٭٭ هذا المقال الأخير من سلسلة مقالات التحلية. أفضت إلى وضع تصور لحماية المستقبل من العطش. كمسلمين مطالبون باحترام نعمة الماء. هل هذا نهجنا؟! أن يزيد الاهتمام لحمايته وتنميته. تصرفاتنا بعيدة عن وعينا بأهمية الماء. تصرفات أدعو لتعديلها بقوة القانون. نحن أمة نعيش في بلاد أغلب أجزائها مناطق صحراوية. ٭٭ تطرق الحديث سابقا لحزمة من الاقتراحات. تناولت بيئة الصحاري. اليوم نواصل الحديث عن بيئة سهول تهامة. أيضا بيئة جبال السراة المطرية. فهم هذه البيئات تمثل مفتاح حل مشاكل نقص الماء. ٭٭ لإنقاذ المستقبل من العطش علينا الاهتمام بالبيئة المطرية. بيئة جبال السراة. عبر التاريخ كانت مصدر الغذاء والماء وستظل كذلك بعون الله. كمرحلة أولى أدعو لتوزيع (100) مليون هكتار من الأراضي على المواطنين في هذه المنطقة الجغرافية. لنبني مدرجات لصيد ماء المطر وجمعه وتخزينه مباشرة في تربتها. تُبنى المدرجات في الشريط الذي يستقبل مباشرة السحب المحملة ببخار الماء. شريط بعرض (4) كم. يقع على قمم امتداد جبال السراة. شريط بارتفاع يزيد على (2000) متر فوق سطح البحر. ببرودته مع عوامل أخرى يتكثف بخار الماء وينزل المطر. ٭٭ في مرحلة ثانية أدعو إلى التوسع في بناء المدرجات وفقا لزيادة عدد سكان. (3) هكتارات لكل فرد. أن يصبح الشريط الممطر أشبه بحوض صناعي. حوض محكم البناء من المدرجات. أن يوضع نظام لتوزيع الأراضي الواقعة على سفوح الجبال وأوديتها. كانت فيما مضى محل عناية واهتمام. مازالت بعض معالم الاهتمام قائمة رغم تهدمها بفعل هجرة أهلها أثناء الفتوحات الإسلامية. وقد كانت أنهارا وينابيع. أن يتم البناء وفق مستويات مسبقة التحديد والرسم. أن تظل وظيفتها صيد ماء المطر والزراعة الجافة. ٭٭ أدعو لتأسيس هيئة لهذا المشروع. أدعو لوقف المخططات السكنية في هذا الشريط. أن نؤسس مدنا جديدة خارجه. اهتمامنا بهذا الشريط فرصتنا الأخيرة لحماية المستقبل من العطش. نستطيع توفير أكثر من (5) مليارات متر مكعب سنويا في مساحة ال (100) مليون هكتار (في معدل سقوط أمطار 50ملم) بزيادة سقوط المطر تزيد الكمية. ٭٭ أدعو لرسم خارطة زراعية للمدرجات. يكفي زراعة البرشومي كاستثمار. هناك اللوز اشتهرت زراعته في هذه المناطق. هناك زراعات أخرى خلال الشهور المطيرة منها القمح والعدس. هناك بعض الفواكه المحلية أشهرها التين (الحماط). هناك بطون الأودية التي يمكن استثمارها في زراعة الحبوب. ٭٭ تخزين المياه وحفظها في المدرجات الزراعية يغذي المياه الجوفية. بتراكم المخزون والتغذية، سنة بعد اخرى، ستستفيد المناطق الداخلية. ميول هذه الجبال من الغرب إلى الشرق. هذه ميزة أدعو للتفكير في أهميتها لتعزيز فكرة توزيع (100) مليون هكتار في المناطق المطرية. بزيادة المساحات الموزعة تزيد كميات حصاد المياه. ٭٭ التركيز على المناطق المطيرة أفضل من التركيز على التحلية بتكلفتها العالية (17) مليار ريال سنويا. ميزانية التحلية لسنوات معدودة كافية لبناء المدرجات المقترحة والمستدامة عبر الزمن. المطر المصدر الوحيد والطبيعي والمتجدد للمياه. أن نهيئ المناطق المطرية بالوسائل الكفيلة بزيادة كثافة حصاد المطر. التشجير أهم هذه العوامل. هناك أشجار فاكهة خاصة بالزراعة الجافة قادرة على تلبية احتياجات السكان. ٭٭ البيئة الثالثة سهول تهامة. الأنسب لزراعة كافة أنواع الحبوب ومنها القمح. أودية يتجاوز طولها (100) كم. أن تخطط وتوزع. أن نجعلها تستفيد من السيول المنقولة القادمة من جبال السراة. هناك أنظمة مهارية محلية لإدارة مياه السيول في هذه الأودية. أن نفعلها ونستفيد منها. أن نطورها لجعلها سلة خبز المملكة. تخطيط أودية سهول تهامة مطلب بديل عن التوسعات الزراعية في مناطق الصخور الرسوبية الصحرواية. ٭٭ إنقاذ المستقبل من العطش يجعلنا نفكر في جميع الخيارات المتاحة أثناء المراجعة الشاملة. أن نستفيد من كل بيئة وفق خصائصها ودرجة تحملها. أن نعمل على تنميتها وجعلها قوية العطاء دون استنزاف لمكوناتها. أن نتجنب إنهاك قدرتها وتحملها. ٭٭ فهم هذه البيئات الثلاث سيساعد في وضع خارطة مائية وأخرى زراعية. هدفها إنقاذ المستقبل من العطش والجوع. استغلال البيئة بشكل رشيد يعطي للأجيال القادمة فرصة استمرار البناء والحياة. الزراعة الجافة علم هذه المناطق. صيد وحصاد المطر وإدارته علم هذه المناطق. إدارة السيول علم إدارة هذه المناطق. إدارة الحياة في المناطق الصحراوية علم هذه المناطق. الماء وحده محور استمرار حياة أجيالنا على أرضنا المباركة. لنعط المياه الجوفية وتنميتها أولوية الاهتمام.