قالت وزارة الدفاع الروسية أمس الأربعاء: إنها أوقفت مؤقتا ضرباتها على متشددي جبهة النصرة التابعة تنظيم القاعدة لمنح جماعات مسلحة أخرى وقتا للابتعاد عن مواقع جبهة النصرة. وأضافت في بيان: إنها تلقت طلبات من عدة جماعات مسلحة خاصة في دمشق وحلب، تطلب فترة توقف في الضربات الجوية. وقالت الوزارة: إنها قررت بعد وضع هذه الطلبات في الاعتبار منح المزيد من الوقت قبل أن تستأنف ضرباتها الجوية ضد مواقع جبهة النصرة. إلى ذلك قال نصر الحريري، عضو الائتلاف الوطني السوري: إنه لا يوجد تنسيق بين قوات سوريا الديمقراطية والائتلاف في ما يعرف بعملية تحرير الرقة. مضيفا: إن القوات لم تكن يوما جزءا من المعارضة السورية. وتستمر المعارك بين عناصر تنظيم داعش وقوات سوريا الديمقراطية مدعومة بقصف لطائرات التحالف الدولي في ريفي تل أبيض وعين عيسى بريف الرقة الشمالي. وبحسب المرصد السوري، فإن قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردي عمادها تمكنت من السيطرة على مزرعة قرتاجة. وأفاد المرصد بأن الهدف من العملية في مرحلتها الأولى تحقيق تقدم واسع والسيطرة على كامل مثلث تل أبيض - الفرقة 17 - عين عيسى، في شمال وشمال غرب مدينة الرقة. تفجيرات الساحل لعبة مخابراتية من جانبها قالت حركة «أحرار العلويين» على حسابها في «تويتر» في أول رد فعل منها على التفجيرات التي ضربت الساحل السوري وراح ضحيتها أكثر من 150 قتيلاً في الثالث والعشرين من الشهر الجاري: إن نظام الأسد كان قد استبق حصول التفجيرات التي ضربت مناطق الساحل، عبر سحب 8 حواجز من محيط جبلة اللاذقانية، ثم سحب 6 من أطراف محافظة طرطوس الموالية هي الأخرى. جاء ذلك في بيان رسمي نشرته الحركة على حسابها، وأكدت فيه أن هناك «نية مبيتة لدى بيت الوحش (اللقب القديم لآل الأسد في المنطقة)» لإحداث تفجيرات في المناطق التي نزفت خيرة شبابها دفاعاً عن نظامه. وأشارت الحركة في بيانها إلى أن آل الأسد وآل مخلوف وآل شاليش هم المتسببون بهذه التفجيرات «لإحداث فوضى بالساحل» وإرسال «رسالة خبيثة منه إلى الطائفة». إلا أن الحركة أعلنت سراً يذاع للمرة الأولى، وهو أن الأسد قد عمد إلى هذه التفجيرات بعدما أحس بأن بعضاً من أبناء الساحل الذين ينتمون إلى عشيرتي «الحيدريين والماخوسيين» سيقومون «بانتفاضة» على «الكلازيين» والتي يتبع لها آل الأسد وعائلات أخرى بطبيعة الحال كمخلوف وشاليش وسواهما. وأكدت الحركة في بيانها، عبر إحدى التغريدات، أن من قام بتفجير مستشفى «جبلة» كان «يحمل وشماً على ساعده الأيمن» وعليه شعار «سيف ذو الفقار». يذكر أن ما ورد في خلفية تفجيرات الساحل الأخيرة، بسبب قرب انتفاضة الحيدريين والماخوسيين على عشيرة نظام الأسد المعروفة بالكلازية، تعتبر تسريبا «خطيرا» لجهة سبب التفجيرات، وأيضا لجهة حقيقة التململ والاحتجاج على نظام الأسد داخل بيئته الحاضنة. ووقّع البيان كلٌّ من: الشيخ محسن الحيدري، والشيخ اسماعيل ماخوس، والعقيد محمد بركات. كما يظهر في البيان. وأكد الشيخ إسماعيل ماخوس في تغريدة على حساب حركة العلويين الأحرار أن «تفجيرات الساحل لعبة مخابراتية مكشوفة» لمنع «انتفاضة» أبناء المنطقة على نظام الأسد. * تحذير للأسد والشبيحة وحذرت الحركة في بيانها، نظام الأسد و«شبيحته» من المساس بأي نازح بذريعة انتقامية هدفها لا يختلف بحال من الأحوال عن هدف التفجيرات. وطالبت الحركة بحماية دولية للنازحين من محاولات نظام الأسد إشعال بيئته الحاضنة عبر الانتقام من النازحين. أما العقيد محمد بركات، وهو واحد من مؤسسي «أحرار العلويين» فقد قال في تغريدة: «التفجيرات لعبة من ألعاب الكلازيين - يتبع لها آل الأسد». وأشارت الحركة في تغريدات متتابعة لها، منذ حصول تفجيرات الساحل، إلى أن آل الأسد وآل مخلوف وآل شاليش «يقومون بالتحريض ضد النازحين وأهل السنة في الساحل» مطالبة عشيرتي «الحيدرية والماخوسية» بعدم «الانجرار» وراء هذا التحريض. مؤكدة أن تلك العائلات تخطط «لارتكاب مجازر» في «مخيمات النازحين في جبلة». وكانت الحركة قد أشارت في وقت سابق إلى انشقاق ضابطين عن جيش الأسد، وهما العقيد محمد بركات، والعقيد ياسر عمار. تحرير الرقة وفي إطار البدء بتحرير مدينة الرقة السورية، معقل داعش، وصل 250 جندياً من مشاة البحرية الأمريكية «المارينز» إلى قاعدة رميلان الجوية شمال شرق مدينة الحسكة على متن طائرات شحن خاصة حملت أيضا أسلحة ومعدات عسكرية ثقيلة. وتم نقل جزء من القوة الأمريكية إلى مدينة تل أبيض، في إطار التحضيرات لمعركة انتزاع مدينة الرقة من تنظيم داعش. ويقود معارك تحرير الرقة تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي يضم قرابة ال 30 ألف مقاتل معظمهم أكراد، في عملية عسكرية جديدة سميت ب «حملة تحرير شمال الرقة»، استعدادا لاقتحام الرقة كمرحلة ثانية من العملية. وبالإضافة إلى قوات سوريا الديمقراطية وطيران التحالف يشارك في العملية مقاتلون من العشائر العربية، ومسلحون تركمان من أبناء المنطقة وفصائل مسلحة من أبناء محافظة الرقة. وقد أكد الأكراد وجود تنسيق مع الأمريكيين عبر غرفة عمليات مشتركة مع واشنطن في الرقة. في المقابل، اعتبرت المعارضة السورية أن المقاتلين الأكراد يحاولون الدخول إلى الرقة للسيطرة عليها من أجل توسيع المنطقة الكردية وأن داعش طالب أهالي الرقة بمغادرتها وهم أصحاب الأرض. من جانبها أعربت موسكو على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف عن رغبتها في التنسيق مع الأكراد والولايات المتحدة في هذه العمليات. وأوضح لافروف أن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على التنسيق في العمليات العسكرية في سوريا.