من خصايص عنود الصيد كثر الطواري عادة الظبي يجفل لا تحرك ظلاله ما يصيد الجوازي كود بخْص وضاري القنص بالركادة والتسرّع جهالة. هكذا أبدع عملاق الشعر الشعبي في العقود الأخيرة (دايم السيف) في تجديد الصورة الشعرية الموازية بكل أركانها ووفقا لمقتضيات التطور البنائي والفني والمعنوي للشعر الموازي خلال مراحل زمنية متوالية.. فما الصورة الشعرية؟ (إن من البيان لسحرا ..) وقد قيل: إن البيان المقصود به في هذا السياق دلالته الصورة الفنية والصورة الشعرية .. فالصورة الفنية تتعلق بالتجربة الشعورية نثرا كانت أم شعرا ككل. أما الصورة الشعرية فتتعلق بإبداع الشعراء في فن القصيدة الشعرية التي نعرّفها على أنها.. (تركيب لغوي يمكّن الشاعر من تقريب معنى عقلي وعاطفي متخيل ليكون المعنى متجليا أمام المتلقي، حتى يتمثله بوضوح ويستمتع بجمالية التصوير، وتعتمد التجسيد والتشخيص والتجريد والمشابهة). و بما أن لسان الشعر أبلغ من النثر فإننا نجد في إيراد هذه المقطوعات الشعرية التالية شيئا من التوصيل الأمثل لمفهوم الصورة الشعرية في الشعر الموازي .. اشتاق له شوق المحبين لليل وارتاح له راحة دموع الحزيني لا صار جنبي لو سنه وقتي بخيل ولا غاب لو لحظات صارت سنيني قالوا يحبك قلت هذا هو الويل ما ودي أنشد ثم رفضه يجيني وأهدم رجاي بدبرتي مثل ما قيل والأفضل أحيا بالأمل لو لحيني يا حبكم يا ناس للقال والقيل و الأمر لو هو سهل يصبح مهيني خلوني أحيا في الوهم يا عواذيل وش دخلكم والأمر بينه وبيني سعود بن بندر شاعر الأحزان، حيث طاف بنا في أرجاء الشعر الموازي في فترة زمنية مقتضبة قبل أن تتخطفه يد المنون ، أثرى ميادين العاطفة وحاصر حواضر المشاعر وفتق أكمام الإبداع فازدهرت بين يدي بيانه آليات جديدة في رسم الصور الشعرية العقلية والعاطفية واقعيا وتخيلا. وفي المقطوعة السابقة تنوعت الصور من حيث الجماليات كما في هذا البيت ( لاصارجنبي لوسنه وقتي بخيل..) أو من حيث البلاغيات البنائية ( وش دخلكم والأمر بينه وبيني) حيث التساؤل الأهم والاختزالي للموقف برمته، إذ تكمن البلاغة ! وفي حالة استشرافية أخرى في طور بحثنا في ثنايا الابداع الشعري عن الصور الشعرية المتجددة ومجدديها من رواد الشعر الموازي الإقليمي نلتقي مع نماذج تجديدية في شعر مروّض الصعاب سمو الشيخ محمد بن راشد عبر هذا هذه الأبيات ... ياحلاة اللي نظرته ياحلى من جماله يبهر الكون العظيم جل من صور وسبحانه عطى الجمال اللي به العالم حليم قلبي بحبه وعن غيره ابى موهبه من عندي ليلاه الكريم إن تكلم بالهداوه مهذبا يبتسم كن الخلود بها نعيم لا ولا خبر لفاني من سبا يحمله عاجنح الطير الحكيم م اليوازي مثل مفرود الظبا بالجمال وعازل الصوت الرخيم كم جنيت ونلت من صبري هبا حيلتي لله من لي يانديم وكم مشيت وذقت ملموس الحفا قارص الرمضا وحفيان الحميم ثاير العسجد على غصن الصبا والعساجد في سوالي ياهميم إن عطيت الجيم مني لك نبا وان عطيت الكاف كافي يافهيم ( ياحلاة .... ياحلى) يتمثل التصوير الجمالي في التشبيه الحرفي والاشتقاق البنائي ، وفي البيت (لا ولا خبر لفاني من سبا ... يحمله....الطير...) صورة شعرية ذات بُعد تشبيهي تأريخي، ( ملموس الحفا...) تصوير شعري يستمطر الذاكرة ويستدعي التجربة. استخدم الشاعر لتقريب المعاني مفردات عصرية وسياقات مستحدثة وسافر في مساحات تخيلية بِكْر..! همسة وجدانية: أدري دموع الغلا فيها مزايا وادري بدمع الشره حاجه خفيّه.