتوفيقه، والمملكة تعتز وتشرف بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، وهو شرف خصها الله به، وقد سخرت المملكة العربية السعودية كل إمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن، والسهر على راحتهم، وتوفير كل السبل لتسهيل أدائهم مناسكهم بكل يسر وطمأنينة، ونسأل الله - عز وجل - أن يعيننا على ذلك، والمملكة ترفض رفضا قاطعا أن تتحول هذه الشعيرة العظيمة إلى تحقيق أهداف سياسية أو خلافات مذهبية، فقد شرع الله الحج على المسلمين كافة دون تفرقة. إن الغلو والتطرف توجه مذموم شرعا وعقلا، وهو حين يدب في جسد الأمة الإسلامية يفسد تلاحمها ومستقبلها وصورتها أمام العالم، ولا سبيل إلى الخلاص من هذا البلاء إلا باستئصاله دون هوادة وبوحدة المسلمين للقضاء على هذا الوباء. إخواني المسلمين: إن الإسلام هو دين السلام والعدل، والإخاء والمحبة والإحسان، وما يشهده العالم الإسلامي اليوم في بعض أجزائه من نزاعات ومآس وفرقة وتناحر يدعونا جميعا إلى بذل قصارى الجهد لتوحيد الكلمة والصف، والعمل سويا لحل تلك النزاعات وإنهاء الصراعات، والمملكة تؤكد حرصها الدائم على لم شمل المسلمين ومد يد العون لهم، والعمل على دعم كل الجهود الخيرة والساعية لما فيه خير بلداننا الإسلامية. أيها الإخوة والأخوات حجاج بيت الله الحرام: نرحب بكم في مهبط الوحي المملكة العربية السعودية ضيوفا أعزاء، سائلين الله - سبحانه وتعالى - أن يقبل منكم حجكم ويغفر ذنوبكم، وأن يعيدكم إلى بلدانكم سالمين غانمين، وأن يعيد علينا وعلى الأمة الإسلامية هذه المناسبة العظيمة وهي في عز وتمكين، كما نسأله عز وجل أن يسود الأمن والاستقرار بلداننا والعالم أجمع، إنه سميع مجيب، وكل عام وأنتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بعد ذلك ألقى وزير الحج والعمرة الدكتور محمد بنتن كلمة رحب فيها بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد وولي ولي العهد وبأصحاب الفخامة والسمو والمعالي. وقال: (من فضل الله على بلادنا منذ أن وحدها والدكم المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله ورجاله المخلصون، وأبناء المملكة يحملون على عواتقهم بكل أمانة، وصدق، وإخلاص شرف مسؤولية خدمة الحرمين الشريفين ورعايتهما، وخدمة الحجاج والعمار والزوار، لتمكينهم من أداء نسكهم في أمن ويسر واطمئنان). وأضاف: وأبناؤكم في الميدان يواصلون هذا الواجب العظيم كما وجهتم حفظكم الله ببذل كل الجهود وتجنيد كل الطاقات لخدمة ورعاية ضيوف الرحمن، فعناية المملكة بالحاج والمعتمر تبدأ من تسهيل إجراءات حصوله على التأشيرة حتى وصوله إلى المشاعر المقدسة وتوفير جميع الخدمات التي يحتاجها الحاج لأداء النسك، مشيرا إلى أن كل ذلك يتم من خلال أنظمة الكترونية متقدمة تمكن الجهات المشرفة من مراقبة ومتابعة جودة الخدمات المقدمة للحجاج بكل دقة واحترافية، ونوه بحسن توجيه ومتابعة الأمير محمد بن نايف ولي العهد، كما نوه بدعم ومتابعة الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد. وقال: لقد واكب خدمات رحلة الحجاج رجال مخلصون أمناء على رسالتهم مدنيون وعسكريون من القطاعين العام والخاص ارتبطت حياتهم بمواقع العمل وميادين الإنتاج ومن خلال وظائفهم الإدارية، واصلوا العمل الليل بالنهار، يتقدم هؤلاء الأوفياء لدينهم وقيادتهم ووطنهم الأمير خالد الفيصل والأمير الدكتور فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينةالمنورة ورجال أمن بواسل قاموا بواجباتهم الأمنية على خير وجه، وسجلوا مواقف إنسانية رائعة سيحملها معهم الحجاج إلى بلدانهم كأجمل ذكرى. ثم ألقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى كلمة رحب فيها بخادم الحرمين الشريفين حفظه الله واصحاب الفخامة، والسمو، والفضيلة، والمعالي. ورفع باسم رابطة العالم الإسلامي، تهاني الشعوب الإسلامية لخادم الحرمين الشريفين رعاه الله ، أن بلٌغ المولى جل وعلا حجاج بيت الله هذا الموسم المبارك، تحفهم الرعاية الكريمة، والأمن والطمأنينة، مبتهجين بأداء هذه الشعيرة، منوهين بالأثر الميمون للخدمات التي قدمها أيده الله لهذه البقاع الطاهرة. وقال: «لقد حملتني الشخصيات