عالمنا السريع طغت عليه وسائل التواصل، فحتى الصورة التي كانت تلتقط لذكرى دائمة صارت تتلاشى بعد عشر ثوان. لعل «سناب شات» من أكثر برامج السوشل ميديا شعبية مؤخرا، وككل مستجد يظهر فإن «السناب شات» لا يخلو من النقاد والمعارضين. وأكثر الانتقادات كانت لشهرة الكثير من أبطاله بسبب ما يسمى ب «ثرثرة تافهة» و«سطحية براقة» وعلى هذا نلوم الجمهور ولا ينفي أن نعطي الجوانب الجيدة بعض التمجيد. أنا شخصيا كمصورة أسعى لتخليد الصور، فلم ترق لي في البداية فكرة أن الصور تتلاشى بعد عشر ثوان أو بعد أربع وعشرين ساعة كحد أقصى ووجدت فيه ظلمًا للصورة؛ ولكن وبعد التمعن من عدة جوانب الصورة السنابية اختلفت. الكثيرون ممن يفضلون استخدام السناب لمشاركة الصور هو بسبب سهولة تحميل الصور ونشرها. صور واختر أصدقاءك ثم انشرها وبمجرد أن تصلك الصور فإنها ستختفي، فلا تقلق حيال مساحة الجهاز وحذف الصور كل فترة، فليس الكل يهوى جمع الصور. وإذا كان البرنامج قد تميز بالفلترات الغريبة والمميزة، فلا بد من أن الفلتر المكاني سيتصدر القائمة. فبحسب موقعك الحالي تستطيع اختيار فلتر يرمز للمدينة أو المنطقة، وكأنه طابع بريدي إلكتروني على صورك. مَنْ يرسل الرسائل الورقية بالطوابع البريدية الآن؟ لكن الصور الممزوجة بالفلتر المكاني دمجت ما بين الطابع البريدي والبطاقة البريدية المصورة، وحولتها إلى بصمة عصرية لجيل كامل. وإذا كنت مثلي تحفظ الصورة بعد أن دمجتها بالفلتر المكاني، فإنك ستحصل على مجموعة مميزة ستشكل لك خريطة إلكترونية للعالم بكل الأماكن التي زرتها. أيضا التغطية شبه المباشرة لحدث معين أو ما يسمى ب «لايف» زاده تميزا. ف «سناب شات» يغطي أحداثًا مميزة ومنوعة من كل العالم لكل العالم. أنت تنظر للبيوت والشعوب والاحتفالات والفاعليات بكاميرا واقعية يحملها الكل؛ تختلف فيه الألوان والطقوس واللغات واللهجات وتندمج معا؛ وكأنه مونتاج جماعي يتشارك الجمهور، الذين هم أبطاله في صناعته بعشوائية وتنظيم غريب. «لايف» في سناب تحولت إلى قناة وثائقية مختلفة للحياة البسيطة للبشرية. ومع كل النقد والآراء المختلفة لبرنامج «سناب شات» فهذا لا ينفي أن صورة العشر الثواني صارت الآن ثقافة شعبية عالمية.