إلحاقا بمقالة الأسبوع الماضي والتي تطرقت فيها إلي إقرار تعديلات في الحقوق المدنية للمرأة السعودية بشأن جواز السفر وإلغاء شرط ولي الأمر. كلنا يعلم أن الإسلام جاء ليعلن للبشرية جمعاء في وضوح (إنما النساء شقائق الرجال)، فالمرأة هي النصف الآخر، ولم يترك الإسلام المرأة تحت سلطان الرجل المطلق كما كان الحال في الجاهلية، بل رفع منزلتها وعمل على تحريرها من تلك السلطة المتطرفة التي كانت ترزح تحتها، كما أن الإسلام لم يورد حقوق المرأة بشكل عموميات وإنما فصل تلك الحقوق وبين الكثير من الواجبات التي رسمت صورة واضحة للمرأة كإنسانة مشاركة للرجل في مجالات الحياة التي تتفق وطبيعتها، والإسلام بذلك يكون قد قدم للبشرية فتحا مبينا، ومن الحقوق التي أقرها الإسلام للمرأة والتي أصبحنا اليوم نجدها قضايا شائكة: 1 المساواة في الإنسانية، فبعد أن كان ينظر لها نظرة احتقار وازدراء أو أنها جسد بلا روح أعلن الإسلام إنسانيتها وكرامتها قال تعالى: (يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء)، مازال الكثير من الرجال السعوديين يقول عن المرأة (وأنت بكرامة)! 2 حرية التعاقد والتملك، سواء أكان في البيع أوالشراء، فقد نص القرآن الكريم صراحة على حقها في التملك فقال تعالى (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن) «ونحن إلى الآن نحرم من حقوقنا بسبب وكالة لولي أمر»، وحتى في الزواج ولا يملك أب أو ولي أن يكرهها على الزواج بغير من ترضاه، قال عليه الصلاة والسلام (لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن) ويروي ابن ماجه، واحمد والنسائي عن عبدالله بن بريدة عن أبيه قال: (جاءت فتاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: إن أبي زوجني من ابن أخيه ليرفع بي خسيسته قال: فجعل الأمر إليها فقالت: قد أجزت ما صنع أبي ولكن أردت أن أعلم النساء: أن ليس إلى الآباء من الأمر شيء) 3 حق العلم فقد أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بتعليم المرأة (ونحن ما زالت الطالبة يطلب منها موافقة ولي الأمر)! 4 حق الميراث قال عز وجل: (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا). 5 حق العمل بأن ينسجم العمل وطبيعة المرأة، وهكذا نرى أن الاسم قد رفع من شأنها وأحلها مراكز لأنها نصف المجتمع، أن الإسلام دين مساواة وعقيدة وحرية للمرأة والرجل معا وفق شروط ربانية سهلة ومرنة. هل بعد ما تقدم المرأة المسلمة تحتاج لولي الأمر الذي هو الآن يرى، «الرجال قوامون على النساء»، دون أن يستدرك بقية الآية (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم) [النساء: 34]. والانفاق هو شرط القوامة وبس.