اتهم شاعر المحاورة المعروف محمد بن متروك السناني زملاءه الشعراء بالانقسام المكشوف إلى ثلاثة جماعات متناحرة، رافضا فكرة إنشاء جمعية لشعراء المحاورة لأنها لن تنجح أبدا في ظل وجود الشعراء المتحاربين. معترفا بأن حفلات المحاورة خلال العامين الماضيين فقدت 70 في المائة من جمهورها، بسبب الإعلام الجديد كإحدى وسائل التفاعل الاجتماعي. وتطرق الشاعر السناني إلى عدد من المواضيع المثارة على الساحة من خلال الحوار التالي: ما سبب ملل الجمهور من شعر المحاورة في الآونة الأخيرة؟ بالفعل الحفلات لا يحضرها إلا المعازيم فقط، والسبب يعود إلى انتشارها في الإعلام الجديد والمتمثل في اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي، والتي سهلت للمتذوق متابعة المحاورات في أي زمان ومكان، بالإضافة إلى دخول القنوات الشعرية الفضائية للساحة بشكل قوي حتى أصبح المتذوق يستمتع بالمحاورات من منزله دون أن يتكلف عناء البحث عنها. هذا العزوف هل هو على مستوى المملكة؟ هناك مناطق لازالت تشهد كثافة جماهيرية مثل خميس مشيط في جنوب المملكة وتبوك في أقصى الشمال، وفي باقي المناطق تقلصت أعداد الجماهير المتابعة لها بشكل مباشرة وبنسبة تصل إلى 70 في المائة. ألا يسبب لكم هذا العزوف بعض المخاوف؟ إطلاقا، لأنني أرى الطلب الهائل على الشعراء لدرجة أن صاحب الحفلة يبحث عن شاعر ولو من الدرجة الرابعة في بعض الأحيان ليحيي فرحه، فمع العزوف الجماهيري عن الحضور بسبب وسائل الإعلام زاد الطلب أضعافا مضاعفة على شعراء المحاورة من قبل أصحاب الحفلات، إضافة إلى أن المحاورة انتشرت في العديد من المناطق بعد أن كانت في منطقة واحدة، والساحة لازالت قادرة على استيعاب الكثرة الهائلة للشعراء والدليل عشرات المحاورات التي تقام يوميا في مختلف مناطق المملكة. الموال طور المحاورة عند دخوله قبل عقدين، لماذا لا تعملون على تطوير الساحة؟ الموال استوعبه الناس وفرحوا به، وبعض الشعراء حاول تطويره بطريقة خاطئة من خلال اختلاس ألحان الفنانين وتقديمها للساحة لنيل رضا الشباب، وهم يرتكبون بذلك خطأ كبير، إلا أنهم في نفس الوقت يحظون بالقبول والتجاوب من بعض الجماهير الباحثين عن اللحن فقط من صغار وكبار السن. شعراء التهريج هل ترى بأن المحاورة وصلت إلى قمة مجدها في الوقت الحاضر؟ من حيث عدد المحاورات اليومية وعدد الشعراء، نعم، ولكن من ناحية المميز وصلنا لنقطة غير جيدة، فهناك عدد من الشعراء حولوا المحاورة إلى تهريج، ولهم متذوقين للأسف. ولماذا لا تحرصون على وضع حد لهؤلاء المهرجين أنت وزملاؤك؟. يمكن اتخاذ هذا القرار بشكل فردي، أما أن نتفق نحن كشعراء محاورة فلا أعتقد لأن هذا الاختلاف هو ديدن شعراء المحاورة. وهل بالفعل هناك شللية واضحة في ساحة المحاورة؟ بالتأكيد هناك ثلاثة أحزاب داخل الساحة، ولعل أهم أسبابها عدم ثقة الشعراء في أنفسهم، والطمع المادي، وخوف الشعراء من بعضهم البعض حتى لا تتزعزع مكانتهم السابقة، ولذلك تجد من يرتبطون بعلاقة قوية خارج المحاورة. وماذا عن دور مكاتب الشعر في ذلك؟ هناك مكاتب أججت ذلك الخلاف خصوصا تلك التي افتتحت مؤخرا وهي تنحاز لشعراء معينين، حتى أصحاب الحفلات أصبحوا يعرفوا أنهم إن أرادوا شاعرا بعينه فعليهم أن يأتوا معه بشعراء يتفق معهم إن كان على المستوى الشخصي أو الشعري. هل تعاني ساحة المحاورة من هذه الشللية؟ تعاني وبشدة وبسببها أصبحت القلوب غير نظيفة، فتجدهم إذا اجتمعوا في محاوراتهم دائما ما يوجهون معاني أشعارهم لمجموعة أخرى وهذا ديدنهم للأسف منذ عام 1426ه حتى الآن، وأنا على استعداد لكشف ذلك من خلال برنامجي التلفزيوني الأسبوعي. سنوات من الشهرة شاركت في لجنة تحكيم شاعر المعنى قبل عامين، هل تعتقد بأنها خدمت المحاورة؟ بالتأكيد أضافت الكثير ويكفي أن هناك ما يقارب 8 شعراء دخلوا الساحة الشعرية بعد المسابقة بقوة وكانوا غير معروفين واختصر لهم البرنامج 10 سنوات من الشهرة. من هم هؤلاء الشعراء؟ الشاعر فالح الغنامي وعبدالحميد الفهمي ومرهب البقمي وعياد العنزي وغيرهم وكانوا يحتاجون للظهور فقط ليتعرف المتذوقون على شعرهم، وهناك في المقابل شعراء خرجوا من المسابقة كما دخلوا بسبب عدم وجود الموهبة الشعرية. انتقد البعض آلية البرنامج المعتمدة على التصويت ورسائل الجوال؟ بالنسبة للتصويت كان مهما لترجيح كفة الشعراء لأن اللجنة تملك 50 درجة و50 درجة للتصويت، ونحن لا نريد من الشاعر أن يكرس للقبلية من خلال مطالبتهم بالتصويت، ولكن نطالب المتذوقين بإبداء أرائهم حول الشاعر الذي يستحق التأهل. إذا لماذا لايستخدم الانترنت في التصويت؟ حتى الانترنت يمكن أن يبحث من خلاله الشاعر عن قبيلته للتصويت، وعموما هناك نسخة للمسابقة قريبا وسيتم طرح كافة الخيارات التطويرية للبرنامج. مزايدة الشعراء يتضجر البعض من عدم تقيدكم بالمواعيد والمزايدة بين أصحاب الحفلات؟ هذه تصرفات شخصية للشاعر نفسه وأسماء الشعراء المزايدين معروفة لدى الجمهور فعلى سبيل المثال بعضهم مضمون لدى المكاتب ولايمكن أن تتغير أما الشاعر الذي يتحول من حفل لآخر بسبب مبلغ متواضع إضافي فعليه تحمل تبعات سلوكه السيئ. وهل من حق الشاعر التحول أو التنقل من أجل المال؟ من وجهة نظري، أن الالتزام بالمواعيد دليل على رقي الشاعر، ولكن المشكلة أن تلتزم ومن ثم تكتشف أن زملاءك لم يلتزموا، فيضطر أصحاب المناسبات إلى الاستعانة بشعراء أقل من المستوى، الأمر الذي ينعكس على مستوى الحفلات. يتهمك البعض بعدم تشجيع الشعراء الشباب، بدليل مواجهتهم بأبيات لا يستطيعون صدها؟ دائما في المحاورة أتعامل مع البيت الشعري الذي أجده أمامي، لا مع الشاعر سواء كان صغيرا أو كبيرا. لماذا تمتاز محاوراتك مع الشاعر راشد السحيمي بالسخونة دائما؟ لأن السحيمي هو الشاعر الوحيد حاليا الذي يعطي المحاورة حقها، ولأنه يمتاز بقوة التصدي مهما أرسلت له من أبيات فإنه يرد، ولأنه عقلاني وذكي. وما دليل ذكائه؟ هناك سر سأكشفه لأول مرة فقد ضحك السحيمي على 95 % من شعراء المحاورة، ونجح في صناعة مقلب لهم استمر لمدة عامين ولم ينتبه له إلا الشاعر الرائع بخيت السناني شفاه الله. وماهو المقلب؟ قبل عدة سنوات استحدث السحيمي قافية جديدة لأحد لحون الموال وهي (اسأل مجرب ولا تسأل طبيب) ووقع أغلب شعراء المحاورة في هذا المقلب. وهل مر عليك هذا المقلب؟ مستحيل أن يمر علي. شللية العازمي وماذا عن سخونة محاوراتك مع الشاعر المعروف حبيب العازمي؟ حبيب شاعر كبير ودائما نقاطنا التي نناقشها ساخنة، وأحيانا بسبب التباعد بيننا، ولكن صدقني استمتعت بالمحاورة معه هو والشاعر فلاح القرقاح صاحب المفردة المقنعة والجميلة. ولماذا لم تواجه حبيب إلا نادرا؟ ليس لدي أي مانع، ومستعد للقائه في أي زمان ومكان، وهو أيضا ليس لديه مشكلة. إذا لماذا لا تلتقيان؟ بكل أمانة الشللية التي تحدثت عنها قبل قليل والحزبية داخل ساحة المحاورة هي السبب. كم هم الشعراء الذين تتسع لهم قمة المحاورة من وجهة نظرك؟ لا أملك تقييم الشعراء حتى لا يغضبون، ولكن للإنصاف لا يوجد سوى 8 شعراء حقيقيون فقط، هم السالمون من الركاكة والهزل الشعري. هذا يعني أن البقية جميعهم غير جيدين؟ فيهم الجيد ولكن بدون استمرارية وثبات في المستوى. يتهمكم أصحاب الحفلات بالطمع وزيادة أجركم للضعف خلال ثلاث سنوات فقط؟ الزيادة شملت العقارات والسيارات ومختلف أنواع السلع ولذلك زيادة أجور الشعراء طبيعية للغاية. عندما تقف أمام المايكروفون من يخيفك من الشعراء؟ أمام المايكروفون لا أرى أي شاعر. هل هذا غرور؟ سمه ما شئت، وهذه من أسباب تفوقي ولله الحمد، ولكن في الجلسات العادية ممكن تحديد أسماء شعراء أقوياء ولكن عند بدء النزال لا. هل ستعتزل لو دخلت المرأة شعر المحاورة؟ لن أتخذ قراري الآن فلكل حادث حديث، وكل شيء له مقدمات، فقبل فترة استغربنا خروج المرأة مع السائق، ثم اقتناءها للجوال وأخشى أن نصل لهذه المرحلة. وهل تتوقع حدوثها قريبا؟. خلال الخمسين سنة المقبلة لا أظن. هل تعتقد أن هناك نساء ضمن جمهورك؟ لا أعرف، لأنني لا أتواصل مع الجمهور، وهناك عدد من الأصدقاء يقومون بهذا الدور نيابة عني عبر وسائل التفاعل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، ورغم ذلك لا أعتقد، لأن اهتمام المرأة بالمحاورة أصبح قليل جدا خصوصا في العشر سنوات الأخيرة. يتهمك البعض بأنك قصرت مع الشاعر بخيت السناني بعد تعرضه لحادث مروري قبل عدة أعوام؟ هذه تهمة مرفوضة جملة وتفصيلا، حيث وقفت بجانبه في جميع ترتيبات دخوله المستشفى ورحلته العلاجية الأولى للخارج ورحلته العلاجية القادمة بعد عدة أشهر، وفي الحقيقة أن هذا الشاعر ظاهرة لن تتكرر ونحتاج ل 200 عام حتى يخرج شاعر بنصف إمكانياته. وهل تتوقع عودته لساحة المحاورة؟ قد يعود ولكن مشكلته في معاناته من النطق السليم وأتمنى أن يتجاوزها بعد العلاج والتدريب.