هناك محطات كروية لا تحتاج لوقود الإثارة، وبنزين التحفيز .. فهي تفرض نفسها بتاريخها وصخبها ونجومها..!! ومحطة الهلال والنصر مساء اليوم باستاد الأمير فيصل بن فهد في الرياض .. هي من المحطات التي تفرض نفسها بدون وقود أو بنزين (إعلامي) كونها ملحمة تاريخية تجذب الجميع لمتابعتها حتى أولئك المحايدين . وما يزيد مواجهة الأزرق (الزعيم) والأصفر (الفارس) في هذا المساء قوة وإثارة وجماهيرية، أنها مباراة لا تحتمل أنصاف الحلول فهي خروج مغلوب، الفائز يصل للدور نصف النهائي لكأس ولي العهد، والخاسر يودع المسابقة. والجميل أن مواجهة هذه المسابقة تأتي و(الفارس) امتطى صهوة جواده، وعاد بريقه ، وبدأ يغازل منصات البطولات ذات النفس القصير .. خصوصا بعد جملة التعاقدات التي أجراها مؤخرا .. بعد ترتيب البيت النصراوي .. والأهم أن ثقة جماهيره عادت بنداء العقل ، وليس من باب العاطفة كما كان في السابق ، وهذا التحول مطلوب ، لأن ثقة العقل أقوى من ثقة القلب، فالأولى تعني الاستمرارية، والثانية تعني الوقفة المؤقتة . ومشكلة النصر وهذه حقيقة يجب الاعتراف بها، هي أن الهلال في السنوات الأخيرة بدأ يشكل له عقدة، وتلك العقدة فرضها النصراويون أنفسهم قبل غيرهم، من خلال إعطاء مواجهات الهلال أهمية خاصة حتى والفريق بعيد عن أجواء المنافسات. والحقيقة أيضا أن النصر ورغم تطوره في الآونة الأخيرة، فإن تعامله مع مباراة اليوم اختلف عن لغة (العنتريات) التي كان يستخدمها في أوج ضعفه، وغياب ذلك الخطاب سيقدم لنا نصرا آخر في مواجهة الهلال هذا المساء. الليلة عزف خاص أيضا في الزعيم بوجود الجابر مدربا .. إنها تعني الكثير لسجل الجابر ولجماهير الهلال .. فالفوز بالجابر مدربا سيكون مختلفا في أوساط الجماهير الهلالية ..!! أما الزعيم فهو فريق لا يشبع من البطولات والألقاب، كلما أحرز لقباً قال (هل من مزيد) وهذا التعطش للبطولات يجعل جماهير الأزرق تطوي صفحات الماضي وتفكر في فتح صفحات جديدة عنوانها الألقاب والمنصات والبطولات. الهلال والنصر محطة لها نكهتها وخصوصيتها، ولها جماهيرها التي تتخطى حدود الوطن، فهناك الكثير من أبناء الخليج يعتبرون هذه المواجهة هي ملح الكرة الخليجية، وفي كثير من دول مجلس التعاون تجد هناك الهلالي والنصراوي رغم ابتعاد الأخير عن منصات التتويج في السنوات الأخيرة.. إلا أن شعبيته التي تحصل عليها في زمن الرمز الأمير عبد الرحمن بن سعود (رحمه الله) ونجم النجوم ماجد عبد الله والموسيقار فهد الهريفي مازالت مستمرة ومتوقدة .. !! مواجهة هذا المساء قد تعزز مأساة النصر في مواجهة غريمه .. فخسارته ستثبت للمحايدين .. أن النصر حمل وديع أمام الأزرق حتى ولو أن الأخير في أسوأ حالاته .. بل في أوج نقصه عناصريا .. وفقده لمستوياته وعنفوانه ..!! لقد نجح النصراويون في مدة وجيزة أن يقرنوا الكلام بالعمل من خلال صفقاتهم الناجحة مؤخرا .. وهذه العملية هي من المرات النادرة التي تلامس فيها الإدارة النصراوية قلوب جماهيرهم بالفعل السريع والكلام القليل .. وبحق كانت مفاجأة للوسط الرياضي .. وتحسب من وجهة نظري لأريحية الرئيس فيصل بن تركي الذي فتح المجال لكل النصراويين للعمل من أجل فارس نجد .. بالإضافة إلى جلد وصبر الأمير الوليد بن بدر في إنهاء العديد من الأمور المعلقة بناديه ..!! الليلة عزف خاص أيضا في الزعيم بوجود الجابر مدربا .. إنها تعني الكثير لسجل الجابر ولجماهير الهلال .. فالفوز بالجابر مدربا سيكون مختلفا في أوساط الجماهير الهلالية ..!! يكفي أن يكون طرفا سهرة الليلة الهلال والنصر .. لتكون سهرة فنية خاصة، ولغة جماهيرية مميزة.