دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن الدولي للتحرك بجدية لحل الأزمة في سوريا بعد أن وصلت الأحوال فيها الى وضع غير مقبول، كما دعا بعثة المراقبين العرب الى التحرك، مجددا مطالبته رئيس النظام السوري بشار الأسد أن يكف عن قتل شعبه بعد سقوط نحو ستة آلاف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى والمفقودين والمعتقلين والمشردين منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في منتصف آذار / مارس. وقال في مؤتمر صحفي على هامش حضوره قمة للطاقة في أبوظبي مساء الإثنين: الوضع بلغ نقطة غير مقبولة لا يمكن لنا معها أن نسمح باستمرار الوضع على هذا المنوال .. آمل بصدق أن يقوم مجلس الأمن بمعالجة (هذه الأزمة) بطريقة جدية ومنسقة. ، مضيفا «أعرف أن هناك بعض الخلافات في الرأي بين أعضاء مجلس الأمن، إلا أن عدد الضحايا بلغ حدا غير مقبول، ولا يمكننا أن نترك الوضع يتواصل على هذا النحو». وكانت روسيا والصين استخدمتا حق النقض في مجلس الأمن في تشرين الأول / اكتوبر الماضي لمنع صدور قرار يدين النظام السوري. وفي منتصف كانون الأول / ديسمبر قدمت موسكو مشروع قرار الى مجلس الأمن يدين العنف من جانبي النظام والمعارضة على حد سواء، الأمر الذي رفضته الدول الغربية. وطلبت الولاياتالمتحدة من روسيا التخلي عن مشروع قرارها ودعم إصدار قرار أكثر حزما أعدته واشنطن بالتعاون مع دول أوروبية عدة. وقال كي مون «اعرف ان هناك بعض الخلافات في الراي بين اعضاء مجلس الامن، الا ان عدد الضحايا بلغ حدا غير مقبول، ولا يمكننا ان نترك الوضع يتواصل على هذا النحو».وأضاف بان كي مون أيضا «لقد دعوت الرئيس (بشار) الأسد باستمرار الى وقف القتل (...) والاستماع الى شعبه». وقال «يتعين على المسؤولين أن يكونوا دائما على اتصال مع شعوبهم. عندما ينقطع مسؤول عن الواقع وعن شعبه، فإن مثل هذا الوضع يصبح محتوما». وأشاد بان كي مون بالجامعة العربية لإرسالها مراقبين الى سوريا. وأضاف «آمل بصدق أن يتمكنوا من مواصلة» مهمتهم. ويجتمع وزراء خارجية الجامعة العربية الأحد القادم لمناقشة مستقبل بعثة المراقبين التابعة للجامعة التي أرسلت الشهر الماضي للتحقق من مدى احترام سوريا لخطة السلام العربية. ميدانيا، أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن 21 شخصاً قتلوا برصاص قوات الأمن رغم وجود وفد المراقبين العرب. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن تسعة من القتلى سقطوا في حمص، وأربعة في الحسكة وواحدا في كل من حلب وإدلب إضافة إلى خمسة جنود منشقين في إدلب. وأضافت أن فلسطينيا يقطن في مخيم العائدين بحمص يعمل سائق سيارة أجرة قتل أيضا الإثنين إذ وجده الأهالي محترقا هو وسيارته. وذكرت الهيئة أن قوات الأمن قصفت الزبداني بريف دمشق، في حين سقط جرحى في مضايا جراء قصف من الجيش، كم سُمع دوي انفجار قوي قرب حي القدم في دمشق. وناشد أهالي حي بابا عمرو الحمصي المجتمع الدولي التدخل قبل هجوم مرتقب لقوات الأمن، وفي حلب اقتحمت قوات الأمن المدينة الجامعية واعتقلت عددا من الطلاب. وفي منطقة جبل الزاوية قصفت الدبابات بلدتي بليون وكنصفرة قبل اقتحامهما. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له أن إطلاق مليشيات تابعة لنظام بشار الأسد النار بشكل عشوائي أسفر عن مقتل خمسة من بينهم امرأة، وإصابة تسعة في مدينة حمص. وأضاف أن خمسة جنود قتلوا حين حاولوا الانشقاق عن الجيش خلال اشتباك مع عصابات «الشبيحة» في محافظة إدلب الشمالية الغربية مشيرا إلى أن 15 جنديا تمكنوا من الانشقاق. من جانبها، قالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن «مجموعة مسلحة» قتلت بالرصاص العميد محمد عبد الحميد العواد وأصابت سائقه في ريف دمشق. في هذه الأثناء، أعلن نواف البشير شيخ عشيرة البكارة في سوريا أنه لجأ الى تركيا والتحق بالمجلس الوطني الذي يضم غالبية أطياف المعارضة كما اعلن النائب في مجلس الشعب السوري عماد غليون بعد ان غادر سوريا الى القاهرة دعمه للانتفاضة الشعبية. واكد لقناة العربية الفضائية ايمانه «بان الثورة السورية هي طريقنا وان الشباب السوري في ساحات الوطن يقدم اغلى التضحيات من اجل غد افضل ومن اجل كرامة الشعب السوري ومن اجل اسقاط هذا النظام ولا نقول تنحيه». واشار الى انه اجبر على اللقاء الذي اجرته معه القناة الفضائية السورية «تحت التهديد والوعيد». وكان البشير اشار خلال هذا اللقاء إلى أهمية إعطاء فرصة للإصلاح السياسي قائلا «ليعلم القاصي والداني بأن سوريا عريقة وشامخة بقيادة الرئيس الأسد، وهي تعلم الإنسانية الحضارة والحوار». من جهة ثانية، اعلن النائب في مجلس الشعب السوري عماد غليون دعمه للحراك الثوري في بلاده وقال لقناة العربية بعد وصوله الى القاهرة «لقد اقسمنا على تحقيق مصالح الشعب السوري وحمايته وعندما نتوقف عن استطاعتنا القيام بهذا الدور نكون قد حنثنا بالقسم الذي اديناه». واضاف غليون «لا اريد ان انتسب الى معارضة معينة بل اريد المعارضة التي تحقق مصالح الشعب السوري التي توصله الى حريته وكرامته وبناء مجتمع تعددي ديمقراطي يحفظ حقوق جميع الاعراق والفئات واطياف المجتمع السوري». واكد ان «المعارضة وسيلة وليست غاية» مشيرا الى انه «لا نرجو شيئا، يكفي ان نستطيع التعبير عن انفسنا والمساهمة في الحراك الذي يقوم به الشباب الرائع في الساحات».