مرة أخرى يبرز اسم سامي الجابر كأحد أبرز نجوم الساحرة المستديرة في دوري المحترفين السعودي لكرة القدم، حيث يعود مرة أخرى للجلوس على مقاعد البدلاء لكن هذه المرة سيرتدي اللون الأبيض وهو شعار الشباب، بدلاً من اللون الأزرق شعار الهلال الذي حمل قميصه لاعباً وإدارياً ومدرباً لسنوات طوال، وذلك بعدما أعلن نادي الشباب عن اتفاقه المبدئي مع الجابر لقيادة الفريق الأول لكرة القدم لمدة 3 سنوات اعتباراً من بداية الموسم المقبل. واتفق عبدالله القريني رئيس نادي الشباب مع مدرب الهلال السابق الملقب ب «الذئب» لقيادة الفريق لثلاث سنوات على أن يكون التوقيع الرسمي خلال الأسابيع المقبلة. «اتفاق جنتلمان» وأكد نادي الشباب اتفاقه مع الجابر عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، لينشر بعدها سامي الجابر تغريدة على حسابه ب «تويتر»، قال فيها: «تم الاتفاق المبدئي مع نادي الشباب السعودي لتولي مهمة تدريب الفريق الأول لثلاثة مواسم. أشكر لهم ثقتهم واتطلع ان شاء الله لتحقيق توقعاتهم». تبعها الجابر بتغريدة أخرى، قال فيها: «شكراً لكل مَنْ بارك لي خطوة التعاقد مع الفريق الشبابي ولكل مَنْ تكرم عليّ بالدعاء لي بالتوفيق. أسأل الله العلي القدير ان اكون عند حسن ظن الجميع». وكان سامي الجابر أحد أبرز الأسماء المطروحة على طاولة الإدارة الشبابية لتولي تدريب الفريق في الموسم المقبل خلفاً للمدرب التونسي فتحي الجبال. تعاقد الشباب مع الجابر سيكون مكمن القوة للفريق الملقب بالليث الابيض في الموسم المقبل كون الجابر يملك من الخبرة والدهاء ما يجعله يحفز ويوجه نجوم فريقه ويصنع لهم الفارق ويرسم لهم خطة التفوق والنجاح. وسبق لسامي الجابر العمل كمدير عام لجهاز الكرة في نادي الهلال مع المدرب البلجيكي ايريك غيرتيس عقب اعتزاله الكرة مباشرة ليبرز اسمه كأحد أهم الأسلحة الزرقاء حتى وهو يجلس على مقاعد دكة البدلاء، بعدها انتقل الى عالم التدريب ليخوض تجربة مع شباب أوكسير الفرنسي لاكتساب خبرة تساعده في مستقبله التدريبي دون أن يرتبط بأي عقد مع النادي الفرنسي، ليعود بعدها ليعتلي هرم الإدارة الفنية في الهلال بعقد يمتد لموسمين، حيث يعد سامي الجابر ثاني مدرب سعودي يشرف على تدريب الهلال بعد شيخ المدربين السعوديين خليل الزياني، الذي درب الهلال بشكل مؤقت، لكن التجربة لم تمتد لأكثر من موسم واحد فقط. «تجربة مرضية» ولم تكن تجربة سامي الجابر كمدرب للهلال مرضية لصناع القرار في النادي الملقب بالزعيم، لكنها كانت تجربة ناجحة ومرضية بالنسبة لسامي ولجماهير نادي الهلال، واستحوذ خلالها سامي الجابر على النصيب الأكبر من الاهتمام والأضواء. وقاد سامي الجابر الهلال حينها للحصول على وصافة الدوري السعودي، بالإضافة إلى حصوله على وصيف كأس ولي العهد والتأهل إلى دور الثمانية من دوري أبطال آسيا قبل أن تتم إقالته بشكل مفاجئ، ليتوجّه بعدها إلى قطر وبالتحديد مع نادي العربي ليتولّى منصب المدير الرياضي للنادي، ليعود بعدها إلى التدريب وهذه المرة مع نادي الوحدة الإماراتي بعقد قصير، حيث لم تمتد التجربة لأكثر من ثلاثة أشهر، قبل أن يتم فسخ العقد بين الطرفين بالتراضي. وسيخلف الجابر التونسي فتحي الجبال، الذي قاد الفريق منتصف الموسم الحالي خلفا للمدرب الاورجوياني ألفارو جوتيريز. ويعتبر التعاقد مع سامي الجابر مكسبا كبيرا للشباب لما يملكه من خبرة في الملاعب تمتد لاكثر من 25 عاماً لم تنقطع خلالها علاقته بالكرة، سواء كلاعب أو إداري أو مدرب أو حتى كمحلل فني لاحدى القنوات التليفزيونية الرياضية. «سعادة شبابية» رئيس نادي الشباب عبدالله القريني أبدى سعادته بالاتفاق مع سامي الجابر لتدريب الفريق لثلاث سنوات، وقال في تصريح تليفزيوني: «نرحب بسامي الجابر في نادي الشباب، وحقيقة الجابر اسم كبير في عالم الساحرة المستديرة حتى قبل مجيئه للشباب، ونسعى للاستفادة بما لديه من خبرة فهو لديه الكثير من الفكر التدريبي الذي سيقدمه لنادينا في الفترة المقبلة». وحول سير المفاوضات مع الجابر، الذي شارك مع منتخب بلاده 4 مرات متتالية بكأس العالم، اكد القريني: «بدأنا المفاوضات مع سامي الجابر منذ فترة واتفقنا معه بشكل مبدئي وتأخير التوقيع الرسمي لأسابيع من أجل ترتيب بعض الامور