منذ اللحظة التي مد فيها لاعب الهلال الروماني رادوي قبضته ليسدد لكمة عنيفة إلى وجه لاعب الوحدة الراقي، بعد لحظات من ركلة أكثر عنفا أطاحت ببرناوي، انطلق في مشهدنا الرياضي صراخ في وجه الصراخ، حالة استثنائية من الضجيج بين فريقين، الأول يريد أن يرى العدالة التي وعد فيها الجميع تطبق على أرض الواقع في أول اختبار حقيقي لها، والفريق الآخر لا يريد أن يرى نفسه وقد أصبح مع البقية تحت مظلة القانون. يطالب الأول بإعمال القانون، وتطبيق اللوائح، ووضع رادوي على قدم المساواة مع لاعبين آخرين من أندية أخرى أوقعت بحقهم عقوبات قاسية لأفعال ارتكبوها، هي بالمقارنة مع ما ارتكبه رادوي أقل عنفا وخطورة. فيما الفريق الآخر، وإن كان يقر بخطأ رادوي الصارخ حيث لا مجال نهائيا لإنكاره أو تجميله أو إيجاد الأعذار له، إلا أنه يستدرك ب(لكن)، وبعد لكن هذه التي يبدو أنها هي من يفتح عمل الشيطان، وليست (لو) كما تعلمنا منذ الصغر، يجيء كلام التفافي يصب في النهاية برفض العقوبة التي قررتها لجنتا الفنية والانضباط استنادا إلى نصوص قانونية واضحة. وحكما، رفض العدالة والمساواة التي أقر الجميع بغيابها عن مشهدنا الرياضي في السنوات الماضية، واعتبر كثيرون أن هذا الغياب كان إحدى أهم مشاكل الرياضة. لقد وضع رادوي بتصرفه، الذي وصفه الأمير عبد الرحمن بن مساعد بالأحمق، فريقا من وسطنا الرياضي في موقف لا يحسدون عليه، وفرض عليهم المجازفة بكل سمعتهم ومصداقيتهم للدفاع عن قضية خاسرة، فالركلة واللكمة اللتان سددهما رادوي برعونة وتهور كانتا من الوضوح بحيث تستعصيان على أية محاولة للتغطية عليهما، أما (لكن) وما يجيء بعدها من كلام، فهي تكشف الحقيقة الموجعة، وهي أننا ومهما تشدقنا بالشعارات وطالبنا بالعدالة والمساواة بين جميع الأندية، وتطبيق القوانين والأنظمة على الجميع، فإننا أول من يتنكر لكل هذا عندما تصبح هذه المطالب في غير مصلحة أنديتنا ولاعبينا، نريد القوانين تطبق على الفرق واللاعبين الآخرين، لا على فرقنا ولاعبينا، هذه الحقيقة التي تصرخ بها ردود الفعل على قرارات لجنتي الانضباط والفنية بحق لاعب الهلال رادوي. الحمادي والصالح خلال الأيام الثلاثة الماضية، تلقيت تعقيبات عديدة من بعض الزملاء على مقال الأحد الماضي حول معاناة الإعلام النصراوي من ظلم ذوي القربى، وقد أضاء لي الزميل العزيز الدكتور عبد الرحمن عبد القادر في اتصال هاتفي مطول جوانب كانت غائبة عني عند تناول هذا الموضوع سوف استعرضها لاحقا. وفي ذات السياق، قرأت أمس خبرا في إحدى الصحف الإلكترونية يتحدث عن إيقاف الزميل صالح الحمادي عن الكتابة بطلب شخصي من رئيس نادي الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد، كما استمعت لما قاله الزميل صالح الصالح عن إيقافه عن الكتابة بطلب من رئيس نادي الشباب خالد البلطان، مما يعني أن النصر لا يختلف في هذه المشكلة عن غيره، وأن للنيران الصديقة وغير الصديقة ضحايا في كل الأندية. وهذا يؤكد أن إدارات الأندية لا تقبل من الصحافيين سوى التطبيل والتلميع، وإلا فليبشروا بالإيقاف والمقاطعة. [email protected]