* كنا نعتقد أن القرارات الضعيفة هي ماركة مسجلة لاتحاداتنا الأهلية في المنطقة العربية أو حتى الآسيوية، وكنا نقارن بعضها الذي يلامس التطبيل للفرق أو المنتخبات بالقرارات الأوروبية التي لا تعترف بكبير ولا صغير، لأن الجميع تحت وطأة القانون سواء مهما كان الحدث، وأيا كان المصدر. * لكن هذه الهالة كشفتها حادثة إنجلترا وروسيا في يورو 2016 بفرنسا، فهناك اعتبارات وربما مقامات تمنع تطبيق القانون حتى في القارة العجوز، مهما سالت الدماء، أو حلت الفوضى. * معضلة تطبيق الأنظمة أصبحت ظاهرة عالمية ليست في مجال الرياضة فقط، بل في كل المجالات، وسجلت حتى الدول المتقدمة تراجعا واضحا في هذا المضمار، وكأن عقارب الساعة تعود إلى الوراء بسبب عبثية الفوضى المتناثرة هنا وهناك. * ومع أنني مؤمن بأن الخطأ وارد في تطبيق تلك الأنظمة واللوائح لأننا بشر معرضون لحالات إخفاق كما هو الحال لعوامل التفوق، إلا أنني ضد التحايل على القانون خصوصا عندما يكون من الجهة المشرعة التي يفترض أن تكون (قاضيا) فإذا هي تلعب دور الخصم للعدالة المفترضة تجاه أي ملف من الملفات الطارئة على الساحة الكروية. * ومشكلتنا الكبرى هو التناقض في القرارات إزاء حوادث متشابهة، مما يجعل الفجوة كبيرة بين المصدر والمتلقي، وتكبر تلك الفجوة أكثر فأكثر بانعدام الثقة. * والطامة الكبرى عندما تكون بعض الحلول لقضايانا الرياضية أشبه بصب الزيت على الحطب لتشتعل أكثر مما كانت عليها من ذي قبل، لأن التشخيص الخاطئ يؤدي لا محالة لنتائج عكسية، قد لا يشعر بها المصدر لكنها تحرق المتلقي الفائز والخاسر على حد سواء، فالتبعات لها لا تنتهي تحت قاعدة غالب ومغلوب. * لذلك فإن هناك الكثير من قرارات اللجان مازالت عالقة في ذهن المتلقي الرياضي، وكلما صدر قرار في نفس الملف تمت مقارنته بما سبقه، مما يجعل المصدر في موقف لا يحسد عليه، نتيجة التناقض الفاضح. * المشكلة في هذه التناقضات أن الذي يدفع الثمن هو اللاعب أو الإداري أو النادي أو حتى الجماهير، أما المصدر فقد سال حبره وهرب، وترك المعاناة للغالب والمغلوب في حلبة صراع يدفع ثمنها كيان، وكان بإمكان هذا الحبر أن يجعل من المسألة حالة هادئة يجمع ولا يفرق، ويقرب ولا يبعد، طالما أنه في الأساس لم يلتزم بما وضعه من قانون. * كثيرة هي حالات الاختلاف في وسطنا الرياضي، والناجح من المصادر وصناع القرار هو من يفكر بالحل الذي يضمن الاستمرارية، لا الحل الوقتي الذي يتفرع منه ألف باب للمشكلة، بعد أن كان بابا واحدا يمكن فتحه وإغلاقه بسهولة قبل أن تستفحل (المصائب).