استأنفت فرنسا ضرباتها الجوية لمواقع تنظيم «داعش» في محافظة الرقة، فيما أفاد متحدثٌ باسم تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» بتقدُّمها شمال البلاد على حساب فصائل مسلحة بينها «جبهة النصرة» المتطرفة. وأعلن وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لو دريان، خلال زيارةٍ لقاعدةٍ عسكريةٍ في الأردن، تنفيذ بلاده ضرباتٍ جويةٍ في وقتٍ مبكرٍ أمس الجمعة ضد مواقع نفطية بالقرب من مدينة الرقة. وزادت بلاده، منذ هجمات باريس في 13 نوفمبر الماضي، من استهدافها للتنظيم الإرهابي في الأراضي السورية، وركَّزت على الأهداف التي لها صلة بمواقع نفطية تحت سيطرة المتطرفين. وأبلغ لو دريان الجنود والصحفيين في القاعدة العسكرية التي انطلقت منها مقاتلات «ميراج 2000» بقوله «تلقَّيتُ إفادات بشأن العمليات التي تمَّت خلال الليل ولا بد أن نستمر في هذا الاتجاه». وفي سياقٍ آخر؛ أبلغ المتحدث باسم تحالف «قوات سوريا الديمقراطية»، العقيد طلال سلو، عن سيطرتها على قرية واحدة على الأقل في محافظة حلب بعد مواجهات مع مسلحين ينتمي بعضهم إلى فصائل متشددة. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان تحقيق التحالف المدعوم من الولاياتالمتحدة تقدُّماً في المحافظة. وذكر العقيد طلال سلو أن «مقاتلينا سيطروا عل قرية تنب قرب مدينة إعزاز بعد اشتباكات عنيفة مع جبهة النصرة وحركة أحرار الشام»، مشدِّداً «تمَّ تحرير تنب». لكنه رفض نفي أو تأكيد ما أورده مرصد حقوق الإنسان عن سيطرة قوات «سوريا الديمقراطية» على قرية طاط مراش القريبة. يأتي ذلك بعد أيامٍ من انتزاع التحالف، الذي يضم أكراداً وعرباً، السيطرة على سد تشرين في حلب ليقطع عن تنظيم «داعش» إحدى طرق إمداده الرئيسة عبر نهر الفرات. ومنذ تشكُّل التحالف في أكتوبر الماضي؛ شنَّ مقاتلوه عديداً من الهجمات ضد «داعش» بهدف السيطرة في النهاية على الرقة. ويخوض هؤلاء قتالاً منفصلاً منذ أسابيع ضد «جبهة النصرة» و«أحرار الشام» وفصائل مسلحة أخرى في الشمال السوري. ويُرجَّح أن تزيد مكاسب الأكراد حول إعزاز المتاخمة للحدود التركية قلقَ أنقرة من النفوذ الكردي قرب الحدود. وتُنفِّذ أنقرة حملةً عسكريةً ضد حزب العمال الكردستاني في مناطق بجنوب شرق تركيا. وتغيَّرت الاستراتيجية الأمريكية في سوريا العام المنصرم من محاولة تدريب آلاف الجنود خارج البلاد إلى إمداد جماعاتٍ تقودها شخصيات تثق بهم واشنطن بالدعم. ويقول الجيش الأمريكي إن قوات «سوريا الديمقراطية» سيطرت على نحو 1000 كيلومتر مربع من الأراضي خلال الأسابيع الستة الماضية أو نحوها مدعومةً بغارات من التحالف الدولي ضد الإرهاب.