ثلاث مباريات أقيمت الأسبوع المنصرم كلها عظات وعبر لكل من يعتبر، اثنتان منها مبرمجتان في المرحلة العاشرة لدوري زين والثالثة مؤجلة من الجولة الثانية ولتكن البداية مع المباراة المؤجلة التي جمعت الاتحاد بالفتح في جدة التي قدم فيها الفريق الثاني مستوى فنيا مذهلا ودروسا فنية مجانية لكل من يريد تطبيق درس في مواجهة الفرق الكبيرة ومجاراتها، بل وحتى التفوق عليها على الرغم من فارق الإمكانيات من حيث التمرس الميداني والسجل البطولي، وأعتقد أن فريق الفتح قدم ومازال يقدم دروسا مجانية من هذا النوع، فقد تمكن هذا الفريق الطموح من الإطاحة بجميع الفرق الكبيرة باستثناء الهلال وكان آخرها هذا الموسم النصر والاتحاد . إن ما يجعل المتابع يقف تقديرا واحتراما لفريق الفتح أنه يمتلك مدربا يقدر إمكانيات وقدرات لاعبيه ويعرف كيف يوظف تلك الإمكانيات والقدرات لتحقيق نتائج ربما قدمت فريقه من مراكز الوسط والدفء إلى مراكز المقدمة، وسيظل فريق الفتح شبحا للكبار وإذا كان فريق الطائي يعرف سابقا بصائد الكبار فإنني أتشرف بأن أطلق على الفتح لقب ( شبح الكبار ) بعد أن تشرفت بإطلاق لقب النموذجي عليه منذ فترة طويلة وهو يستحق اللقبين معا. أما المواجهة الثانية التي يجب التوقف عندها فهي مواجهة الاتفاق والرائد التي انتهت بتعادل الفريقين بهدف لهدف، وفي تلك المواجهة عبرة وعظة للاتفاقيين فليس من المعقول أن يفرط الفريق المتصدر في نقاط سهلة أو دعونا نقول شبه السهلة، وأتمنى ألا يفهمني عشاق رائد التحدي خطأ فهو فريق كبير وعريق ويستحق أي نتيجة إيجابية يحققها وأمام أي فريق، لكنني أقصد أن فريق الاتفاق متصدر الدوري قبل المباراة فرط في تعزيز صدارته لدرجة أن النواخذة لعبوا المباراة وكأن الصدارة لا تعني لاعبيه الذين فقدوا حلول الفوز بطريقة غريبة أو حتى جماهيره التي غابت عن اللقاء بصورة أكثر غرابة. إذا كانت نظرة الاتفاقيين «إدارة ولاعبين وجماهير» تتمحور في صعود منصة التتويج كأبطال للدوري فإن الأمر يتطلب عدم التفريط في النقاط خاصة عندما يواجهون فرق الوسط والمؤخرة كون الفوز على الأقوياء والمنافسين أمرا صعبا، لكن الفوز على غير المنافسين على البطولة من فرق الوسط والمؤخرة هو الأصعب. أما المواجهة الثالثة التي يجب التوقف عندها فهي مواجهة الديربي بين النصر والهلال التي انتهت بفوز الفريق الثاني بثلاثية نظيفة وفي تلك المباراة دروس وعبر للطرفين، فالهلاليون أعطوا درسا مجانيا بأن الزعيم الكيان فوق الأفراد، حيث لم يتأثر الفريق الهلالي بغياب الكاميروني إيمانا الذي يحمل اعتقادا خاطئا بأنه أكبر من الفريق، وقد أعطى الهلاليون الدرس الثاني لإيمانا وغير إيمانا بأن الكيان فوق الجميع وهذا سر نجاح الفريق الهلالي، وثمة درس آخر قدمه الهلاليون في المباراة وهو أنه سيطر سيطرة تامة ومطلقة على ديربي الرياض وليس هذا هو الجديد، فالهلال فارض سطوته على الديربي منذ سنوات ، لكن الجديد هو مشاركة موهبتين من أبناء النادي الصاعدين ( محمد القرني سالم الدوسري ) وهذا ما كان يجب أن يفعله النصر خاصة أن تاريخ الصلاحية الفنية قد انتهت لعدد كبير من لاعبيه الذين تعاقد معهم بأسعار خالية من الأندية الأخرى. قبل الوداع .. مجموعة من اللاعبين غير المبالين يأخذون كروتا مجانية وعندما تحتاجهم فرقهم في مباريات مهمة ومفصلية لا يجدونهم بسبب الإيقاف ولو وجدت العقوبة الرادعة لهم لما ارتكبوا تلك الحماقات التي بسببها تحصلوا على الإنذارات المجانية وللثقافة الاحترافية دور كبير في ذلك فليس من المعقول أن يأخذ اللاعب الملايين ( اللهم لا حسد ) وعندما يبحث عنه فريقه في مباراة مهمة لا يجده. خاطرة الوداع .. رسالتك النصية فيها تهمة خطيرة للنادي الكيان، أتمنى مراجعة حساباتك يا صديقي. [email protected]