الإسلامية التي وفقها الله تعالى لحج هذا العام في إطار رابطة العالم الإسلامي، شكرهم وتقديرهم البالغ للاهتمام الكبير الذي تضطلعون به حفظكم الله لخدمة العمل الإسلامي بعامة، والحرمين الشريفين بخاصة، مؤكدين (وهم وجوه الأمة وشهودها في العلم والدعوة والفكر باختلاف مذاهبهم تجمعهم كلمة الحق) على يُمن هذا الاستحقاق الإسلامي والتاريخي الذي انتهى إلى رعايتكم المسددة ووجدانكم الإسلامي الكبير». وقال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي: «لقد نوه علماء ومفكرو رابطة العالم الإسلامي، بدعوة المملكة إلى إيجاد تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب ودحره، وجمع الكلمة الجادة والمستنيرة للعالم الإسلامي من أجل مواجهة التطرف الإرهابي، بالتنسيق العسكري والفكري والإعلامي، مع توحيد الجهود لقطع طرق إمداده وتمويله». عقب ذلك القى وزير الشبيبة والرياضة المغربي الحسن سكوري كلمة رؤساء مكاتب شؤون الحجاج، قال فيها: يا خادم الحرمين الشريفين حفظك الله أسأل المولى عز وجل لكم دوام العزة، وأن يسبغ عليكم وعلى المملكة نعمه ظاهرة وباطنة، وأن يبقيها رافلة في حلل السلام والأمان، متمتعة تحت قيادتكم الرشيدة بدوام الرقي والاطمئنان. كما نقل للملك المفدى تحيات صاحب الجلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية، الذي تربطه بخادم الحرمين الشريفين أخوة ومحبة صافية، تعبر عمّا بين الشعبين الشقيقين في كل من المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية، من الأواصر التليدة المتميزة معبرا باسمه وباسم إخوانه رؤساء الوفود ومكاتب شؤون الحج من كافة بلاد الإسلام، ومن مختلف البلدان التي توجد بها أقليات من المسلمين عن عظيم الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين. عقب ذلك صافح خادم الحرمين الشريفين، كبار الشخصيات الإسلامية، وضيوف خادم الحرمين الشريفين، وضيوف الجهات الحكومية، ورؤساء الوفود ومكاتب شؤون الحجاج. ثم تناول الجميع طعام الغداء مع خادم الحرمين الشريفين. حضر حفل الاستقبال، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، وصاحب السمو الأمير خالد بن فهد بن خالد، وصاحب السمو الملكي الأمير منصور بن سعود بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير طلال بن سعود بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الأمير خالد بن سعد بن فهد، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، وصاحب السمو الأمير فهد بن عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد، وصاحب السمو الأمير الدكتور خالد بن فيصل بن تركي وكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة رئيس لجنة الحج بالمنطقة، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن سلطان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدون لدى المملكة وعدد من المسؤولين. الملك يغادر منى بعد إشرافه على راحة الحجاج غادر - بحفظ الله ورعايته - خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمس منى متوجها إلى جدة بعد أن أشرف - حفظه الله - على راحة حجاج بيت الله الحرام، وتنقلاتهم في المشاعر المقدسة ومكةالمكرمة وما قدم لهم من خدمات وتسهيلات مكنتهم من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة واطمئنان. وكان في وداع خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله - لدى مغادرته الديوان الملكي بمنى، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن سلطان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز مستشار سمو وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز وأصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين. وقد وصل - بحفظ الله ورعايته - الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى جدة في وقت لاحق أمس، وكان في استقبال الملك المفدى لدى وصوله عدد من المسؤولين. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين في سفره وإقامته. الملك المفدى مخاطبًا كبار الشخصيات الإسلامية في حفل الاستقبال السنوي .. ومرحِّبًا بالضيوف خلال الاستقبال