قال علماء بريطانيون، أمس: إن عدوى «زيكا»، التي تجتاح أمريكا اللاتينية يرجح أن تنتهي بين عامين وثلاثة أعوام بناء على الحقيقة القائلة إن الناس تتطور لديهم مناعة من الفيروسات بعد انتشارها في البداية. وقدر الباحثون، الذين نشرت أعمالهم في دورية ساينس العلمية أن عدوى المرض الذي ينقله البعوض ستنتشر في الدول المتأثرة به إلى الدرجة، التي تتكون فيها لدى السكان ما تسمى «مناعة القطيع». ويحدث هذا عندما تتكون لدى نسبة كبيرة من السكان مناعة من عدوى سواء من خلال تطوير مناعة طبيعية أو من خلال التطعيم، الذي يجعل حدوث عدوى أوسع أقل ترجيحا. وذكر الباحثون أن هذا سيمنع انتقال فيروس «زيكا» لعقد من الزمن على الأقل مع حدوث العدوى على نطاق صغير وبشكل متقطع. ومن المقرر البدء في اختبار لقاح تجريبي مضاد لفيروس «زيكا» على البشر في الأسابيع المقبلة، وذلك بعد الحصول على الضوء الأخضر من مسؤولي الصحة بالولايات المتحدة. وقالت شركة الأدوية «إنوفيو»: إنها حصلت على تصريح من إدارة الأغذية والعقاقير للبدء في اختبارات سلامة في المراحل الأولية للقاح، الذي يعتمد على الحمض النووي والمضاد للفيروس الذي ينقله البعوض، وفق ما ذكرت «سكاي نيوز» عربية. ويضع هذا الأمر الشركة في المقدمة أمام الباحثين في المعاهد الوطنية للصحة، الذين قالوا إنهم يتوقعون البدء في اختبار لقاح فيروس «زيكا» خاص بهم، الذي يعتمد على الحمض النووي بحلول أوائل فصل الخريف. ويعمل اللقاح، الذي أنتجته الشركة على تقوية جهاز المناعة لمواجهة «زيكا» عن طريق إدخال مواد معدلة وراثيا تشبه الفيروس. وذكرت «إنوفيو» أن الحيوانات، التي خضعت للاختبار باللقاح أفرزت أجساما مضادة وخلايا أخرى لمهاجمة «زيكا». وتعمل المعاهد الوطنية للصحة على تطوير عقار للعلاج من فيروس «زيكا» من خلال مبادلة المادة الوراثية في لقاحها التجريبي الخاص بفيروس غرب النيل. وتخطط «إنوفيو» وشريكتها «جنيوان لايف ساينس» للبدء في دراسة تشمل 40 شخصا لتحديد الجرعة الأكثر أمانا للقاح في الأسابيع المقبلة. وقال مسؤولو الشركة: إنهم يتوقعون التوصل إلى نتائج الدراسة بحلول نهاية عام 2016، فيما لا يوجد حاليا أي أدوية أو لقاحات مرخصة للعلاج من زيكا. وتتطلب عملية تأكيد سلامة وفعالية أي مضاد لفيروس زيكا دراسات كبيرة، أما مدى سرعة أداء عمل كهذا فتعتمد جزئيا على ما إذا كان زيكا سوف ينتشر على نطاق واسع في عام 2017 أم لا. وأصبح زيكا وباء في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي منذ الخريف الماضي، ولا يتوقع المسؤولون تفشيا كبيرا للفيروس في أميركا الشمالية، لكن من المرجح ظهور بعض الحالات مع ارتفاع درجات الحرارة وانتشار البعوض.