وسط حضور كبير، اختتمت مساء أول أمس فعاليات «حكايا مسك»، والتي تنظمها مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «مسك الخيرية»، وذلك وسط إقبال كبير، خلال الأيام الماضية. ولم تؤثر الإجازة الصيفية التي ينعم بها طلاب التعليم العام والتعليم العالي في المملكة على حجم الإقبال الواسع الذي شهدته فعاليات حكايا مسك، التي بلغ مجموع زوارها حتى انقضاء يومها الأخير حاجز ال 120 ألف زائر، حيث حطمت الرقم الذي كانت تستهدفه مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز مسك الخيرية والبالغ 100 ألف زائر في 5 أيام. وطبقا للأرقام الرسمية الواردة من الجهة المنظمة، فإن عدد زوار فعاليات مسك خلال أيام فعالياته، أخذ منحنى تصاعديا بدءا من اليوم الأول، وفي اليوم الأخير من الفعاليات، اكتملت لوحة «حكايا مسك» التي شارك فيها قرابة عشرة رسامين سعوديين، ومعهم مئات الزوار، ممن رسموا على تلك اللوحة. ولقيت الفعاليات الأربع (الكتابة، الرسم، الإنتاج، الأنميشن) حضورا كبيرا من المتدربين، شدت بها شغف مواهبهم، وتطلعات هواياتهم. وأوضح رئيس اللجنة الإعلامية ل «حكايا مسك» يوسف الحمادي أن عدد ورش العمل وحلقات النقاش المخصصة للشباب في مجالات الكتابة، الرسم، صناعة الرسوم المتحركة «الأنميشن»، والإنتاج المرئي، تبلغ 267 ورشة عمل وحلقة نقاش، فيما وصل عدد المدربين 120 مدربا ومدربة في هذه المجالات أيضاً، كانوا إلى جانب الراغبين من الزوار في الالتحاق بأي ورشة عمل أو جلسة تدريبية، أما فيما يتعلق بالأنشطة الخاصة بالطفل، فقد تم تنظيم 120 جلسة تدريبية على تأليف القصص المصورة للأطفال من سن 7 إلى 14 سنة، فيما قام على تدريبهم 20 مدربا ومدربة. وأفاد الحمادي بأن هذا الحدث الثقافي المتنوع انطلق من رؤية «مسك الخيرية» في إلهام وتحفيز وتمكين الشباب، معتبراً أن الفعاليات توفر أرضية خصبة لاكتشاف مواهب الشباب السعودي وتطويرها، إلى جانب ربط التقنية بالقصص التفاعلية المفيدة من خلال تطوير آليات عرضها، وكذلك إحياء التراث المحكي وإعادة إنتاجه رقمياً ليصبح في متناول أجيال المجتمع، مشيراً في ذات الوقت إلى أن «حكايا مسك» يضع في مقدمة أولوياته صناعة المحتوى الترفيهي ضمن قيم هادفة لفئة الشباب، والتعريف بالتراث القصصي المحلي والعالمي، وإكساب الشباب المهارات والخبرات من خلال التواصل من ذوي الخبرة والاختصاص. من جانب آخر من الفعاليات، وتحديداً في قسم «المؤلف الصغير»، فقد خرج الشقيقان فيصل ووسن الصهيل مزهوان وهما يحملان بين يديهما كتيبين صغيرين يمثلان أول قصة قصيرة تكون من بنات أفكارهما، وتعد القصتان من بين 720 قصة قصيرة، رواها أطفال ألهمهم نظراؤهم، ليكون المنتج النهائي روائيا للمستقبل، ولتشهد حكايا مسك التي احتضنتها الرياض أخيراً على تأسيس جيل جديد يجعل من القراءة والتأليف نافذة ينطلق من خلالها إلى العالم. ففي حين تشتكي الساحة الثقافية من قلة الدعم، أو غياب المحفزين، وتارة أخرى يكون التهميش حاضراً لتلك الفئة النخبوية، إلا أن جناح «المؤلف الصغير»، في «حكايا مسك» حمل راية الدعم لتأسيس ثقافة جديدة تعتمد على إلهام الأطفال لبناء جيل جديد يستمد قوته من ثقته بنفسه، وتكون بذلك شمعة مضيئة في سماء النخبة المستقبلية، تحقق أهدافاً سامية لبناء المجتمع. وتقول مسؤولة جناح المؤلف الصغير مشاعل العريفي: إن «الجناح يشهد إقبالاً كبيراً من الأطفال إذ يتجاوز عدد الزوار 1300 طفل يومياً، يتم استقبالهم على خمس مراحل طوال فعاليات الملتقى، لافتة إلى أن الجناح يعتمد على مدربات متخصصات في مجال رياض الأطفال، كما أن هناك أطفالاً محفزين لنظرائهم في بعض أقسام الجناح مثل المؤلف الصغير الذي كان نتاجه 720 قصة مطبوعة سردها زوار الملتقى من الأطفال وانتهت بطباعتها ووضع صورة المؤلف الصغير واسمه عليها ليحتفظ بها للذكرى، ولتكون محفزة له في مواصلة الاستكشاف وتنمية قدراته. وأوضحت العريفي أن جناح المؤلف الصغير يضع في اعتباره أساسيات تأهيل هؤلاء الأطفال وتحفيزهم على التفكير والإبداع، مؤكدة على مراعاته أن يكون الترفيه بهدف التعليم، وأن كل لحظة يقضيها الطفل داخل الجناح تكسبه مهارة جديدة أو تنمي موهبة في مجال يكون شغوفاً به. وبحسب مسؤول المعرض فإنه تم استقطاب عدد من الأطفال ممن يمتلكون مهارة محددة في مجال الخطابة والإلقاء، أو السرد القصصي لمساعدة المشاركين في الإبداع، وتحفيزهم ليكونوا قدوة والحذو حذوهم، مؤكدة (وهي متخصصة في مجال الطفولة) على التأثير الكبير لتلك الطريقة في مساعدتهم على استكشاف مواهبهم وتنميتها. طفلة تندهش من جمال ما ترى أطفال أبدوا إبداعا فائقا قاعة العرض المباشر اكتظت بالحضور تجاوب كبير خلال فعاليات مسك أحد الفنانين يرسم حكايا مسك يوثق حضوره وأبناءه في الفعاليات إقبال على القراءة في جناح القارئ حضور كبير شهد حفل الاختتام انبهار من الجماهير بالتقنية القادمة الأدوات والبرامج التكنولوجية تستهوي الأطفال تتأمل صورة على جوالها رسمها مبدع