بدأت قوات التحالف الدولي التي تشكّلت أخيراً لدحر تنظيم داعش أولى عملياتها داخل سوريا؛ إذ أغار الطيران الأمريكي والخليجي والأردني غارات ضد أهداف تابعة لداعش ولجبهة النصرة، وشن الجيش الأمريكي مع «قوات دول شريكة» للمرة الأولى في وقت مبكر أمس الثلاثاء غارات على مواقع لتنظيم داعش في سوريا؛ ما يعني فتح جبهة جديدة ضد الجهاديين. وفي غضون ذلك ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من 120 مسلحاً من عناصر تنظيم القاعدة على الأقل قُتلوا خلال ضربات شنها أمس الثلاثاء تحالف بقيادة الولاياتالمتحدة في شمال سوريا. وأوضح المرصد أن «ما لا يقل عن 70 من مسلحي القاعدة قُتلوا في الضربات التي استهدفت ريف حلب» بشكل موازٍ لغارات شنت للمرة الأولى ضد داعش في سوريا. وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في بيان أن القوات الأمريكية التي شنت أولى الضربات الجوية ضد متطرفي تنظيم داعش في سوريا استهدفت مجموعة متطرفة أخرى أيضاً، كانت تخطط لهجوم وشيك ضد قوات أمريكية وغربية. وأضاف بيان البنتاغون بأن ثماني غارات جوية أمريكية استهدفت أيضاً جماعة خراسان التي تضم عناصر سابقين من القاعدة. وقد رحب الائتلاف الوطني السوري المعارض بالضربات الجوية التي تشنها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الخليجيون على أهداف تابعة لتنظيم داعش في سوريا أمس الثلاثاء قائلاً إنها ستساعد في معركته ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وشملت أهداف الغارات الجوية والقصف الصاروخي مدينة الرقة بشمال سوريا معقل تنظيم داعش التي سيطرت على مساحات واسعة في العراقوسوريا، وأعلنت الخلافة الإسلامية في قلب الشرق الأوسط. ويعتمد جانب كبير من استراتيجية الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مواجهة داعش على دعم المعارضة السورية المعتدلة؛ لتقوى شوكتها في مواجهة المتطرفين. وقال منذر أقبيق المبعوث الخاص لرئيس الائتلاف لرويترز إن هذه الضربات ستزيد من قوة المعارضة في حربها ضد الأسد، وإن الحملة يجب أن تستمر لحين اجتثاث داعش من الأراضي السورية. وتابع بأن الائتلاف سيساعد الشعب السوري في حربه ضد «الإرهاب»، معبراً عن أمله بتحرير الأراضي السورية وتحقيق الديمقراطية التي يطمح إليها الشعب. وفي شمال سوريا حيث سيطرت داعش على مساحات من الأراضي قال الجيش السوري الحر الذي يقاتل ضد الأسد إنه يتعين على الغرب أن يزيد دعمه لمقاتلي الجيش السوري الحر من أجل هزيمة تنظيم داعش المتشدد. وأضاف فبيان بأنه يعرف داعش التي وصفها بالعدو، كما يعرف جغرافية المنطقة بما يمكنه من النجاح. وفي الوقت نفسه حث حلفاءه في الخارج على مواصلة الضغط على الأسد. ووجدت المعارضة السورية المعتدلة نفسها في مواجهة مع داعش والقوات الحكومية في آن واحد. وقال مسؤولون أمريكيون إن الخطة تهدف لتمكينها من الحفاظ على مكاسبها على الأرض في الحرب التي تزداد تعقيداً. وظهر تنظيم داعش على نحو متزايد كأقوى جماعة متمردة في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.