بحسب ما يجري هذه الأيام في ساحة الانتخابات الأمريكية تعتبر هذه الفترة أكثر حيرة مر بها الناخب الأمريكي منذ زمن طويل. ففي هذه المرة قد تدخل أمريكا في شيء جديد وذلك بتولي امرأة وزوجة رئيس سابق رئاسة أقوى دولة عسكرية واقتصادية في العالم والأكثر تأثيرا. فلو فازت السيدة هيلاري كلنتون بكرسي الرئاسة فستكون قد دخلت أبواب التاريخ من أوسع أبوابه في خطوة مماثلة عندما تم انتخاب السيد باراك أوباما كأول رئيس من أصول أفريقية واحتمالية تم ترديدها وهي كونه معتنقا للإسلام. وأما الخيار الأمريكي الآخر فهو السيد دونالد ترامب وهو رجل أبعد ما يكون عن السياسة. ولهذا كانت تصريحاته عن العرق الأسود واللاتيني والنساء والمسلمين غريبة لدرجة أن الكثير توقع عدم وصوله حتى لمرحلة ما بعد إعلان الترشيح ولكن تفاجأ العالم قبل عدة ايام بعد أن أصبح واضحا أنه أحد اثنين ولا ثالث لهما فيما يخص الانتخابات الأمريكية. والغريب في الأمر أن المحللين السياسيين ومن يعرف دهاليز السياسة لا يريد أن يرى شخصا مثل دونالد ترامب في البيت الأبيض، ومع ذلك قال الرجل والمرأة في الشارع الأمريكي كلمتهم. وفي الأسابيع القليلة القادمة وقبل الذهاب إلى صناديق الاقتراع في شهر نوفمبر سيقوم كل من السيدة هيلاري كلنتون والسيد دونالد ترامب بالحديث عن أهم نقطة تهم الشارع الأمريكي وهي فيما يخص الاقتصاد والضرائب والنظام الصحي. وفيما يخص السياسة الخارجية فهذا آخر شيء يفكر فيه المواطن الأمريكي لأن الحديث في السياسة الخارجية يتركها رجل الشارع للساسة في العاصمة الأمريكية ولا يعيرها اي اهتمام. وللعلم فالعالم حاليا يتابع باهتمام ولكن بحذر ما يجري في الساحة السياسية الأمريكية رغم علمه بأن السياسة الأمريكية تمشي في خط واضح المعالم للكثير من المراقبين ولكنهم ينتظرون بعض ما يسمى (دوكترين) يقوم بتبنيه الرئيس والذي هو عبارة عن خطة عامة لشيء ما. وعادة ما يكون له تأثير على مجريات الكثير من الأمور الخارجية والداخلية. ولكن ما يخيف الناخب الأمريكي هو أنه مضطر لانتخاب إما هيلاري أو دونالد. فهيلاري لمع نجمها بسبب كونها كانت زوجة رئيس سابق ودخلت السياسة عبر ولاية نيويوك. وأما ترامب فهو لم يدخل في المعترك السياسي ويجهل كواليسه مهما كانت شعبيته التي كسبها عبر التلاعب بمشاعر الناخب الأمريكي فيما يخص وضع الأجانب ومن يعتبرهم دخلاء على مجتمعهم، إضافة لأنه بدأ يتحدث عن الاقتصاد بصيغة قديمة جدا لا يزال الأمريكي يتذكرها وهي إعداة الحلم الأمريكي الذي أصبح ماركة عالمية في وقت من الأوقات رغم أنه لا يزال قائما في كثير من الأحيان. ولكن تبقى حقيقة أن الكثير في الداخل الأمريكي كانوا ولا يزالون يتمنون وجود بديل آخر وخاصة لدونالد ترامب. وللعلم فهذه المرة قد تكون الناخبة الأمريكية هي من ستحدد من سيكون الرئيس القادم.