يبدأ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع زيارة رسمية للصين تستمر لمدة ثلاثة أيام، تلبية لدعوة من تشانج قاو لى نائب رئيس مجلس الدولة الصينى، وسيحضر ولي ولي العهد قمة مجموعة العشرين في مدينة هانغتشو في شرق الصين وتكتسب زيارة ولي ولي العهد أهمية قصوى مما تطرحه من ملفات غاية في الأهمية في مختلف المجالات، وعلى رأسها الملفات الاقتصادية، بما فيها طرح «رؤية المملكة 2030». وتعود العلاقات السعودية - الصينية إلى أكثر من سبعة عقود حين قررت الرياض في عام 1939م بدء تسهيل الطريق نحو علاقات سياسية مع بكين، هذا القرار استغرق 6 أعوام قبل توقيع أول معاهدة صداقة بين البلدين في الخامس عشر من نوفمبر 1946م في جدة. وتشهد العلاقات بين البلدين نموا متواصلا على جميع المستويات حيث بلغ التبادل التجاري نموا قياسيا خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث تجاوز أكثر من 70 مليار دولار، وتشهد العلاقات بين البلدين تطورا ملحوظا تعززه الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في الرياضوبكين. ورغم غياب التواصل الدبلوماسي في الفترة الممتدة من 1949م وحتى 1979م، كانت العلاقات مستمرة بين البلدين في ثلاثة اتجاهات، أولها بدء عودة أول قوافل للحجاج الصينيين في نهاية السبعينيات، وثانيها فتح طريق صادرات البضائع الصينية إلى السعودية في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، وثالثها عودة العلاقات الرسمية السياسية بين البلدين بشكل فاعل وقوي عند عقد توقيع تأسيس شراكة سياسية واتفاقية تفاهم بين الرياضوبكين في 21 يوليو 1990م. وكانت الاتفاقية حول دعم متبادل في مجال تعزيز أمن واستقرار البلدين. وفي الفترة بين 1991 و1998م شهدت العلاقات بين البلدين تطوراً ملحوظاً تلخص في 16 زيارة واتفاقيات تعاون رفيعة المستوى في مختلف المجالات، لتتوج بزيارة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يرحمه الله -، حين كان ولياً للعهد في 1998م، لتعد حينها الزيارة الأعلى مستوى من ناحية الوفد الرسمي للجانب السعودي إلى الصين، وهي الزيارة التي وصف فيها الملك عبدالله الصين: «أفضل صديق للسعودية». وكانت زيارة الرئيس الصيني السابق جيانغ زيمين إلى السعودية في 1999م هي الأعلى من الجانب الصيني، وفي 2006م كانت الصين أبرز محطة ضمن جولة خادم الحرمين الشريفين إلى الشرق الآسيوي. على الجانب الاقتصادي، تظهر البيانات والأرقام الرسمية استمرار نمو العلاقات التجارية بين المملكة والصين وتعمقها بين عام وآخر حيث وصل حجم التجارة بين البلدين الى 69.1 مليار دولار أمريكي في عام 2014، مقارنة مع 10.3 مليارات دولار أمريكي لعام 2004، وقد تضاعف هذا الرقم أكثر من سبع مرات خلال عشر سنوات. وبالنسبة لقيمة صادرات المملكة الى الصين فقد بلغت 48.5 مليار دولار، في 2014 وهي احدث البيانات المتوافرة، في حين بلغت واردات المملكة من الصين نحو 20.6 مليار دولار، وما زالت المملكة تحافظ على مركزها كأكبر مزود للنفط الخام إلى الصين، حيث صدرت 49.67 مليون طن من النفط الخام في عام 2014م. وشكلت الجذور التاريخية بنية تحتية قوية لتلاقي الطموحات والآمال وسرعت من توقيع الاتفاقيات وذلك خلال جلسة المباحثات بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في قصر اليمامة بالرياض مع الرئيس شين جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية، والاتفاقيات غطت مختلف الجوانب الاقتصادية والسياسية والثقافية. ولم تغفل هذه الاتفاقيات الجانب السياحي، ومذكرة التفاهم حول تعزيز التعاون المشترك في شأن الحزام الاقتصادي لطريق الحرير ومبادرة طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين والتعاون في الطاقة الانتاجية، حيث يعود تاريخ طريق الحرير إلى القرن الثاني قبل الميلاد، وكان عبارة عن مجموعة طرق مترابطة تسلكها القوافل، بهدف نقل البضائع التجارية بين الصين وآسيا الوسطى وبلاد الفرس والعرب وآسيا الصغرى وأوروبا، وكان من أهم هذه البضائع الحرير والخزف والزجاج والأحجار الكريمة والتوابل والعطور والعقاقير الطبية. سموه يزور باكستانوالصينواليابان ولي ولي العهد يرأس وفد المملكة في قمة العشرين بناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - واستجابة للدعوات المقدمة من كل من حكومة جمهورية باكستان الإسلامية، وحكومة جمهورية الصين الشعبية، وحكومة اليابان، غادر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع أمس الأحد 25 / 11 / 1437ه الموافق 28 / 8 / 2016م، لزيارة كل من جمهورية باكستان الإسلامية، وجمهورية الصين الشعبية، واليابان، كما سيرأس سموه وفد المملكة المشارك في قمة قادة دول مجموعة العشرين التي ستعقد في جمهورية الصين الشعبية. علاقات وثيقة بين البلدين والزعيمين الشقيقين