تعزيزا لعلاقة 7 عقود بين الرياضوبكين، يصل ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز اليوم إلى الصين الشعبية في آخر محطات جولاته الآسيوية التي شملت باكستان واليابان والهند؛ بهدف تعزيز العلاقات مع الدول في المجالات كافة. وقال السفير السعودي لدى الصين يحيى الزيد ل"الوطن"، إن الزيارة تكتسب أهمية كبرى، في ظل ما تمر به المنطقة من ظروف، مضيفا "هناك توافق بين البلدين في ملفات عدة بما يخدم مصالح كل دولة". من جهته، شدد السفير الصيني لدى الرياض لي تشينج ونيوم، على أن الرياض تعد أكبر شريك تجاري لبكين في منطقة غرب آسيا وأفريقيا خلال العقد الماضي، بدلالة أن حجم التبادل بين الدولتين بلغ 73 مليار ريال، يقابلها توسع الاستثمارات السعودية في بلاده لتصل إلى نحو600 مليون دولار. يعزز اليوم، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، علاقة سبعة عقود مع جمهورية الصين الشعبية، شملت جوانب سياسية، اقتصادية، تجارية وعسكرية. وعشية بلوغ الأمير سلمان بن عبدالعزيز العاصمة الصينيةبكين، لتعزيز العلاقات بين البلدين، قال السفير السعودي لدى الصين الشعبية يحيى عبدالكريم الزيد: "إن زيارة ولي العهد ذات أهمية كبرى، في ظل ما تمر به المنطقة من ظروف في هذا التوقيت تحديدا". وعد الزيد - الذي تحدث مع "الوطن" عبر الهاتف أمس - أن الزيارة تكتسب طابعا مهما، ينبثق من أهمية المملكة والصين، التي بدأت تأخذ مكاناً عالمياً مهماً من الناحية السياسية. ومن المقرر أن تشمل زيارة الأمير سلمان بن عبدالعزيز، التباحث في ما يقود لتوافق البلدين وبما يخدم مصالحهما، وأن ترقى بالعلاقات، عبر مباحثات سياسية واقتصادية وعسكرية. وعد السفير السعودي في بكين، أن الزيارات المتبادلة وعلى المستويات كافة، بين مسؤولي المملكة والصين، عززت العلاقات السعودية الصينية وأعطتها دفعة قوية إلى الأمام. واستذكر زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للصين الشعبية، بالإضافة إلى زيارة الرئيس الصيني السابق هو جينتاو، وتأتي هذه المرة زيارة الأمير سلمان بن عبدالعزيز كعامل يدعم ويعزز العلاقات بين السعودية والصين. وحول القضايا والملفات السياسية في المنطقة، قال السفير السعودي في بكين، "إن المملكة دولة مهمة، والصين دولة كبرى. ولكل منهما سياساتها الخاصة، ورؤيتهما الخاصة، هناك توافق بين البلدين في ملفات عدة تخدم مصالح كل دولة". وتأتي زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بعد جولة آسيوية، شملت باكستان، والهند، واليابان، وجزر المالديف قام بها الشهر الماضي. وفيما تسعى جمهورية الصين الشعبية، إلى استقطاب رؤوس الأموال السعودية، وتسعى لأن يبلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة والصين، نسبا أكبر مما هي عليه حاليا، قال السفير الصيني لدى الرياض لي تشينج ونيوم في تصريحاتٍ صحفية: "إن حجم التبادل بين الدولتين بلغ 73 مليار ريال، بنسبة ارتفاع اقتربت من 14% عن عام 2011 – 2012". وقال السفير الصيني في الرياض، إن العلاقات السعودية - الصينية امتازت بتطور وصفه ب"النوعي"، في مجالات عدة، وتمثل الرياض أكبر شريك تجاري للصين، في منطقة غرب آسيا وأفريقيا خلال العقد الماضي، هذا بالإضافة إلى كون المملكة أكبر مصدر نفطي لبلاده. وتبلغ الاستثمارات السعودية على الأراضي الصينية، ما مجموعه 600 مليون دولار، فيما بلغت الصادرات السعودية إلى الصين 7 مليارات دولار، خلال العشر سنوات الماضية، تشمل صادرات نفطية، ومواد بلاستيكية. وتعمل أكثر من 140 شركة صينية في السوق السعودية، بحجم استثمارات تجاوزت 18 مليار دولار، في مجالات "الاتصالات، والبتروكيماويات، والبنى التحتية" للمشاريع التي تشهدها مناطق المملكة. وتتنامى العلاقات السعودية الصينية التجارية والاستثمارية بشكل مطرد، شهدت قفزات عالية تجسد عمق الشراكة الاقتصادية بين البلدين، وتعكس إيمان قيادتي البلدين بأهمية تعزيز الروابط الاقتصادية بينهما بما يعود بالمنافع المتبادلة بين الشعبين الصديقين. وكان لزيارة رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو للمملكة مؤخراً، ومباحثاته مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الأثر الأكبر لمنح العلاقات بين الدولتين المزيد من الدعم والشراكة بين البلدين، خصوصا في المجالات الاقتصادية، وشهدت تطورا كبيرا في مستوى التبادل التجاري بين البلدين في السنوات الأخيرة، بصورة جعلت من المملكة أكبر شريك تجاري للصين في العالم العربي والشرق الأوسط، حيث قفز حجم التبادل التجاري بينهما في عام 2011 إلى 58.1 مليار دولار بزيادة قدرها نحو 12 مليار دولار مقارنة بعام 2010، بينما كان لا يتجاوز 6 مليارات دولار في عام 2003. وخلال زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني ومباحثاته مع خادم الحرمين الشريفين، صدر بيان مشترك، أكد عزم البلدين على توثيق الروابط الاقتصادية، خصوصاً في مجالات الطاقة والتبادل التجاري والاستثمار، وتشجيع التعاون الثقافي والسياحي والشبابي والتعليم الفني والتقني، كما اتفق الجانبان على تكثيف الزيارات المتبادلة الرفيعة المستوى والتشاور على جميع المستويات، لتبادل الآراء حول مختلف المجالات والقضايا الدولية والإقليمية بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين. ووضعت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إلى الصين في عام 2006 ومباحثاته مع القادة الصينيين أساساً متيناً لتطوير العلاقات الاستراتيجية مع الصين على مختلف الأصعدة، وكان لها تأثيرها البالغ في سبيل تطوير هذه العلاقات، والتي أسفرت عن توقيع خمس اتفاقيات للتعاون الاقتصادي والنفطي.