أكد سفير الائتلاف السوري المعارض لدى باريس منذر ماخوس، أن الحرب التي تقودها أميركا على تنظيم داعش في سورية والعراق أنعشت الأسد وأوقفت استنزافه للسلاح، واصفا الحراك الروسي الرامي إلى تسوية الأزمة السورية سياسياً ب"الأفكار"، التي لا ترقى إلى أن تصبح حلولا عملية، من شأنها إخراج الشعب السوري من "عنق الزجاجة". وقال في تصريحات إلى "الوطن"، إن الدور الروسي حتى اللحظة لا يرقى إلى أن يضع حداً للمجازر التي تشهدها بلاده، داعيا واشنطن إلى دعم إنشاء منطقة عازلة، أسوة بدول أوروبية تدعم هذا القرار. اعتبر سفير الائتلاف الوطني السوري المعارض في باريس منذر ماخوس، الحراك الروسي الذي طرأ أخيرا على ملف الأزمة السورية، أنه لا يتجاوز كونه "أفكارا" في حاجة إلى أرضية سياسية وتوازنات عسكرية لتنفيذ مخرجاته. وقال ماخوس في تصريحات إلى "الوطن" أمس، إن ترددا أميركيا، مقرونا بما وصفه ب"تلكؤ" المجتمع الدولي، قد يعوق التأسيس لمنطقة عازلة على الحدود السورية التركية، وهو المشروع الذي تقف إلى صفه دول أوروبية لم يُسمها، لكنه قال إن الدور الأميركي ضروري، وحتمي لإنجاز هذه الفكرة. ولم يبد سفير المعارضة السورية في فرنسا متفائلا بوضع الائتلاف السياسي والعسكري، ما حداه إلى القول: "هناك تعامل انتقائي في أزمتنا من قبل المجتمع الدولي المتخاذل في الأصل، وهنا مكمن خطر ولادة إرهاب وتطرف يصعب وقفه في مقبل الأيام". وعدّ ماخوس نظام الأسد، أكبر المستفيدين من الحرب على داعش، ما جعل دمشق تشعر نوعا ما بالانتعاش، الذي خلفته مواجهة التنظيم المتطرف في سورية والعراق. ميدانيا، أدت الضربات الموجعة للتحالف الدولي ضد تنظيم " داعش" في سورية إلى سقوط 50 قتيلا على الأقل من مقاتلي التنظيم في مدينة عين العرب "كوباني"، على الحدود مع تركيا أول من أمس. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، أن "قتلى داعش سقطوا جراء ضربات التحالف الدولي على مناطق في مدينة كوباني وأطرافها وخلال اشتباكات استمرت على مدار 24 ساعة، مع وحدات حماية الشعب الكردي والكتائب المقاتلة"، مشيرا إلى أن حصيلة القتلى هذه هي واحدة من الأكبر لمقاتلي التنظيم منذ محاولته الاستيلاء على "كوباني" قبل ثلاثة أشهر. وأضاف المرصد أن "عدد الذين لقوا مصرعهم خلال الاشتباكات مع التنظيم ارتفع إلى 12 بينهم مقاتل من الكتائب المقاتلة و11 من وحدات الحماية". وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن التحالف نفذ نحو 30 ضربة جوية في سورية ضد عناصر التنظيم بمعقله في محافظة الرقة الشمالية أول من أمس، لافتا إلى أن من بين الأماكن التي استهدفتها الضربات منطقة الفرقة 17 وهي قاعدة لجيش نظام بشار الأسد سيطر عليها التنظيم في يوليو الماضي. من ناحية ثانية، وبحسب المرصد السوري أيضا، فإن مسلحي المعارضة وجهوا قذيفة إلى أحد المنازل بحي الأشرفية الموالي للنظام في مدينة حلب، فيما قالت تقارير إن "جبهة النصرة" نفذت أول من أمس، عملية تفجير سيارة مفخخة في مواقع قوات النظام المتمركزة في جمعية بلدة الزهراء الموالية لبشار الأسد شمال حلب، أعقبتها اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة. من جهة أخرى، جددت قوات الأسد قصفها على منازل المدنيين في مدينتي تلبيسة والحولة في ريف حمص بقذائف الهاون والدبابات، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى في صفوف المدنيين. أما في الريف الشرقي لحمص، فقد جرت اشتباكات بين تنظيم "داعش" وقوات الأسد في منطقة جبل الشاعر، ما أسفر عن مقتل عدد من عناصر التنظيم، وترافق ذلك مع قصف مدفعي على المنطقة من قوات الأسد. وفي مدينة حمص، سقط عدد من الجرحى في حي الوعر إثر استهدافهم من قناصة قوات الأسد المتمركزين داخل المشفى الوطني الكبير. وتزامن ذلك مع اشتباكات بين الثوار وقوات الأسد في منطقة الجزيرة السابعة من الحي.