خرج الشقيقان فيصل ووسن الصهيل مزهوين، وهما يحملان بين يديهما كتيبين صغيرين يمثلان القصة القصيرة الأولى من بنات أفكارهما، والقصتان من بين ال720 قصة قصيرة التي رواها أطفال ألهمهم نظراؤهم، ليكون المنتج النهائي روائياً للمستقبل، ولتشهد «حكايا مسك»، التي احتضنتها الرياض أخيراً، على تأسيس جيل جديد يجعل من القراءة والتأليف نافذة ينطلق من خلالها إلى العالم. ففي حين تشتكي الساحة الثقافية قلة الدعم، أو غياب المحفزين، وتارة أخرى يكون التهميش حاضراً عند تلك الفئة النخبوية، فإن جناح «المؤلف الصغير» في «حكايا مسك» حمل راية الدعم لتأسيس ثقافة جديدة تعتمد إلهام الأطفال لبناء جيل جديد يستمد قوته من ثقته بنفسه، وتكون بذلك شمعة مضيئة في سماء النخبة المستقبلية، تحقق أهدافاً سامية لبناء المجتمع. تقول مسؤولة جناح «المؤلف الصغير» مشاعل العريفي: «إن الجناح يشهد إقبالاً كبيراً من الأطفال، إذ يتجاوز عدد الزوار 1300 طفل يومياً، يتم استقبالهم على خمس مراحل طوال فعاليات الملتقى، لافتة إلى أن الجناح يعتمد على مدربات متخصصات في مجال رياض الأطفال، كما أن هناك أطفالاً محفزين لنظرائهم في بعض أقسام الجناح، مثل «المؤلف الصغير»، الذي كان نتاجه 720 قصة مطبوعة سردها زوار الملتقى من الأطفال وانتهت بطباعتها ووضع صورة المؤلف الصغير واسمه عليها، ليحتفظ بها للذكرى، ولتكون محفزة له في مواصلة الاستكشاف وتنمية قدراته. وأوضحت العريفي أن جناح «المؤلف الصغير» يضع في اعتباره أساسيات تأهيل هؤلاء الأطفال، وحفزهم على التفكير والإبداع، مؤكدة مراعاة أن يكون الترفيه بهدف التعليم، وأن كل لحظة يقضيها الطفل في الجناح ستكسبه مهارة جديدة أو موهبة في مجال يكون شغوفاً به. وبحسب مسؤول المعرض، تم استقطاب أطفال يمتلكون مهارات في مجال الخطابة والإلقاء، أو السرد القصصي، لمساعدتهم في الإبداع، وحفزهم ليكونوا قدوة، يحذو آخرون حذوهم، مؤكدة أهمية هذه الطريقة في مساعدة الصغار في اكتشاف مواهبهم وتنميتها.