على أي أساس يختار البرنامج التليفزيوني ضيوفه في العادة؟! متميزون في تخصصاتهم ولذلك يؤمل منهم إفادة المشاهد بمعلومة أو تحليل ظاهرة، أو ناجحون فيكرّمون بعرض تجاربهم ليستفيد منها من بعدهم ويحظون بالضوء الإعلامي المستحق. والسؤال الآخر الذي يأتي من إجابة السؤال الأول: هل ضيوف برامجنا التليفزيونية الرمضانية –خصوصاً- ينطبق عليهم ما سبق؟ والجواب من وجهة نظري وبكل صراحة: لا! بل وأعتقد جازماً أن عدداً لا يستهان به من أفراد مجتمعنا يشاركونني هذا الرأي! وحتى تنفي قنواتنا الفضائية هذا الاعتقاد أتمنى أن تقوم بإجراء استفتاء حقيقي وصادق – من أجلها قبل غيرها - عن مدى تقبل مشاهديها لهذه البرامج، مع التأكيد على حقيقي وصادق! وإن لم ترغب في القيام بذلك، أتمنى منها متابعة مواقع التواصل الاجتماعي بعين الباحث عن النجاح الدائم والباقي لا النجاح المؤقت والزائل، وليتأمل راسمو سياستها ردات فعل المشاهدين بعد كل حلقة من حلقات هذه البرامج، وأنا ضامن أن كمية «الطقطقة» التي سيجدونها كفيلة ببيان مستوى ضيفها، بل والأسئلة المطروحة عليه! تحتاج قنواتنا - كما هي القنوات المحترمة الناجحة - لأن يكون لها معاييرها في اختيار ضيوفها، ولتترك الحرص على مثيري الجدل للمواقع الأخرى التي لا يوجد فيها الرقيب ويرتادها من هب ودب! فإثارة الجدل لم تعد صعبة في هذا الوقت على أحد، فقليل من الجرأة وعدم إدراك العواقب تجعلك مثيراً للجدل حتى ولو لم تكن تملك شيئاً مذكوراً! وقد يكون الرد على ما سبق، بأن فيه دعوة لاستضافة تلك الشخصيات الكئيبة، التي قد تملك التميز في مجالها ولكن لا تملك الحضور التليفزيوني الجاذب! والحقيقة أنه لا يمكن أن تخلو بلادنا ولله الحمد، ولا المتحدثون بالعربية حول العالم من أشخاص مميزين، يستطيعون أن يقدموا ما يجذب انتباه المشاهد بوعيهم وفكرهم، ولو راهنت قنواتنا الفضائية على النوعية أكثر من مراهنتها على العدد لوجدت الكثير وحققت الكثير وسلمت من الكثير. نحن قوم أصحاب رؤية والمؤمل من وسائلنا الإعلامية أن تكون عوناً على تحقيق الرؤية لا أداة لتسطيحها من خلال تصدير من لا يستحق التصدير.