وسط سخط المعارضة السورية والشعوب العربية، تتجه الجامعة العربية لتمديد مهمة المراقبين العرب في سوريا، على الرغم من أن وجود المراقبين لم يثمر عن أية نتائج ولم يثن النظام السوري عن الاستمرار في عملياته القمعية واستمرار عمليات القتل في شوارع المدن الثائرة، ونشر قواته العسكرية ومحاصرة المدن وزجّ مواطنيه بالجملة في السجون.. وتشكّك المعارضة في أن نظام الرئيس بشام الأسد قد نجح في تحييد المراقبين والسيطرة عليهم، واصبحوا واحدة من أدوات النظام لتبرير عمليات القتل، نظرًا لأن النظام يتحكّم بحركة المراقبين ويوجّههم فقط للأماكن التي بودهم زيارتها، ويمنعهم، بأساليب مختلفة، من زيارة الأماكن الساخنة أو شوارع تتمركز بها قوات عسكرية، وميليشيات النظام المتحفزة لقمع المواطنين. ويتوقع مراقبون أن يمدد وزراء الخارجية العرب مهمة المراقبين بعد الاستماع إلى تقرير رئيس البعثة الفريق السوداني محمد الدابي الذي تتهمه المعارضة بالانحياز إلى جانب النظام، مما يعني، طبقاً للمعارضة السورية، إعطاء مهلة أخرى للنظام السوري كي يصفي حساباته مع المدن الثائرة. وقالت متحدّثة باسم المجلس الوطني السوري يوم السبت إن المجلس، وهو المجموعة الرئيسية في المعارضة، قد طلب رسميًّا من الجامعة العربية إحالة القضية السورية إلى مجلس الأمن، بالنظر إلى قناعة المعارضة بفشل المراقبين العرب في إيقاف آلة القتل السورية، ولم تحدث أية تطوّرات إيجابية منذ وصولهم إلى سوريا، وبالنظر إلى الموقف المريب لرئيس المراقبين من المراقبين الذين شهدوا بارتكاب النظام السوري لجرائم ضد المدنيين في سوريا. وقتل المئات خلال مهمة المراقبين في سوريا التي استمرت شهرًا والذين جاءوا لتقييم مدى التزام سوريا بتنفيذ مبادرة الجامعة العربية التي جرى اقرارها في اوائل نوفمبر.وحاولت سوريا - التي تحرص على تفادي عقوبات اكثر صرامة من الجامعة العربية او الاممالمتحدة - اظهار التزامها بمبادرة الجامعة العربية التي تطالبها بوقف اراقة الدماء وسحب القوات من الشوارع والافراج عن المعتقلين والسماح للمراقبين العرب ووسائل الاعلام بالدخول الى أراضيها علاوة على بدء حوار سياسي مع المعارضة. قال مصدر دبلوماسي عربي ان الجامعة العربية تتجه للابقاء على مراقبيها في سوريا في ظل غياب توافق عربي أو عالمي بشأن كيفية حقن الدماء في سوريا. ورغم مواصلة قوى غربية انتقاداتها الحادة لما وصفه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بقمع الاسد الوحشي لخصومه الا انها فشلت في التغلب على معارضة من الصين وروسيا لاصدار مجلس الامن قرارًا يدين سوريا او يفرض عقوبات مالية عليها. استهداف سجناء وعلى الصعيد الميداني اعلن مصدر حقوقي أمس ان عبوة ناسفة انفجرت بحافلة كانت تقل سجناء في محافظة ادلب مما اسفر عن مقتل 15 سجينًا فيما افاد مصدر رسمي عن مقتل 14 موقوفًا واصابة 26 آخرين و6 من عناصر الشرطة المرافقة. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان «ارتفع الى 15 عدد الشهداء الذين قتلوا خلال انفجار عبوة ناسفة بحافلة كانت تقل مساجين على طريق ادلب قرية المسطومة» (شمال غرب) مشيرًا الى «عشرات الجرحى بعضهم في حالة حرجة». وزعمت وكالة الأنباء السورية الرسمية ان «مجموعة ارهابية مسلحة استهدفت سيارة تابعة لقوات حفظ النظام تنقل موقوفين بين اريحا وادلب في منطقة المسطومة ما ادى الى مقتل 14 واصابة 26 من الموقوفين».ونقلت الوكالة عن مصدر رسمي ان الاستهداف تمّ على مرحلتين «ما ادى الى وقوع هذا العدد من القتلى والجرحى» موضحًا ان «ستة من عناصر الشرطة المرافقين لسيارة نقل الموقوفين اصيبوا وجراح بعضهم خطيرة». كما استهدفت المجموعة ايضًا «سيارات الاسعاف التي قدّمت لإسعاف المصابين» بحسب الوكالة. وفي ريف دمشق، افاد مدير المرصد في اتصال هاتفي لوكالة فرانس برس ان «رجال الامن اطلقوا النار على مشيّعيين شاركوا في جنازة شخص قتل في دوما يوم امس الأول (الجمعة) مما اسفر عن جرح 25 شخصًا بينهم 4 بحالة حرجة». واشار عبدالرحمن الى ان «نحو 20 الف شخص شاركوا في التشييع». وفي محافظة ادلب، افاد المرصد في بيان عن «اشتباكات عنيفة بين الجيش ومجموعات منشقة في بلدة كفرنبل بجبل الزاوية استخدم خلالها الجيش الرشاشات الثقيلة» مشيرًا الى «مقتل عنصر امن على الحاجز الغربي في البلدة». معارك بين الجيش والمنشقين واضاف المرصد في بيان منفصل ان «اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش ومجموعات منشقة بين بلدتي احسم والبارة بجبل الزاوية» مشيرًا الى انه «لم ترد اي انباء حتى اللحظة عن اصابات». كما عثر على جثامين ثلاثة عسكريين بينهم ضابط برتبة ملازم اول على مفرق قرية بابولين، بحسب المرصد. ونفذت قوات الامن السورية فجر أمس حملة اعتقالات في قرية ابلين بجبل الزاوية واعتقلت سبعة مواطنين اربعة منهم من عائلة هرموش، بحسب المصدر ذاته.ومنذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف اذار/ مارس سقط اكثر من 5400 قتيل حسب الاممالمتحدة، واعتقل عشرات الآلاف بحسب المعارضة.