«فلان هذره».. مصطلح دارج، أي كثير الكلام، يتداوله العامة على من لا يستطيع إيصال فكرته ومعناه إلا بعد فاصل كلامي ممل وطويل. وهذه الصفة من المثالب المعابة على أصحابها حيث يلف «المهذار» ويدور في ما يشبه الدوائر المفرّغة مع استمرائه لهذا النهج في كل مجالسه. وقياساً على هذه الحالة نجد في الساحة الأدبية الموازية أن بعض الشعراء الموازيين يسرفون في الطرح الشعري ويتباهون بذلك من حيث إطالة النص أبياتاً وقصره معنىً وجمالاً وجاذبية، وذلك لا يقوم به إلا فئة من الشعراء المفرّغين ثقافة والقليلين حكمة والموتورين بحب التفرد وإن كان من باب «خالف تعرف»، وهؤلاء لا يدركون السر في معنى الفن البلاغي حيث إيصال المعنى بمختصر الكلام وهو ما يُحقق مفهومنا ل «الإيجاز إنجاز» وقد أضيف له «الإيجاز إنجاز يحقق الإعجاز». فالشاعر المتمكن يصل بنصه الشعري الموازي لكل متلقيه بأسهل وأقصر عبارة وأوضح صورة، وأقل أبياتًا، وهنا يتحقق الأسلوب البلاغي إذ إنها عندما تتسع الرؤية تُختصَر العبارات! والطول والقصر لا يمكن أن يكونا من معايير تقييم الشعر البتة، فالقصيدة الموازية الناجحة والتي تلقى القبول هي التي تلامس حواس المتذوق والناقد بعيدًا عن خاصيتي الطول والقصر، لذا فالمطلوب الشعر البلاغي، بمعنى الابتعاد عن الطويل الممل والقصير المخل. فكم من قصيدةٍ طالت حشواً وقصرت جمالاً وكم من قصيدةٍ قصرت أبياتاً وفسدت معنىً.. لذلك نحن مع الشعر فقط! آخر العِلْم: الوطن فينا وحنا في وطنّا ما نوالي كود حكّام الحزيره السعودية لنا من يوم كنّا دونها ارجالٍ هقاويها كبيره