الخاصة بين الطرفين وبالنسبة للتوقيع النهائي مجرد وقت ليس أكثر». وتابع رئيس الشباب: «فكرة التعاقد مع سامي الجابر قائمة منذ فترة، وتأخير إعلان الاتفاق جاء لظروف يمر بها نادي الشباب، وأيضاً لظروف خاصة بسامي الجابر وفضلنا تأخير الإعلان لنهاية الموسم بناء على رغبة الطرفين». «أعباء مالية» وعن اشتراط سامي الجابر لطاقم مساعد معين قد يزيد الأعباء المالية على نادي الشباب، في الوقت الذي يعاني منه النادي من أزمة مالية، أكد القريني: «نحن في الشباب حريصون كل الحرص على وجود سامي الجابر معنا بغض النظر عن التكلفة المالية، ومن يريد النجاح، عليه أن يتحمل كل الأعباء، وسنسعى لان تكون هناك موازنة مالية». وواصل رئيس الشباب: «التاريخ لن ينسى وقفات الأمير خالد بن سلطان مع نادي الشباب طوال 45 عاماً، وحقيقة التعاقد مع سامي الجابر مكلف لكن بوجود الامير خالد بن سلطان الرمز الشبابي وأبنائه سنجتاز الأزمة المالية، وقبل التعاقد مع سامي الجابر أمنا قيمة التعاقد معه». وسيحاول الجابر لملمة أوراق الشباب قبل بدء فترة الإعداد لتعويض موسم الفريق المخيب للآمال، حيث خرج خالي الوفاض من كل البطولات التي شارك فيها وتراجع للمركز السادس على لائحة ترتيب فرق المسابقة برصيد 39 نقطة، وهو مركز لا يليق بمكانة وتاريخ الشباب ولا بإمكانات لاعبيه. كما يسعى الجابر لتحقيق الاستقرار الفني للشباب مبكراً من خلال ابرام تعاقدات جديدة، وتردد أن الجابر تحدث مع إدارة الشباب لاستعادة مهاجم الفريق السابق ناصر الشمراني من نادي الهلال. «كل الاحتمالات واردة» وتركت إدارة الشباب الباب مفتوحاً لكل الاحتمالات حول اللاعبين المغادرين لأسوار النادي لحين قدوم سامي الجابر. وقال القريني: «لم نحدد قائمة اللاعبين المنسقين لأن هذه أمور فنية سيقف على رأسها الجهاز الفني الجديد بقيادة سامي الجابر، وهو مَنْ سيحدد ملامح الفريق واحتياجاته من اللاعبين في الموسم المقبل وسيحدد مَنْ يبقى ومَنْ سيرحل بمجرد التوقيع الرسمي الذي سيكون في مؤتمر صحفي بحضور سامي الجابر، سنكشف من خلاله عن كل تفاصيل التعاقد» وأضاف القريني: «برنامج الشباب للموسم المقبل المعد مسبقاً من قبل المدرب التونسي فتحي الجبال، سيبقى كما هو وسيكون عليه بعض التعديلات من جانب المدرب الجديد سامي الجابر، واتفقنا معه على أن يكون هناك معسكر خارجي في هولندا يستمر 20 يوما خلال الفترة من 9 الى 29 تموز/يوليو المقبل. وكشف القريني ان إدارة الشباب هي مَنْ طلبت التعاقد مع سامي الجابر لثلاث سنوات، وكانت هناك رغبة من الطرفين حول مدة التعاقد، لان لدينا استراتيجية نسعى لتطبيقها وسنكشف عنها في المؤتمر الصحفي الخاص بتوقيع العقد الرسمي، الذي سيشهد توضيح كل الامور المتعلقة بنادي الشباب». ويسعى سامي الجابر لتكرار تجربته مع الهلال مع نادي الشباب، حيث يسعى لبناء فريق قادر على المنافسة من خلال جلب لاعبين جدد والاعتماد على اللاعبين الشباب وقال القريني: «سامي الجابر مدرب ننتظر منه بناء فريق قوي وتحقيق انجازات لان الشباب يحتاج لبناء فريق يعيده للمنافسة في السنوات المقبلة، وهذا ما نحتاج إليه من سامي الجابر». «إنصاف الذئب» ويعد التعاقد مع الشباب انصافا لسامي الجابر الذي لم يمهله الوقت لترجمة نجاحاته مع الهلال لبطولات، حيث ما ان انتهى من بناء الفريق فوجئ بقرار اقالته وهو ما وصفه البعض بالظلم للمدرب. وما ان تم اعلان التعاقد حتى انطلقت «الهاشتاجات» عبر تويتر وحقق «الترند». كما أطلق ياسر القحطاني قائد الهلال الحالي المعتزل دولياً تغريدة قال فيها: «أسأل الله لك التوفيق في مهمتك الجديدة يا أبا عبدالله.. مبروك لك ولنادي الشباب». بينما قال تركي الخليوي رئيس الاتحاد السعودي لكرة اليد: «كنت من المعارضين لإلغاء عقده مع الهلال، وهنا أقول لإدارة الشباب أحسنتم في التعاقد مع سامي الجابر». محطات سامي الجابر مع عالم الساحرة المستديرة كانت مليئة بالنجاحات سواء على المستوى المحلي أو القاري أو العالمي، حتى إنه بات أحد أساطير اللعبة على مستوى العالم، التي كان آخر ثمارها مشاركته في مباراة أساطير كرة القدم حول العالم والتي أقيمت على هامش كونغرس الفيفا مؤخراً في المكسيك، كما تم تكريم سامي الجابر أيضا في المناسبة نفسها.