لا يختلف اثنان على عراقة وتاريخ الكيان الشبابي الكبير والبطولات التي حققها ونجومه المميزين الذين قدموا خدمات جليلة على صعيد الرياضة السعودية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، ولكني أعتقد أن القرار الجريء الذي اتخذه مسيرو الليث بالتعاقد مع المدرب الوطني القدير سامي الجابر يعد أهم القرارات التاريخية في تاريخ الكيان وأهم صفقة تم إبرامها منذ تأسيس الشباب وذلك لاعتبارات عدة. أهمية صفقة الجابر والشباب لا تكمن في أن الجابر هو من سيتولى التدريب فقد تعاقب العديد من المدربين الكبار على تدريب الفريق وحققوا معه البطولات والإنجازات، كما أن الأهمية لا تكمن أيضا في أن الأسطورة سامي (باعتبار تاريخه الكبير كلاعب وانجازاته التي حققها) هو من سيتولى زمام الأمور الفنية. الشبابيون ضربوا ثلاثة عصافير بحجر واحد بتعاقدهم مع الجابر وهنا القيمة الحقيقية التي كنت أرمي إليها، فالشباب كسب مدربا طموحا يمتلك الفكر والحماس ويريد أن يصنع مجدا ويحقق الإنجاز، وفي نفس الوقت سيضمنون أكبر عدد جماهيري ممكن على اعتبار قيمة الجابر الجماهيرية وشعبيته الجارفة والتي لا ينكرها أكبر وأشد أعدائه، وثالث المكاسب الإعلام، حيث سيتكفل الجابر باعتباره نجما يصنع الحدث بتواجد عدسات المصورين وتناقل الإعلاميين أخبار النادي ومدربه ولنا في تجربته السابقة مع الهلال خير مثال. برافو لإدارة الشباب وبالتوفيق لمدربنا الوطني الأنموذج سامي الجابر والذي استطاع أن يعيد للمدرب الوطني هيبته بعد سنوات طويلة من عمل الطوارئ الموقت لأبناء جلدته على الصعيد الفني، فقد أثبت الزمن أن سامي الجابر أول مدرب وطني حقيقي يجبر مسيري الأندية على أن يتعاملوا معه كمدرب محترف ويرضخوا لطلباته وقناعاته. الجابر متى ما أعطي الفرصة الكافية لتنفيذ أفكاره ومخططاته الفنية وتم تدعيم الفريق بعدد من الصفقات المميزة فإنني أجزم أنه سيعيد إلى الشباب حيويته وبريقه بعد أن ذبل وشاخ خلال السنوات الماضية. الكوتش الجديد عليه أيضا أن يستفيد من الأخطاء التي مر بها خلال تجربته مع الهلال، فقد مر سامي بعدد من المنعطفات الحرجة وكان سببا رئيسا فيها، والمؤمل أن يكون اتعظ من الأخطاء السابقة وإلا فإن غلطة الذئب ستكون بألف. الكثير ربط عمل الجابر مع الهلال بفترة سابقة بتعاقد الشباب معه واستبق الأحداث وحكم على التجربة بالفشل قبل أن تبدأ، وربما فات عليهم أن الحروب على سامي في الهلال وقتها كانت على أشدها بل وبلغت ذروتها، وأن المشانق نصبت له من أجل إجهاض مسيرته الفنية حتى وهي في بدايتها. خسر الهلاليون مدرب المستقبل انتصارا لأهوائهم وكبرياء بعضهم فسقط الهلال وفشل فشلا ذريعا، بينما كسب الشبابيون الجابر والمستقبل بفكر نير وعقلانية أخالها ستنتصر في قادم الأيام والعلم عند الله. أخيرا التوفيق بيد الله وحده وسامي يمتلك كل المقومات للنجاح وهو أهل له، والأمل كل الأمل أن تستنسخ بقية أنديتنا العزيزة تجربة الشبابيين مع الجابر، فلدينا من الكوادر المؤهلة من أبناء الوطن أكثر من سامي. قبل الطباعة ربما يعود يوما ما ولكن التاريخ سيسجل بمداد أسود كالح مؤامرة الليلة السوداء المشؤومة التي وأدت الحلم المنتظر!! وعلى دروب الخير ألتقيكم بحول الله في الأسبوع القادم ولكم تحياتي