رحبت حكومة الوفاق الوطني في ليبيا أمس الثلاثاء بتأييد مجموعة الدول الداعمة لها رفع الحظر عن تسليحها، معتبرة ان ذلك سيشكل ركيزة لبناء جيش موحد في مواجهة تنظيم داعش. واعلنت القوى الكبرى والدول المجاورة لليبيا الاثنين في اجتماع وزاري في فيينا ضم 25 دولة وهيئة دولية، تاييدها رفع حظر الاسلحة المفروض على طرابلس. واكدت هذه الدول عزمها على دعم طلب بهذا الشأن ستقدمه حكومة الوفاق الليبية الى لجنة الاممالمتحدة للعقوبات حول ليبيا، ما سيفسح المجال امام الحكومة لشراء الاسلحة اللازمة والتجهيزات لمواجهة الجماعات الارهابية التي تحددها الاممالمتحدة. كما ابدت الدول استعدادها لتزويد حكومة الوفاق الوطني بهذه الاسلحة. وقال نائب رئيس الحكومة الليبية موسى الكوني: «انهارت المؤسسات الحكومية بانهيار المؤسسة العسكرية، لذلك فان همنا الاول هو توحيد هذه المؤسسة واعادة بنائها. وبدون تسليح لا نستطيع ان نحقق ذلك». واضاف ان تاييد رفع الحظر عن التسليح يشكل «ركيزة لبناء الجيش القوي الذي نريده، الجيش القادر على محاربة تنظيم داعش والتنظيمات الارهابية الاخرى، وسيتم تجهيز الجيش بشكل يليق به». وتابع الكوني «نتطلع الى الحصول على كل انواع الاسلحة، الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، لكن الاولوية بالنسبة لنا هي سلاح الطيران»، موضحا «نريد طيارين وطائرات عمودية وطائرات حربية». وتفرض الاممالمتحدة حظرا على تصدير الاسلحة الى ليبيا منذ 2011، تاريخ بدء الانتفاضة ضد العقيد الراحل معمر القذافي. وجاء في بيان في ختام اجتماع فيينا ان «حكومة الوفاق الوطني عبرت عن عزمها على تقديم طلب اعفاء من حظر الاسلحة، لمواجهة الجماعات الارهابية التي تحددها الاممالمتحدة ومكافحة تنظيم داعش في جميع انحاء البلاد. وسندعم هذه الجهود بالكامل». وانعقد الاجتماع بعدما نجح داعش في السيطرة الاسبوع الماضي على منطقة ابو قرين الاستراتيجية في غرب ليبيا والتي تقع على طريق رئيس يربط الغرب الليبي بشرقه بعد معارك مع القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني. وتبعد ابو قرين حوالى 130 كلم غرب مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) الخاضعة لسيطرة التنظيم منذ يونيو 2015، وعلى بعد نحو مئة كلم جنوب مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس)، مركز القوات الموالية لحكومة الوفاق. وامس، اعلنت قوات حكومة الوفاق انها خاضت اشتباكات مع عناصر داعش قرب ابو قرين خلال محاولتها التقدم بهدف استعادة هذه المنطقة من ايدي التنظيم الارهابي، وذلك في اطار عملية عسكرية تحت مسمى «البنيان المرصوص» اطلقتها الاسبوع الماضي.