القول إن حزب الله اللبناني الإرهابي وحكام ايران يمثلان وجهين لعملة واحدة هو قول لا يجانبه الخطأ، ذلك أن تصرفات الحزب عبر تدخلاته السافرة في الشأن السوري وفي الشأن العراقي وتأييده المطلق للميليشيات الحوثية والمخلوع صالح باليمن ومناصرته للحركات الارهابية في ليبيا هي تصرفات تؤكد أن ايران نصبت الحزب نائبا لها في المنطقة ليتحرك وفقا للأجندة الفارسية التي تحلم بتوسيع النفوذ والسيطرة على دول المنطقة. لم يعد خافيا علي أي مراقب سياسي تلك التحركات التي لم تعد مشبوهة لحزب الله في محاولة مكشوفة لزعزعة أمن دول المنطقة وإدخالها في نفق من الاضطرابات والأزمات والفتن ونشر بذور الطائفية البغيضة في كثير من أمصار وأقطار المنطقة بإيعاز واضح من حكام طهران، فهو يمثل عمالة حقيقية لايران التي تحاول بسط نفوذها وسيطرتها على دول المنطقة والتدخل السافر في شؤونها الداخلية. وليس بخاف أن حزب الله يقف خلف الحركات الارهابية في دول المنطقة، فيهم إيران أن تغذي تلك الحركات وتعمل على نشرها في دول مجلس التعاون وفي دول المنطقة الأخرى، وما يحدث في البحرين بين حين وحين يدل بوضوح على تورط حزب الله وتورط ايران في تلك الأحداث باعتراف من يتم القبض عليهم متلبسين بجرائمهم المخلة بأمن البحرين واستقراره ومحاولة خدش نسيجه الاجتماعي ووحدته الوطنية. والعلاقة بين حزب الله وايران قديمة ويمكن تحديد زمنها باعلان قيام الحزب في لبنان، فالعلاقة تتضح من خلال مد ايران هذا الحزب بالأموال والأسلحة لتسهيل ارتكابه جرائمه الشنيعة في المنطقة، وما لم تستطع ايران فعله في لبنان وسوريا فان الحزب يقوم نيابة عنها بتنفيذ مخططاتها الاجرامية لزعزعة الأمن اللبناني ودعم النظام الأسدي ليستمر في انتهاكه أرواح السوريين وتشريدهم وحصار مدنهم وتجويعهم. تلك العلاقة القديمة الجديدة بين الحزب وايران ما زالت تؤجج مختلف الصراعات الدائرة في دول المنطقة، وما زالت تهدد أمن وسيادة دول مجلس التعاون، بما يؤكد أهمية تضافر كافة الجهود الخليجية والعربية لوقف المد الايراني سواء من قبل الايرانيين أو عبر عميلهم حزب الله في المنطقة، فهما متورطان دائما في مختلف الجرائم التي تمور على الساحة العربية والخليجية. وما زال حزب الله يدافع بشراسة عن ايران وتطلعاتها في المنطقة حيث تحلم باقامة الامبراطورية الفارسية على كل الأراضي الخليجية والعربية، وليس أدل على ذلك من تشبث ايران بالجزر الاماراتية الثلاث ورفضها تحويل القضية لمحكمة العدل الدولية، كما أن سيطرتها على الأحواز العربية ورفضها الانسحاب منها يدل دلالة واضحة على الأحلام الايرانية التوسعية في المنطقة. وليس سرا القول إن حزب الله هو الداعم الحقيقي لكل التطلعات الايرانية الجائرة في المنطقة، فهو مؤيد لاحتلال ايران للجزر الاماراتية وللتعسف الايراني مع سكان الأحواز العرب، وما زال يؤيد التحركات الارهابية لمناصرة المخربين والعابثين بأمن البحرين واستقراره، ويقف وراء الصوت الايراني الداعم للنظام الأسدي الغاشم، ولكل الحركات الارهابية التي تظهر بين حين وحين في دول المنطقة والخليج لزعزعة أمن واستقرار هذه الدول والعبث بسيادتها ووحدتها الوطنية.