أعلن مجلس الوزراء العرب المجتمع في القاهرة اليوم لبحث حملة القمع التي ترتكبها قوات النظام السوري ضد المتظاهرين السلميين أنه أمهل النظام 48 ساعة بعد إعلان هذا الأخير موافقته على بروتكول الجامعة العربية الذي يقضي بإرسال مراقبين إلى البلاد التي تشهد احتجاجات واسعة النطاق ضد نظام الأسد الذي يحكم البلاد منذ 40 عاما. وهدد الوزراء العرب النظام بفرض عقوبات اقتصادية في حال رفضه توقيع الاتفاقية غدا في القاهرة بحسب نبيل العربي. وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قد قال في وقت سابق اليوم الخميس ان دمشق وافقت على بروتوكول لارسال بعثة مراقبة الى سوريا لتقييم الوضع بعد الحملة المستمرة منذ ثمانية اشهر على المحتجين على حكم الرئيس بشار الاسد. وأضاف الوزير للصحفيين على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي يعقد في القاهرة لمناقشة الشأن السوري وبحث فرض عقوبات أن سوريا وافقت على البروتوكول بالكامل. وتابع أن نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد سيوقع على البروتوكول بعد أن كانت الجامعة رفضت في وقت سابق طلب دمشق ادخال تعديلات عليه. وقال زيباري ان الوزراء العرب اتفقوا على ضرورة وقف العنف تماما في سوريا. قتل مدنيان برصاص قوات الأمن السورية اليوم في حمص (وسط) في حين شهدت مدينة اخرى مجاورة اشتباكات بين الجيش وعناصر منشقة عنه اسفرت عن مقتل منشقين اثنين وجرح اخرين، كما افاد مصدر حقوقي. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة عنه “استشهد في مدينة حمص مواطن برصاص قناصة في حي البياضة كما استشهد آخر باطلاق رصاص خلال مداهمات في حي كرم الزيتون”. واضاف انه في ريف حمص “تشهد مدينة الرستن قصفا بالرشاشات الثقيلة اعقب اشتباكات بين الجيش النظامي وعناصر منشقة عنه”، مشيرا الى ان الاشتتباكات “جرت بين الساعة الخامسة والسادسة صباح اليوم (3,00 و4,00 تغ). واوضح المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له ان “الاشتباكات اسفرت عن مقتل منشقين اثنين فيما جرح 13 منشقا اخر بينهم ضابط”. وفي المنطقة نفسها، “تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري وعناصر منشقة عنه في مدينة الحولة”، بحسب المصدر نفسه. وتتحدث اوساط المعارضة السورية عن حدوث انشقاقات في الجيش النظامي السوري اثر استخدام السلطات السورية للعنف في قمع الحركة الاحتجاجية التي اندلعت في البلاد منذ منتصف مارس الماضي ما اسفر عن سقوط اكثر من 3500 قتيل بحسب حصيلة للامم المتحدة. من جهتها تتهم السلطات السورية “عصابات ارهابية مسلحة” بارتكاب اعمال عنف في البلاد. واضاف المرصد ان “ذوي شاب اعتقلته القوات الامنية منذ ايام تسلموا جثمانه صباح اليوم في الحولة” في محافظة ريف حمص. وكان المرصد افاد فجر الخميس ان “احراجا في محيط بلدتي البارة واحسم في جبل الزاوية بمحافظة ادلب (شمال غرب) تعرضت لقصف بالرشاشات الثقيلة، في حين هزت انفجارات بلدتي ابلين وابديتا المجاورتين، كما افاد المرصد. واضاف في بيان لاحق ان “اصوات الانفجارات هزت قريتي ابلين وابديتا بجبل الزاوية مع استمرار القصف بالرشاشات الثقيلة من قبل قوات الجيش السوري في بلدتي البارة واحسم باتجاه الاحراج المجاورة لهما منذ الساعة الثالثة فجرا بتوقيت دمشق (01,00 تغ). وتأتي هذه التطورات غداة يوم دام شهد مقتل ثمانية مدنيين برصاص قوات الامن، في مناطق سورية عدة، بحسب حصيلة جديدة اوردها الخميس المرصد السوري لحقوق الانسان مؤكدا في الوقت نفسه حصول حملات اعتقال شملت عشرات المعارضين لنظام الرئيس بشار الاسد. وقال المرصد في بيان “ارتفع الى عشرة عدد الشهداء المدنيين الذين انضموا يوم الاربعاء الى قافلة شهداء الثورة السورية”، موضحا ان ثمانية من الضحايا قتلوا في الحال واثنين توفي احدهما متأثرا بجروح اصيب بها سابقا والآخر قضى في المعتقل. واوضح المرصد ان القتلى الثمانية الذين سقطوا الاربعاء برصاص قوات الامن “بينهم اثنان في مدينة حمص (وسط) في اطلاق رصاص، وثلاثة شهداء في بلدة طفس في محافظة درعا (جنوب) اثر اطلاق رصاص خلال مداهمات، وشهيد في بلدة تفتناز بريف ادلب (شمال غرب) بانفجار قنبلة، وشهيدان في ريف حماة (وسط) خلال مداهمات”. ويضاف الى هذه الحصيلة “شهيد سلم جثمانه الى ذويه في مدينة حمص بعد ايام من اعتقاله” و”شهيد قضى في بلدة الحارة بمحافظة درعا (جنوب) متأثرا بجراح اصيب بها قبل ايام”. كما اكد المرصد ان “السلطات الامنية السورية اعتقلت العشرات في ريفي دمشق وحماة ومدينتي حمص ودير الزور (شرق)”.