* الهلال في الآونة الأخيرة قضية لم يتحملها ملف، بالإذن من العملاق أبو بكر سالم، فالمشهد الأزرق يرفع صوته عالياً، ليقول إن الذين كانوا جزءاً من الحل على مدار تاريخه، أصبحوا الجزء الأكثر تأثيراً في المشكلة. * في البداية دعونا نتفق أن منظومة الهلال أصابها خلل أو عطب بدليل أن الفريق الذي كان لا يرضى أن ينهي موسمه بأقل من لقب أو اثنين في مقدمته الدوري أصبح يكتفي بألقاب النفس القصير، ويعتبر بعض أنصاره وحتى صناع قراره أنه منجز، وأن الهلال مازال هو الثابت وغيره متحرك، وهو ما لم يعهده الهلاليون طوال تاريخهم. * هذا الخلل انتقل لجزئيات أخرى لم تكن في يوم من الأيام ضمن الأجندة الهلالية، وأهمها النظر إلى الأسماء في حياكة البطولات، وهي جزئية دخيلة على استراتيجية الزعيم، ومثالها واضح بإبعاد سامي الجابر عن سلك التدريب حتى لا يتحقق باسمه أي لقب. * تلك أمور أخلت بالهلال في طريقة التفكير وأسلوب الإدارة، أما فيما يخص المستطيل الأخضر، فإن الهلال ومنذ ما يقارب الخمس السنوات ابتلي بجيل من اللاعبين تنقصهم ثقافة من مضى من النجوم في القتالية والروح والانتماء والاحترافية، لذلك يبرز النجم فيهم في مباراة وعلى أكثر تقدير في مباراتين ويغيب في عشر وأكثر، وهذه الطامة لم تكن يوماً في جيل البطولات الكبيرة. * لو عدنا للماضي القريب في الهلال لوجدنا المفارقة الكبيرة مقارنة بالحاضر، فقد كان أعضاء الشرف على كلمة واحدة، لكنها في الآونة الأخيرة تمزقت وأصبحت كلمات متعددة مما أخفى مقولة أن الزعيم نادٍ مؤسساتي، ليجد النادي الكبير حاله مثل حال الأندية الأخرى ولو بصورة أقل على الأقل إعلامياً في نشر الغسيل. * ومما أنهك الهلال في السنوات الماضية لغة العناد، وهي محطة جديدة أيضاً لم يعهدها هذا النادي في تاريخه مما صعب مهمتهم في العودة السريعة لسابق عهدهم. * أمور كثيرة تغيرت في منظومة الهلال، لذلك جاءت النتائج متواضعة ليس قوة في الفرق الأخرى باستثناء الأهلي هذا الموسم، وإنما لتغير مفاهيم كثيرة في الهلال. * تصوروا أن قصة دونيس والشمراني حدثت في ماضي الهلال القريب.. هل سيكون السيناريو نفس الذي حدث للفريق هذا الموسم؟ * أعتقد أن هناك إهمالا وتقصيرا وفي بعض الأحيان لا مبالاة أدت للوجع الجديد للأزرق. * نعم لو كان الصوت الشرفي والمال الشرفي في الهلال حاضراً مثل الماضي لرحل دونيس وربما الشمراني إذا لم يلتزم الأخير بمنهج الهلال، ولكن العجز المادي هو ما كبل أيدي إدارة نواف بن سعد، ولعل تصريحه الأخير يوضح هذا المشهد تماما. * في الهلال لا صفقات مدوية، ولا دفع بالمواهب الجديدة واعطاءها الفرصة، لذلك لا غرابة أن يكون حاله على ما هو عليه حالياً. * زمان الهلال لم يكن اسم الرئيس مشكلة حتى فواز المسعد حقق الألقاب، لكنه كان مؤسسة لها استراتيجية واحدة تتغير الأسماء وتبقى البطولات، وعندما تغيرت هذه الإستراتيجية أصبح الهلال مثل غيره. * السؤال الأهم.. إلى متى يخدع الهلاليون أنفسهم ويعتقدون أنهم بهذا الجيل سيحققون مبتغاهم؟! * إذا لم تكن هناك انتفاضة حقيقية في البيت الهلالي بصفقات مدوية والاستعانة بمواهبهم من الأولمبي والشباب في المعترك الميداني، فإنهم سيستمرون في الغيبوبة. * أما ما يجب أن يعيه بعض نجومهم الكبار في السن، أن يقرأ البعض منهم كتب الثنيان والتمياط والتيماوي وغيرهم فهم تركوا الملاعب والجماهير تهتف بأسمائهم.