يتواجد عدد كبير من الشعراء المعروفين والشباب في مجموعات واتساب الشعرية، ويتفاعلون باستمرار مع الأعضاء ويطرحون نصوصهم الشعرية ومشاركاتهم، في خطوة تفاعلية مع سيطرة وسائل التواصل الاجتماعي على المشهد، إلا أن الأنشطة الشعرية التي تقام في بعض المجموعات دفعت بعض الشعراء الى تقليل مشاركاتهم خوفا من ضياع الحقوق الأدبية والمعنوية، الأمر الذي جعلهم متفرجين على مشاركات الأعضاء الآخرين، ومن ضمن تلك الفعاليات التي تقام محاورات شعرية مباشرة بين الشعراء، رغم أن هذه الخطوة حظيت بمتابعة واهتمام كبيرين، حيث يتفاعل أعضاء المجموعة بشكل كبير ويبدؤون في الانقسام بين الشاعرين في مشهد شبيه بما يحدث في ساحات المحاورة حين يقف صفان متقابلان لترديد أبيات الشعراء، إلا أنها اثارت قلق الشعراء المعروفين. فمن يحفظ لهم حقوقهم في زمن «وسائل التواصل الاجتماعي» حتى أن بعضهم أصبح يشارك بأبيات قديمة من محاورة فعلية جمعته بأحد زملائه الشعراء خوفا من أن تتم سرقة أبياته الجديدة، حيث أصبح واتساب مكانًا خصبًا للسرقات الشعرية. شاعر المحاورة هادي الرزقي عبر عن رأيه في الموضوع حيث قال: «واتساب» وسيلة سهلة وسريعة الانتشار وفي متناول الجميع وتعتبر تجربة جديدة للشعراء في مجال المحاورة وبالذات المبتدئين الذين لا يستطيعون النزول لميادين المحاورة، وفي اعتقادي ان «واتساب» لا يصلح لهذا اللون بالذات. أما المجاراة فلا بأس وقد تخدم الشاعر الجيد بسرعة وصول قصيدته، وبالنسبة لحقوق الشاعر ف «واتساب» لا يحفظ حقوق الشاعر وانما أصبح وسيلة للمستشعرين للوصول على حساب الشعراء وكثرت في الآونة الاخيرة سرقات الابيات التي تنشر من خلال «واتساب» ويجب عدم نشر أي قصيدة للشاعر إلا بعد توثيقها سواء بنشرها في جريدة أو موقع رسمي أو تصديقها من الإعلام لحفظ حقوق الشاعر. أما الشاعر سعود الدهيمي فقال: المحاورة الشعرية التي يقصد بها القلطة لا تصلح، فالميدان بين الصفوف أما عبر الواتس أو تويتر فهي غير مجدية وربما تكون غير صادقة في نفس الوقت لأنك لا تعلم مع من تتحاور. أما المجاراة الشعرية لقصيدة أعجبتني لشاعر معين وجاريتها وأرسلتها عبر «واتساب» فهذا جيد إن كانت القصيدة ومجاراتها تستحق فهي ستنتقل من «واتساب» عبر الالسن الى الصدور وتتناقلها المجالس الشعرية، وإن كانت وزنا وقافية فقط فستنتهي في «واتساب». الشاعر سعود المسعودي أبدى رأيه في هذا الموضوع، حيث قال: شعر المحاورة عرف بأنه مباشر وضرورة وجود صفين للترديد متى افتقدت هذين الشرطين افتقدت، قيمتها الأدبية. أما المحاورة في الانترنت أو «واتساب» أو السناب فممكن الشاعر يأخذ وقتًا كافيًا للرد، لذلك شعر المحاورة يعتمد على سرعة البديهة وتحليل المعنى الفوري، الفتل والنقض مع انه الآن بعض المحاورات أصبح يعتمد على اضحاك الجمهور وبعض المهاترات والدخل المادي فقط ولا ينظر الشاعر للقيمة الأدبية والتقصي، فالمعنى ودفن المعنى كما يقال انما هي معان مكشوفة. من جانبه علق الشاعر يحيى بالحارث على الموضوع قائلا: بالتأكيد لا يستطيع الشاعر ان يحفظ حقه الادبي لأي محاورة أو مجاراة تمت عن طريق واتس أب فكما هو معلوم فقط النشر من خلال الصحافة وبعض المنتديات المسجلة لدى وزارة الثقافة والإعلام هو الحل الوحيد لحفظ الحقوق والمجاراة أو المحاورة من خلال «واتساب». أعتقد انها مجازفة من الشاعر أو انه لا يريد توثيقها وأعرف أن الكثير منها يضيع بمجرد ان تقرأ في لحظتها. هناك حل وحيد لحفظ الحقوق في «واتساب»أعتقد انه سابق لأوانه أو غير مطروح وهو مجرد اقتراح ولا أعلم مدى إمكانية تطبيقه على أرض الواقع وهو ان يتم تسجيل بعض القروبات الشعرية من خلال وزارة الثقافة والإعلام.